"شباب الخضر" ... 140 يوماً من صيد الضباب !
كتب محمـد عوض
بدا المشهدُ مأساوياً ومؤسفاً، كتيبة كاملة من الأسماء اللامعة، أمست بلا وجود، رحل من يعدون أنفسهم "نجوماً"، وظل الفريق قائماً باسمهِ، وتاريخهِ، وكل طفلٍ، وشيخ، ورجل، وامرأة تحبه، تعلمنا كرة القدم درساً قاسياً، كما الحياة تماماً، إنك لن تجد أحداً بجانبك إلا المخلصين، حينما تمسي فقيراً، بعدما كنتُ فوقهم لسنوات، ثرياً، قادراً على الانفاق.
لن يكون أحدهم صادقاً، إذا قال، بأن خليل العموري، لم يكن العصب الأساس لشباب الخضر، طيلة سنوات مضت، اتفقنا مع هذا الشخص أو اختلفنا، فإنه قدم دعماً سخياً للغاية لصالح النادي، ودفع أموالاً طائلة، غالباً كانت فوق ما يستحقه أي لاعب، وطمس أجيالاً، لو أُنفق عليها تلك المبالغ، لأصبح لديه تشكلتين قويتين، أساسية، وأخرى احتياطية.
منذ المباراةِ الأولى لشباب الخضر، في 22/سبتمبر العام الماضي، لغاية الجولة 14 المنقضية، أي في التاسع من شهر فبراير من العام الحالي، تقريباً 140 يوماً، لم يذق الفريق طعم الانتصار في الدوري، ويضافُ إلى ذلك مرحلة التوقف الشتوية، والتي لم تكن أكثر من محبطةٍ إلى حدٍ بعيد، نظراً لضعف التغييرات التي طرأت، في وقتٍ كان الفريق بحاجةٍ إلى المزيد.
140 يوماً من صيد الضباب بالنسبة لشباب الخضر، لا شيء تحقق أبداً، ولا تغير، ظل القاع مُلكاً، لا يمكن التحرك منه إطلاقاً، حتى التقدم داخل المنطقة الحمراء، ذات القيمة، يبدو صعباً، غابت أشكال الدعم المعنوي والمادي، ولا تجد إلا ثلة بعد كل هزيمة، تستهزئ بالفريق عقب كل خسارة، والسقوط يدنو يوماً بعد آخر، وهم بلا حول ولا قوة !
يمكن لأيِّ فريق أن يهبط، الجميع يتعرّض لانتكاسات، المؤسف حقاً، أن يوماً من الأيام، كنت تمتلك كل مقومات البناء الحقيقي لمنظومة تخدم لسنوات طويلة، إلا أنك استثمرت ذلك بلا خطط، تعاملت بظرفية لحظية عشوائية، لكن البعض لم يكن يمتلك تلك الفرص، التي يستطيع فيها البناء، لأنه لم يمتلك أدنى المقومات التي كنت يوماً تمتلكها.