الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية تختتم ورشةً جماهيريةً لمناقشة معايير مناهضة التطبيع والمقاطعة الثقافية
ضمن فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي، نظمت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية وهي أكبر ائتلاف في المجتمع المدني الفلسطيني الذي يقود حركة المقاطعة (BDS)، ورشةً جماهيريةً لنقاش معايير المقاطعة ومناهضة التطبيع، وسبل تعزيزها محلياً يوم الأربعاء الماضي في مدينة البيرة.
وجاء اللقاء استكمالاً لسلسلة من الورشات المجتمعية التي نظمتها الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية في نابلس والخليل والقدس وبيت لحم وجنين وغزة والطيبة (المثلث) ورام الله، عقب اقتراح بعض التعديلات خلال السنوات الماضية على معايير مناهضة التطبيع، وفي خضم تشاور مجتمعي مستمر يتطور حسب متطلبات النضال الوطني الفلسطيني.
وخلال الورشة، وضح منسق اللجنة الوطنية في الوطن العربي، زيد الشعيبي، آلية إقرار المعايير التي توافقت عليها غالبية أطر المجتمع الفلسطيني منذ 2007، كما قدم تلخيصاً للورشات التي عقدتها الحملة مع المؤسسات الثقافية والفنية وتلك المعنية في المجال الثقافي خلال العام الماضي. وتحدث الشعيبي عن خطورة التطبيع كإحدى أدوات القمع الخفي وأهمية مجابهته، لا سيما في ظل المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وضرورة تحصين المجتمع الفلسطيني من التطبيع، فضلاً عن ضرورة توسيع حيز الحوار الحيوي المستمر والبنّاء حول المعايير وإشراك الجماهير فيه.
وقدمت عضو اللجنة التوجيهية في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، د. سامية البطمة، شرحاً مفاهيمياً عن التطبيع وتطبيق المقاطعة الثقافية لإسرائيل، وعرضت معايير زيارة الفنانين/ات العرب إلى فلسطين وأبرز التعديلات المقترحة، تمهيداً لاستشارة الحضور حول التعديلات الجديدة على المعايير وأبرز النقاط المثيرة للجدل.
وتضمنت الورشة مداخلات من منطلقات مختلفة عكست التعددية في الآراء من الحضور وحواراً مفتوحاً حول التطبيع في المجال الفني والثقافي والسينمائي والإعلامي خصوصاً. كما طرحت للنقاش ضرورة استحداث معايير جديدة للتعامل مع حالات متخصصة، كالتعامل مع منتج ثقافي ما لشخصية ثبت تورطها في مشروع تطبيعي ولم تتراجع عنها، أو استضافة القنوات الإعلامية العربية والفلسطينية لشخصيات صهيونية تمثل مؤسسات الاحتلال أو لشخصيات إسرائيلية صهيونية، أو مناقشة محتوى الأفلام في إطار الحديث عن التطبيع السينمائي.
ومن المقرر أن تستكمل الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية عملية الاستشارة المجتمعية قريباً لترفع توصياتها بالتعديلات على المعايير للجنة الوطنية للإقرار.
هذا، ويقوم مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت بتنفيذ مسح استطلاعي مع مؤسسات القطاع الثقافي الفلسطينية لاستبيان الآراء حول بعض النقاط الجدلية فيما يخص معايير المقاطعة الثقافية.