"ليبرمان" خارج منصبه.. هل انتصرت المقاومة؟
شبكة الحرّية الإعلامية -هيئة التحرير (خاص)- لم يكن حدثاً غريباً، أن يُعلن وزير الجيش الإسرائيلي، ورئيس كتلة "إسرائيل بيتنا"، أفيغادور ليبرمان، عن استقالته من منصبه، وانسحاب حزبه من من الائتلاف الحكومي، عقب الإخفاق الأخير في قطاع غزة.
"ليبرمان"، سرعان ما جعل التوقعات بشأن استقالته، حدثاً واقعياً، جاء ذلك في مؤتمرٍ صحفي، عقده، عقب نهاية اجتماعه مع حزبه، وتوصَّل فيه بالإجماع مع قيادات "إسرائيل بيتنا"، إلى قرارٍ نهائي بالاستقالة من منصبه، لعدم رضاه -كما وصف- عن وقف إطلاق النار مع غزة.
الإسرائيليون، خرجوا إلى الشوارع، احتجاجاً على وقف إطلاق النار مع غزة، لاعتبارهم بأن المقاومة الفلسطينية، نفذت التهديدات، وسط عجزٍ الجيش عن الرد، باستثناء قدرته باستخدام أحدث العتاد العسكري على تدمير منازل المواطنين العزّل.
ورغم محاولات دول إقليمية، وعلى رأسها مصر، احتواء أزمة اقتحام قوة إسرائيلية خاصة، لخانيونس، محاولةً اختطاف أحد قيادات القسّام البارزين، مما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين، إلا أن المساعي فشلت، لتأكيد المقاومة على حقها بالرد.
ولم تمهل المقاومة الاحتلال وقتاً، فسرعان ما بدأت بقصف التجمعات السكنية الإسرائيلية، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية وبشرية، لم يُعلن عنها الاحتلال بوضوح، لكنها عُرضت للملأ بواسطة مقاطع فيديو مسجلة.

ووفقاً لتقارير الأمن الإسرائيلي، فإن المقاومة، أطلقت ما يزيد عن 500 صاروخ على مدار يومين، الأمـر الذي جعل "ليبرمان" يقول في مؤتمره الصحفي، بأنه لم يعد يحتمل، ولا يستطع وضع عينيه في عيون أهالي مستوطنات "الغلاف".
ولم تكتفِ المقاومة بقصف التجمعات الإسرائيلية، بل نفذت عمليات نوعية، وثقتها بواسطة الفيديو، فاستهدفت ودمرت حافلة لنقل الجنود الإسرائيليين، وقالت بأن من فيها وقع بين قتيلٍ وجريح.
إلى جانب ذلك، نفذت المقاومة الفلسطينية، كمين "العلم" وفقاً لما أسمته، الذي نتج عنه انفجار عبوة ناسفة، بين ستة جنود إسرائيليين، دون الإعلان بالضبط عن حجم الخسائر في الأرواح.
وبالنسبة للشارع الإسرائيلي، فإن رد جيشهم كان هشّاً، ولم يحقق الردع المطلوب، بعد يومين من العمل العسكري المكثف، الذي استهدف تجمعات سكنية، وبنايات خاصة بمؤسسات حكومية، وإعلامية، وتحديداً قناة "الأقصى" المحسوبة على حماس.
أما الفصائل الفلسطينية، فاعتبرت استقالة "ليبرمان" إقرار بالهزيمة، واعتراف بقوة المقاومة، وانتصار سياسي لغزة، التي نجحت بصمودها في إحداث هزة كبيرة في الحكومة والشارع الإسرائيلي.
ويبدو بأن قرار استقالة "ليبرمان"، لن يعود عليه وحده فحسب، كونه دعا، إلى ضرورة عقد انتخابات مبكرة، وفي أسرعِ وقتٍ ممكن، للململة الأوراق المبعثرة للحكومة الإسرائيلية، واستعادة التوزان.
العدوان الأخير على قطاع غزة، وصمود المقاومة، وقوة الرد، والالتفاف الفلسطيني الشعبي، أسباب أدت إلى إلقاء "ليبرمان" خارج منصبه، بعدما وصف نفسه بالعاجز، وربما تشهد الفترة المقبلة انتخابات مبكرة، تعد -على أقل تقدير-، أسهل السبل لإدارة الأزمة الإسرائيلية الراهنة.
