خلود الفقيه أول قاضية شرعية في فلسطين .. عرفت طريقها وسارت اليه
حلوة العاروري _
بإصرار وعزيمة لا تعرف الانكسار، وضعت خلود الفقيه “40 عاما” اسمها كأول قاضية شرعية في فلسطين منذ العام 2009.
خلود التي تعرف نفسها بانها امرأة فلسطينية متجذرة في هذه الارض، وأم لأربعة أطفال، حاصلة على الماجستير في القانون، وايضا دبلوم عالي في المهارات القانونية، تقول: “بعد حصولي على معدل “92.5” في الثانوية العامة، ونظرا لقوة شخصيتي وباني ارى نفسي شخصية قيادية قررت دخول تخصص القانون فشجعني والدي على ذلك، وحصولي ايضا على منحة دراسية نظرا لمعدلي العالي كان حافزا اخر للمضي قدما في التخصص، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة حيث كان لدي 12 اخ واخت وبعضهم يدرس في الجامعات أيضا”.
تفوقت الفقيه في دراستها وعملت فور تخرجها وانتهاء تدريبها محامية شرعية في مركز المرأة للإرشاد القانوني والمتخصص في قضايا العنف الاسري، وهذا اكسبها خبرة كبيرة حول التعامل مع القضايا التي تأتيها، تقدمت خلود الى امتحان القضاء الشرعي عام 2008 لتنجح وبتفوق ليتم تعيينها قاضية شرعية عام2009 كأول شخصية نسائية تتبوأ هذا المنصب.
لم يكن طريقها للوصول الى هذا معبدا بالورود، اذ واجهتها العقبات الاجتماعية والثقافية، وقالت: “بسبب التنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد، واعتبار هذا المنصب ديني وانه حكر على الرجال، ونظرتهم للمرأة بانها نصف عقل، كان هذا معيقا ولكنه كان تحديا ايضا حتى أستطيع اثبات العكس، وهذا كان ظلما بالنسبة لي حيث لا يوجد أي قانون شرعي يمنع تولي هذا المنصب ولكن فقط العادات والتقاليد، مع ان هذا المنصب يختص بالمرأة، وبمشاكلها ومشاعرها ولذلك سعيت جاهدة لرد الظلم، واثبات ان المرأة قادرة على العطاء”.
وهذا ما ظهر جليا مع تقدم الوقت حيث بدا تقبل وجود امرأة تقضي بين المتخاصمين واصبح رواد المحكمة يطلبون بأنفسهم ان تحكم في قضاياهم واصفة ذلك بالشعور الجميل، مؤكدة انها راضية تماما عن انجازاتها في منصبها اذ ساهمت بشكل كبير في حل الخلافات بين المتنازعين، وايضا احداث الصلح بين الازواج وغيرها من الامور.
وحول تأثير المنصب في شخصيتها وحياتها فتتحدث أشارت إلى أنه كان له التأثير السلبي والايجابي بنفس الوقت، فالتأثير السلبي تمثل بالحد من العلاقات الاجتماعية بشكل كبير بسبب ما يطلبه المنصب من النزاهة والعدل وبالتالي الاختلاط الاجتماعي من الممكن ان يؤثر في ذلك، اما ايجابيا فتؤكد انه ساهم في تقوية شخصيتها بشكل أكبر وتطوير مفاهيم أكثر وساهم في فهم حالات أكثر.
وحازت خلود على عدد الانجازات اذ صنفتها مجلة اربيان بيزنس كواحدة من اكثر النساء العربيات المؤثرات لعام 2012 اذ حلت في المرتبة العاشرة، وايضا في 2013 كانت ضمن التصنيف، وتم اختيارها كواحدة من اكثر خمسمئة شخصية مؤثرة في الاعوام 2009، 2010، 2014، 2015،م قبل مركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الملكية، واحتلت الموقع الثاني بين اكثر النساء تأثيرا من بين ثماني نساء على المستوى الفلسطيني بحسب موقع سكوبي امباير الى غير ذلك من التصنيفات.
وأشارت إلى أن تصنيفها من قبل اربيان بيزنس عام 2012 له خصوصية لديها بسبب توقيته اذ كان بعد ايام من قبول فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة، وانه كما المستوى السياسي مبدع وحقق ويحقق نجاحات، اثبت ان المرأة الفلسطينية ايضا انها قادرة على اثبات نفسها والنجاح والعطاء.
لا يقف طموح الفقيه على هذا المنصب بل تطمح الى الوصول الى منصب “قاضي قضاة” فلسطين، لأنه ليس منصب ديني بل اداري وقانوني، ولأنه ايضا حكرا على الرجال اريد الاثبات بانه ايضا يمكن الوصول اليه.
اما على الصعيد الدراسي فهي تطمح في الحصول على الدكتوراه في القانون، يشار الى انها تدرس حاليا ماجستير اخر ” نوع اجتماعي وتنمية مرأة “.
هذا الانجاز الذي حققته خلود كان الهاما لعدد محدود من النساء في هذا السلك للسير في نفس الدرب على الرغم من مرور اكثر من ثماني سنوات على تعيينها، فانه لا يتواجد غيرها الا ثلاث أخريات اخترن ان يحققن احلامهن كان اولهن القاضية اسمهان لوحي وهي زميلة خلود وتم تعيينها في نفس العام مع خلود، اما الاثنتين فواحدة تم تعيينها عام 2011، والاخرى عام 2015.
ووجهت الفقيه رسالة الى النساء بان يؤمن بأنفسهن ويحاربن الظلم والعادات والتقاليد، وان مشوار الالف ميل يبدا بخطوة وان يسعين لتحسين الواقع