لماذا أصبح الزواج فكرة اليوم المرعبة لدى الكثير من الفتيات ؟

 

الحرية - الخليل

كتبت- لندا المغثة

 يكاد لا يخلوا مجتمعنا الفلسطيني من بيت لا يوجد فيه عروس أو عريس مقبلين على الزواج، كونه مجتمع متنوع، ونظرا إلى أن فكرة الزواج هي عبارة عن مؤسسة مشتركة بين الذكر والأنثى فقد تطرقت في مقالي هذا إلى فئات الإناث لمعرفة وجهة نظر قد تكون مختلفة نوعا ما عن فئة الذكور إلا أنني صدمت  ب أراء الأغلبية منهن التي كانت أقرب إلى نبذ الفكرة لأسباب منها شخصية وأخرى اجتماعية وتعليمية بعيدة كل البعد عن الأوضاع الاقتصادية، بخلاف ما هو عند الرجل .   

تقول شابة عشرينية إن الفكرة مرفوضة لديها، وتعتبر الزواج في عصرنا هذا  فكرة غير موثوق بها  كون أغلبية شباب اليوم ليسوا على قدر كاف من المسؤولية، فمنهم يلزمه الكثير ليكون رجل معيل على قدر المسؤولية، ليس من الناحية المادية فحسب ولكن أيضاً من نواحي متعددة.

ومن الفتيات من اعتبر فكرة الزواج فكرة استغلالية بحتة للمرأة من قبل الرجل، وأن اعتبارها فكرة تشاركية لم يعد لها وجود بين فئات ذكورنا اليوم.

"عقد احتكار لخدمات المرأة ،واستغلالها من جميع النواحي" هذا ما قالته كسندرا سعدي في العشرين من عمرها.

 ومن الفتيات من عبرت عن تخوفها من مشاكل الشباب العصرية والتي غزت المجتمع الفلسطيني بكثرة، ألا وهي مشكلة تعاطي الشباب للمخدرات، والتي اعتبرت السبب الأكثر شيوعاً وراء ظاهرة الطلاق.

حيث عبر الكثير من الفتيات عن تخوفهم من التعرض لهذه الظاهرة.

 وهناك إحصائيات تؤكد ارتفاع  نسبة الطلاق في 2017 إلى 8510 حالة حسب جهاز الإحصاء المركزي على مستوى الوطن منها 5165 حالة بالضفة 3345 في غزة.

تقول الفتاة سهر المالكي 24 عاماً " لا أريد الزواج حتى لا ينتهي بي المطاف للطلاق كما حصل مع الكثير من صديقاتي.

وهناك  من اعتبر أن فكرة الزواج تشكل عائق في طريق تحقيق طموحات وأحلام الكثير منهن.   

 تعتبر مواطنة عشرينية  أن فكرة الزواج غير واردة لديها، كونها تفكر بتحصيل علمي ولا تريد أي عائق يقف أمام طموحاتها قائلة" من النادر أن نجد شابا يقدر المرأة ويشجعها في مسيرة عملها، لذلك لا أفضل الفكرة بالوقت الحالي".

وهناك من الفتيات من تحدثت عن توقف مسيرتها التعليمية مقابل الزواج. 

تقول فتاة بالثلاثين من عمرها وعلى وجهها رسمت ملامح من التمني والخذلان بالوقت نفسه إنها " عندما تزوجت اضطررت لترك الجامعة والتخلي عن إكمال مسيرتي التعليمية، نظراً لانشغالي ب أعباء المنزل وانتظاري لمولودي الجديد، على أمل بأن أعود لاستكمالها لاحقا، لكنني انشغلت بزيادة".  

وفي نهاية المطاف ختمت الفتيات حديثهن بتوجيه رسالة للمجتمع، من أجل النظر بعين جادة لهذه المشكلة والسعي لإيجاد حلول قبل تفاقمها، وخاصة أن نسبة التعليم والانفتاح العلمي لم يعد كما كان عليه من قبل  خاصة عند الإناث وبالتالي نسبة الوعي بزيادة مستمرة.