الاحتلال يستولي على 531 دونماً من أراضي جنين بأوامر عسكرية جديدة مؤسسات الأسرى: 9300 أسير ومعتقل في سجون الاحتلال "موسم إنفلونزا قاسٍ": الصحة الإسرائيلية توصي بارتداء الكمامات للفئات المعرّضة للخطر الاحتلال يسلّم 8 إخطارات بوقف العمل والبناء لمنازل مأهولة في بلدة بروقين غرب سلفيت شهيد في غارة للاحتلال على لبنان السعودية تدين مصادقة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة في الضفة تحذير أممي من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الاحتلال يقرر هدم مزيدٍ من المنازل في مخيم نور شمس بطولكرم إيطاليا وإندونيسيا توافقان على إرسال قوات إلى غزة بشرط عدم الاحتكاك مع حماس "ترمب" يقرر حظر حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. "الكنيست" تصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب "أونروا" للتصويت الطقس: أجواء باردة وماطرة في معظم المناطق الاحتلال يداهم الحي الشرقي في جنين ويحاصر منزلا ويحتجز عددا من المواطنين حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 مواطنا في الضفة الغربية مستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية شمال شرق رام الله

"التفحيط".. ظاهرةٌ مُزعجة تستلزم تَغْليظ العِقاب

الحرية - محمَّد عوض - في الآونة الأخيرة، لم يعد موضوع التفحيط باستخدام المركبات، حدثاً عادياً أو عابراً، أو فردياً، بل يتّجه بوضوح إلى كونه ظاهرة من الظواهر السلبية المقززة، المقلقة، التي تجتاح الشوارع الفلسطينية من أقصاها إلى أقصاها.

ولا تقتصر ظاهرة التفحيط في مراكز المدن فحسب، إنما تمتد للبلدات، والقرى، والأماكن المفتوحة الرسمية، كساحات المدارس، وكذلك الأماكن الضيقة المغلقة، وشبه المغلقة، وكلٌ يستعرض قدراته على القيادة المتهورة بلا أدنى تردد يُذكر.

التفحيط، كظاهرةٍ بدأت تدعو لضرورة وضع النقاط على الحروف بشأنها، وكبح جماح الفاعلين، وإيقافهم عند حدهم الذي تجاوزه كثيراً، فهي تقود إلى قلقلة الاستقرار المجتمعي، وتهدد السلم الأمني، وتتسبب على كل الأحوال بإشكاليات كبيرة.

ووفقاً لبيان الشرطة الفلسطينية، فإن 127 شجاراً اندلع خلال عطلة عيد الأضحى المُبارك، والتفحيط يعتبر سبباً من الأسباب التي أدت إلى ذلك، وهذا يلفت الأنظار كلها، إلى هذا الخطر المحدق، ومآلاته، وخلفياته، وما ينتج عنه.

وفي دراسةٍ تحدثت عن ظاهرة التفحيط، فإنها أجملت الأسباب وراء تفشّي الظاهرة، بالتالي:

1) إهمال الأهل لأبنائهم يُعدّ من الأسباب الرّئيسة لهذه الظّاهرة، إذ ينشغل كلّ من الأب والأم بنفسَيهما مع نسيان الأولاد، ومع التّرف الزّائد، والدّلال السّلبيّ، يبدأ الأبناء بالتّصرّف دون أيّ اعتبار للأهل، فالولد الذي يجد مفتاح سيّارة والده في متناول يديه، فهو يعلم بأنّه مدلّل، وبأنّه لن يشعر أحد بخروجه، وهو لا يملك أدنى شعور بالمسؤوليّة، ولا يقدّر عواقب الأمور.

2) متابعة الأفلام التي تعرض سلوك التّفحيط بطريقة إيجابيّة، وبمظهر جذّاب للمراهقين، وكثيراً ما نجد تلك العروض الهائلة في الأفلام العربيّة والأجنبيّة، فالمراهق يعجبه ذلك لما فيه من إثارة، وبالتّالي سيبدأ بالتّقليد، لا سيّما أنّ هذا السّلوك يعرض على أنّه عمل بطوليّ وخارق.

3) وجود تجمّعات لممارسة التّفحيط، فهناك أماكن معيّنة يتجمّع فيها الشباب ويبدؤون بالمنافسات والاستعراض أمام مجموعة من النّاس، وهذا الأمر يستقطب المراهقين، ويحمّسهم على ممارسة التّفحيط وتعلّمه، والإدمان عليه دون تقدير للعواقب والمخاطر المترتّبة على القيام به وممارسته.

كما تحدّثت الدراسة عن كيفية مُعالجة الظاهرة، وجاء فيها:

أ) التّوعية من قبل الأهل بالدّرجة الأولى، ثمّ المدرسة، ثمّ الدّولة، كما يجب أن تكون التّوعية دائمة مع ضرورة ذكر سلبيّات التّفحيط، وعرض تجارب سلبيّة لأشخاص مارسوه، ليتّعظ المراهقون، والشّباب.

ب) تشديد القوانين من قبل الدّولة، ووضع عقوبات تصل إلى الحبس، والغرامة الماليّة، وحجز السيّارة، بحيث تكون هذه القوانين صارمة جدّاً ورادعة.

ج) السّيطرة من قبل الدّولة على التّجمّعات الشّبابيّة الخاصّة بممارسة هذا السّلوك، وإغلاق الأماكن التي يتمّ التّفحيط فيها، والإعلان بأنّ الاقتراب من تلك الأماكن سيكون تحت طائلة المسؤوليّة.

د) السّيطرة على ما يعرض في الأفلام من مشاهد تثير الحماس لدى الشّباب والمراهقين، بحيث تقطع هذه المشاهد، وتحدّ منها قدر الإمكان، وتنشر الوعي بمخاطر هذا السّلوك.

في الختام، لا يد من تكاتف الجميع مُجتمعياً ومؤسساتياً، للعمل بأكبرِ جهدٍ ممكن، على الحد من هذه الظاهرة، واتّخاذ السبل اللازمة لعلاجها، حتى لا تتفاقم الأمـور مستقبلاً، وتزداد الظاهرة توسعاً، خاصةً في ظل خصوصية الوضع الفلسطيني، وانتشار المركبات غير القانونية، وامتلاكها من قبل غير مؤهلين، في المناطق التي يسيطر الاحتلال عليها، ويمنع فيها تطبيق القانون والنظام.