جوتيريش: وقف إطلاق النار في لبنان "أول شعاع أمل" بعد تصعيد طويل 4 شهداء بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا شمالي غزة الطقس: ارتفاع طفيف على درجات الحرارة وفرصة ضعيفة لأمطار متفرقة الاحتلال يعتقل 4 مواطنين من طولكرم شهداء في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة مسؤولون أمريكيون: حماس لم تظهر استعدادا للاتفاق قبل مغادرة بايدن الاحتلال يقتحم بلدة قباطية جنوب جنين إصابة شاب برصاص الاحتلال في ترمسعيا شمال رام الله الخليل: الاحتلال يعتقل مواطنا من حلحول ويستولي على مركبة في إذنا الاحتلال يعتدي على شاب ويعتقله في مخيم قلنديا أبو هولي يدعو الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل وقف الإبادة بغزة قوات الاحتلال تقتحم مدينة البيرة وتداهم مقر البلدية الجامعة العربية تحتفي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الأحد المقبل دغلس يُطلع رئيس الممثلية الألمانية على واقع الانتهاكات في محافظة نابلس "أونروا": فرص بقاء 75 ألف فلسطيني أحياء تتضاءل في شمال غزة

شاشات تواصل عرض "أفلام مخرجات شابات من غزة" طوال آّذار

من أطراف الأزرق الممتد على ٤١ كلم من أرض قطاع غزة، من حيث الأرض التي أبهرت الإسكندر الأكبر بجمالها فكانت مركزًا ثقافيًا وحضاريًا لقرون في خاصرة المتوسط، واختارها "أبولو" إله الشمس والشعر والموسيقى الإغريقي ليرقد أمام شواطئها ألفي عام ويزيد، من هناك تأتينا حكايات غزية مصورة، تحكي لنا عن علاقة الغزيين المعقدة ببحرهم في "شكلو حلو.. بس" لرنا مطر، وتسرد ارتباطهم بمكونات مدينتهم كما روت لنا آثار الجديلي وآلاء الدسوقي في فيلم " فلفل وسردين"، وكيف تتقاطع هذه المكونات مع حياة الغزيين ومدينتهم.

14 فيلماً قصيراً من غزة، تعرضهم مؤسسة "شاشات سينما المرأة"، ضمن "أفلام مخرجات شابات من غزة"، مساء كل سبت من شهر آذار المرأة في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، يتبعها جلسة نقاش مع الحضور يديرها أساتذة متخصصين في علم الإنسان والفلسفة والاجتماع من جامعة بيرزيت، بالإضافة إلى عاملين في مجال السينما، ضمن مشروع ثقافي مجتمعي لمدة ثلاث سنوات يحمل عنوان "يلّا نشوف فيلم!" والذي تديره مؤسسة "شاشات سينما المرأة"، بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات بقطاع غزة" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة"، وبتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD  السويسرية والصندوق القومي للديمقراطية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين. 

وخلال الأسبوعين الماضيين، تم عرض ستة أفلام في مركز خليل السكاكيني الثقافي في مدينة رام الله هي كل من "كمكمة"، و"دوت كوم"، و"أبيض وأسود"، و"انفصال"، و"منشر غسيلو"، و"خارج الإطار"، فيما سيشاهد الجمهور السبت القادم كل من: "إن جي/كوز"، و"مادلين"، و"فلفل وسردين"، وآخر عرضين في الشهر سيشملان؛ "قَطعت"، و"ضجة"، و"شكلو حلو وبس"، في الرابع والعشرين منه، كم "خطوة ونص"، وصيف حار جداً" في نهار السبت الأخير من الشهر في الواحد وثلاثون.

إن الحياة متدفقة ومتنوعة مركبة في ذاك الجزء من الوطن الذي يرقد بجوار البحر وينعم بنسيمه وخيراته، وهذا ما سعت "شاشات" إلى التعبير عنه من خلال برامجها للتدريب والإنتاج على مدى الخمس سنوات الماضية والتي بدأت في غزة في 2011، بعد أن استمرت في الضفة الغربية منذ 2007، وتم عرض البعض من هذه الأفلام في مهرجانات ومنتديات عربية ودولية.

عبرت المخرجات الغزيات الشابات من خلال امتلاكهن لأدوات إنتاج الأفلام سواءً فنياً ومعرفياً، عن حيوات نابضة من مختلف مناطق القطاع تمتد من مدينة غزة إلى النصيرات إلى رفح من خلال عيون نسوية شابة تتمعن في ما معنى أن تكون امرأة وكيف ترى وتفسر الواقع المحيط بك. 

ويقول د. علاء العزة أستاذ علم الإنسان في جامعة بيرزيت، الذي أدار نقاش العرض الأول: "إن أهمية العروض لا تكمن في الجوانب الفنية للأفلام فحسب، وإنما كونها من غزه وتتحدث عن واقعها، ففي ظل عمليات التشظي الجغرافية التي تعيشها فلسطين يصبح لعرض هذه الأفلام مهمة سياسية وهي ايصال جزء من الصورة للفلسطينيين الآخرين عن غزة المحاصرة". بدورها أشارت د. ليندا طبر الأستاذة المساعدة في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية ومعهد دراسات المرأة، في جامعة بيرزيت، التي أدارت جلسة الأسبوع الثاني، إلى أهمية ما تطرحه هذه الأفلام، إذ توثق تفاصيل حياة النساء في المجتمع الغزي، وصراعاتهن اليومية مع القيود المجتمعية المرتبطة بالنظام الأبوي، الذي يجعل الحيز العام حيزا ًذكورياً، وليس محايداً، ليكون حكراً على الذكور الذين لا يقبلون مزاحمة المرأة لهم في الفضاء العام، كأن تكون مصورة أو ناشطة شبابية، كما في فيلم "خارج الإطار" لرهام الغزالي. إلى جانب ذلك تؤكد د. طبر أن المخرجات نجحوا في كشف علاقات القوة كما في فيلم "منشر غسيلو" ل آلاء الدوسوقي وأريج أبو عيد، الذي يستعرض بشكل ساخر قاموس التحرش اللفظي والانتهاك البصري بحق المرأة، من خلال دمج  التمثيل مع الرسوم المتحركة "الأنيميشن"، وأوضحت د. طبر أهمية المساحة التي قدمتها شاشات لطرح ما قدمته هذه الأفلام، للبحث والنقاش والتحليل.

وفي ذات الوقت تنظم المؤسسات الشريكة ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" وهي جمعية الخريجات الجامعيات في قطاع غزة، وجمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة، عروضاً لأفلام لمخرجات شابات من مختلف المحافظات الفلسطينية في كل من غزة والقدس، خلال شهر آذار الجاري، تحكي حكايات فلسطينية من نابلس والخليل والقدس.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، انطلاقًا من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الاعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة. وتركز شاشات في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي.