"مساواة" تحول دون إصدار قرار يهدد مصير طلبة مدرستين لوكالة الغوث في قطاع غزة
لكل فرد الحق في التعليم، وينبغي احترام هذا الحق وبذل كافة الجهود في سبيل توفيره للأفراد في المجتمع. استناداً إلى ذلك، وفي إطار عمل مركز "مساواة" الحقوقي وسعيه الدائم إلى حماية الحقوق والحريات وتعزيز وصول الأفراد لها، نجح مركز "مساواة" في الحيلولة دون إصدار قرار يهدد مصير ومستقبل طلبة مدرستين تابعتين لوكالة الغوث في قطاع غزة.
بداية الأزمة
وفقاً لسياسة التجديد المتبعة لدى وكالة الغوث تجاه المدارس التابعة لها، اتخذت وكالة الغوث قرار هدم وتجديد مدرستين في غزة، وهما مدرستا غزة المشتركتين (أ) و (ب)، ونقل طلاب المدرستين إلى مدارس تل الهوا واتباع دوام المناوبة المسائية. بتاريخ 9 أيار 2018، توجه عدد من أولياء أمور طلبة هاتين المدرستين إلى مركز "مساواة" في غزة، وتقدموا بشكاوى شفهية توضح اعتراضهم على قرار نقل الطلبة المتخذ، وتطالب باتخاذ إجراءات أخرى لنقل الطلبة إلى مدارس محيطة في نفس المنطقة، واتباع دوام المناوبات الثلاث، بناءً على تجارب سابقة وكما تم اتباعه على مدار عاميين متتاليين.
وعلى الرغم من تقدير مركز "مساواة" لاتخاذ وكالة الغوث إجراءات تحفظ سلامة الطلبة في مدارسها، متمثلةً في اتباعها نهج التجديد والترميم لمباني هذه المدارس، إلا أنه يرى في قرار نقل الطلبة إلى مدارس تل الهوا ما قد يعود بآثار سلبية على الطلبة وعائلاتهم، بحيث أن ذلك سيزيد من الأعباء المادية عليهم، ويؤثر على تحصيلهم العلمي، ويساهم بشكل أو بآخر في ظاهرة تسرب الأطفال من المدرسة. يقول أحد أولياء الأمور: "لدي أكثر من طالب مسجلين في المدرسة التي سيتم هدمها، وسيشكل نقلهم جميعاً إلى مدارس أبعد أعباء إضافية كبيرة علي."
"مساواة" تتدخل لإيجاد الحلول
انطلاقاً من حرص مركز "مساواة" على صون وحماية الحقوق والحريات الأساسية للأفراد في المجتمع الفلسطيني، قام المركز بمتابعة هذه القضية والعمل على إيجاد حلّ يرضي كافة الأطراف، بما يضمن للأطفال حقهم في الحصول على التعليم، ودون أن يشكّل ذلك عبئاً إضافياً عليهم أو على ذويهم، آخذين بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في قطاع غزة. بناءً عليه، تقرر أن يقوم مركز "مساواة"، من خلال مسؤولة الرقابة القانونية في غزة، بعقد عدة لقاءات مع أولياء الأمور، ومدراء المدرستين، ومدير المنطقة التعليمية لدى وكالة الغوث السيد محمد أبو هاشم لدراسة الحلول الممكنة. اقترح مركز "مساواة" من خلال هذه اللقاءات عملاستفتاء لأخذ آراء أولياء الطلبة، وهو ما قام مدير المنطقة التعليمية بالعمل على تنفيذه، وكانت نتيجته أن تم إصدار وتعميم القرار الذي ارتأته الأغلبية من أولياء الأمور بتاريخ 17 أيار 2018، والقاضي بنقل الطلبة إلى المدارس المحيطة، كما تم تبليغ مديرتي المدرستين وأولياء الأمور به.