الاحتلال يستولي على 531 دونماً من أراضي جنين بأوامر عسكرية جديدة مؤسسات الأسرى: 9300 أسير ومعتقل في سجون الاحتلال "موسم إنفلونزا قاسٍ": الصحة الإسرائيلية توصي بارتداء الكمامات للفئات المعرّضة للخطر الاحتلال يسلّم 8 إخطارات بوقف العمل والبناء لمنازل مأهولة في بلدة بروقين غرب سلفيت شهيد في غارة للاحتلال على لبنان السعودية تدين مصادقة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة في الضفة تحذير أممي من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الاحتلال يقرر هدم مزيدٍ من المنازل في مخيم نور شمس بطولكرم إيطاليا وإندونيسيا توافقان على إرسال قوات إلى غزة بشرط عدم الاحتكاك مع حماس "ترمب" يقرر حظر حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. "الكنيست" تصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب "أونروا" للتصويت الطقس: أجواء باردة وماطرة في معظم المناطق الاحتلال يداهم الحي الشرقي في جنين ويحاصر منزلا ويحتجز عددا من المواطنين حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 مواطنا في الضفة الغربية مستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية شمال شرق رام الله

"المخدرات" .. آفة تَعصِفُ بالعلاقات الأسرية في فلسطين وصولاً إلى الطلاق

وكالة الحرية الإخبارية – لندا المغثة - مُصطلحان مُختلفان بالمعنى والمضمون إلا أنهما يتلقيان الطلاق والمخدرات وكل واحدٍ منهما متمماً للأخر كيفَ لا وقد باتت الآفة المسممة القاتلة، تنخرُ العقول والأجساد والأفئدة، وصولاً إلى تلويث العلاقات الزوجية المستقرّة، وتعكير صفوها، وصولاً إلى الطلاق.

كم من أسرةٍ تشتت جَمعها بفعلِ تعاطي أي من الزوجين المادة المخدرة؟ كم من طفلٍ الآن بات محروماً من والده أو والدته أو منهما؟ لا نقول قط، بأن المخدرات السبب الأوحد للطلاق في فلسطين، لكنه يعدُّ واحداً من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة حالات الطلاق في الوطن.

المُكلفة بالإرشادِ والإصلاح الأسري في محكمة الخليل الشرعية، مَكرم زغير، أكدت لـ "الحرية"، على أن المخدرات، تعتبر سبباً أساسياً من أسبابِ الطلاق، طيلة الفترات الزمنية السابقة، والراهنة.

بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، لعام 2016م، أشارت إلى أن المحاكم سجلت 8510 حالةَ طلاقٍ بفلسطين، منها 5165 في الضفة، و3345 في غزة، وبلغ معدل الطلاق قبل الدخول 51% في الضفة و43.1% في القطاع.

"الحرية"، رصدت في هذا التقرير، عدداً من الحالات، اللاتي تحدثن عن تجربتهنَّ مع الزواج، ومن ثم الطلاق، بسببِ تعاطي الأزواج المخدرات، وكيف حطمت هذه الآفة نسيج العلاقات الأسرية.

سيجارة مقابل عائلة!

أماني، مُطلقة، تبلغ من العمر 27 عاماً، قالت : "عانيتُ مع زوجي المتعاطي للحشيش مدة ثلاث سنوات من الزواج، وكانت حياتي تكاد لا تخلو من المشاكل يومياً، إضافةً لتقصيرهِ في واجباتهِ كربِ منزل، وانتهى الأمـرُ بالطلاق، بعد عدِّةِ محاولاتٍ للإصلاحِ باءت جلُّها بالفشل".

وفي إطارِ التجربةِ نفسها، تحدثت سلمى، في الثلاثين من عمرها، مشيرةً إلى أنها اكتشفت خلال السنة الأولى من زواجها، بأن شريك حياتها، يتعاطي نوعاً من المخدرات، علمت فيما بعد بأنها تسمى "ماريغوانا".

وأضافت سلمى : "كنتُ لا أعلم إذا كانت مضرة، أم لا، فقد استطاع زوجي خداعي بأنها لا تؤثر سلباً، وتعدل المزاج فقط، وبعد مرور أيام، بدأت ألاحظ تأثيرها على حالته العصبية المخيفة في حال انقطاع المخدر، بالإضافة إلى تخليه عن القيام بواجباته الأسرية".

وتابعت : "تحدثت لأهله من أجل حل المشكلة، لكن الموضوع أخذ يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وكنت حينها بانتظار مولودي الأول، الذي طالما انتظرته على أمل تحقيق مقولة "إنتي جيبيلوا الولد بيتغير بعدها"، لكن كأن شيئاً لم يكن، بل ازداد تعقيداً، حتى دفعني لطلب الطلاق، للنجاةِ بطفلي ونفسي".

سترة المرأة بـ "الماريغوانا"

ارتفاع نسبة الطلاق في فلسطين، تشير – إلى حدٍ ما – إلى تقبل الكثير من الأسر هذه الفكرة في وقتنا الحالي، على النقيض من ذي قبل، لكن تبقى بعض العائلات لا تتقبلها، وتفضل بقاء المرأة مع زوجها مهما بلغت درجة المعاناة، تخوفاً من كلمة "مُطلقة"، والتي تعتبر "عيباً" للمرأة، كما يعتقد جموع من الناس.

رائدة، 35 عاماً، مرَّت بتجربةٍ قاسية جداً، تزوجت بعمرٍ صغير، وظلت تعاني مع زوجها المُتعاطي، وخسرت أحد أبنائها بسبب هذا الموضوع، الذي رفضت تفصيله لـ "الحرية"، وسط دموعٍ، هزّتها، وفاضَ جسدها، وقلبها، وعقلها، قهراً، وألماً، وحسرةً، ثم تمتمت : "الله يسامحهم أهلي".

طلب الطلاق يجوز شرعاً

الإسلام السمح، الصالح لكلِّ زمانٍ ومكان، لا يمنع المرأة من طلب الطلاق من زوجها إذا كان متعاطياً، لم يقعُ عليها من ضررٍ بالغٍ لا يُقبل لها، ولا عليها.

مُفتي محافظة الخليل، فضيلة الشيخ، محمد ماهر مسودة، أوضح بأن للمرأةِ الحق في طلب الطلاق من زوجها المُتعاطي، في حالِ وجود ما يدعو لذلك من ضرر، وهو بالتالي يؤكد على نبذ وتحريم الإسلام لأيِّ مفسدةٍ في الأرض.

ختاماً، أقولُ، بأن الطلاق ليس مسألة سهلةً أبداً، وهي كلمة ثقيلة في ميزان المصطلحات، قولاً، وفعلاً، واللجوء إليه، لا يكون إلا إذا اقتضت الحاجة، وكان حلاً بقرارٍ مدروسٍ يخدم طرفاً لن يكون لاحقاً إلا ضحيةً.