غرفة الخليل تستقبل وفد من نقابات العمال في النرويج
استقبل رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي وفداً من نقابات العمال النرويجيين ضم ممثلين عن قطاعات: النقل العام، السكك الحديدية، الأغذية، الصحة، الأخصائيين الاجتماعيين، البلديات، وذلك بحضور منسق العلاقات العامة السيد محي الدين سيد احمد، وممثلين عن عدة نقابات محلية: نقابة العاملين في الصناعات الغذائية، نقابة العاملين في الزراعة، نقابة العاملين في بلدية الخليل، نقابة العاملين في قطاع النسيج والصناعات الجلدية، ونقابة العاملين في البتروكيماويات.
وفي مستهل الزيارة رحب المهندس الحرباوي بالضيوف وقدم لهم شرحاً مفصلا عن واقع الخليل الاجتماعي والاقتصادي، وتطرق خلال حديثه عن أهم معيقات تطور الاقتصاد الفلسطيني والتي يقودها الاحتلال لإبقاء الاقتصاد الفلسطيني تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي وعلى رأسها: منع استغلال الأراضي لمصنفة "ج" بأي شكل من الأشكال، بروتوكول باريس وقيوده المتعددة خاصة الغلاف الجمركي الموحد رغم اختلاف مستويات الدخل بين الجانبين، القيود على الاستيراد والتصدير، القيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد على المعابر وتأثيرها على تكلفة البضائع بسبب ارتفاع تكاليف النقل، أسعار المياه والكهرباء والمحروقات ومدخلات الانتاج الأخرى وتأثيرها على تنافسية المنتج الفلسطيني في الاسواق المحلية والعالمية، التصاريح الأمنية المسبقة لاستيراد الآلات والمعدات، منع العديد من المواد بحجة الاستخدام المزدوج، ومنع إقامة منطقة صناعية متقدمة في المحافظة الصناعية الأولى لإعاقة تطورها.
كما تحدث الحرباوي لموضوع البلدة القديمة والاجراءات الإسرائيلية فيها، معتبراً ان ما يحصل في الخليل لا يوجد له مثيل في أي مكان في العالم، حيث يضطر سكان بعض المناطق للحصول على تصاريح لدخول بيوتهم، ويمنعون من استقبال الضيوف في بيوتهم الخاصة، ويمنع اهل المدينة من المرور من أحد شوارعها التي تصل بين شطريها، إضافة لإغلاق مئات المحلات التجارية بأوامر عسكرية، والكثير من الاجراءات والاستفزازات التي أثرت بشكل كبير على الحركة الاقتصادية مما نتج عنه إغلاق أكثر من ألف محل نتيجة ضعف الحركة الاقتصادية.
وأردف الحرباوي قائلاً: بالرغم من كل ذلك فنحن صامدون على ارضنا، حققنا الكثير من الانجازات على الصعيد الاقتصادي، وشركاتنا تمكنت من التطور والسيطرة على حصة سوقية ممتازة في العديد من القطاعات، فعلى سبيل المثال سيطرت الشركات الفلسطينية في قطاعات البلاستيك والاسنفج والورقيات والمواد الغذائية على الحصة الأكبر من السوق المحلي، وبعض تلك القطاعات تغطي نسبة عالية من احتياجات السوق الإسرائيلي، وبالإضافة لذلك فإن لدينا صادرات تصل لأكثر من ستين دولة حول العلم أهمها منتجات الحجر والأحذية والصناعات البلاستيكية والمعدنية.
وفي موضوع الأيدي العاملة قال الحرباوي إن العامل الفلسطيني أثبت انه الأكثر انتاجية ولذلك تستقطب اسرائيل أكثر من 200 ألف عامل من فلسطين للعمل لديها بعد فشل العمال من دول أخرى في تحقيق انتاجية العامل الفلسطيني، وبالرغم من إنتاجيته المرتفعة إلا انه أيضاً يعاني يومياً في الوصول إلى مكان عمله بسبب الاجراءات الاسرئيلية على المعابر.
وفي النقاش الموسع تحدث ممثلو النقابات العمالية الفلسطينية عن دورهم كنقابات في خدمة أعضائهم، وخططهم المستقبلية والمشاريع التي يسعون لتحقيقها لخدمة العاملين لديهم، إضافة للمشاكل التي يعانون منها وعلى رأسها ما هو مرتبط بالاحتلال.
كما تم نقاش عدة مواضيع إضافية ومنها ترخيص المنطقة الصناعية الجنوبية الذي سعت غرفة الخليل للحصول عليه لخدمة المحافظة الصناعية الأولى في فلسطين وتمت عرقلته من الجانب الإسرائيلي، وقطاع السياحة وعلى رأسها السياحة الدينية الاسلامية من دول مثل أندونيسيا وماليزيا وتركيا، والمحاولات الاسرائيلية المستمرة لتهريب البضائع الفاسدة ومنتهية الصلاحية للمناطق الفلسطينية خاصة من خلال المستوطنات.
وفي نهاية الزيارة، أعرب اعضاء الوفد عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني واعتزازهم بما وصلت اليه الخليل من تقدم رغم كل المعيقات، كما وعدوا بالحديث عما شاهدوه خلال زيارتهم لنقل الصورة الكاملة عن معاناة الفلسطينيين جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلية.