الاحتلال يستولي على 531 دونماً من أراضي جنين بأوامر عسكرية جديدة مؤسسات الأسرى: 9300 أسير ومعتقل في سجون الاحتلال "موسم إنفلونزا قاسٍ": الصحة الإسرائيلية توصي بارتداء الكمامات للفئات المعرّضة للخطر الاحتلال يسلّم 8 إخطارات بوقف العمل والبناء لمنازل مأهولة في بلدة بروقين غرب سلفيت شهيد في غارة للاحتلال على لبنان السعودية تدين مصادقة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة في الضفة تحذير أممي من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الاحتلال يقرر هدم مزيدٍ من المنازل في مخيم نور شمس بطولكرم إيطاليا وإندونيسيا توافقان على إرسال قوات إلى غزة بشرط عدم الاحتكاك مع حماس "ترمب" يقرر حظر حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. "الكنيست" تصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب "أونروا" للتصويت الطقس: أجواء باردة وماطرة في معظم المناطق الاحتلال يداهم الحي الشرقي في جنين ويحاصر منزلا ويحتجز عددا من المواطنين حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 مواطنا في الضفة الغربية مستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية شمال شرق رام الله

كرة القدم الفلسطينية ... هل ابتلعت الألعاب الرياضية في الأندية المحلية ؟

"هل ابتلعت كرة القدم الألعاب الرياضية الأخرى ؟"
 

مازن الخطيب : الأندية الفلسطينية أسقطت الرياضة على كرة القدم فقط والأخطاء كلّها إدارية

محمود جبارة : صب التمويل لكرة القدم دون غيرها من الرياضات أدى لابتلاع الألعاب الأخرى
 

كتب محمـد عوض
 

منذ عودة النشاط الرياضي إلى الأراضي الفلسطينية عام 2008م، بتولي اللواء جبريل الرجوب، دفة السفينة الرياضية، انتظمت البطولات التنافسية الرياضية في لعبة كرة القدم، وصولاً إلى إطلاق دوري المحترفين بنسخه المختلفة، وتفعيل بقية الدوريات التصنيفية بانتظام في كل موسم، مما أدى إلى إيجاد بيئة كرة قدم خصبة.

لكن في الوقت ذاته، بدا واضحاً بأن الأندية الفلسطينية عامةً، لا تعطِ اهتماماً لبقية الألعاب الرياضية الأخرى بالشكل المطلوب، ومنها من انحسر نشاطه فقط في لعبة كرة القدم، وبدأ الموضوع يأخذ صدىً أبعد، فبدلاً من أن تكون كرة القدم نشاطاً شاملاً لكل الفئات العمرية، اقتصر على الفريق الأول فقط.

إن الإجابة على السؤال محور النقاش هنا ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، فهو بحاجةٍ ماسة إلى أمثلةٍ عمليةٍ من أرض الواقع، لكننا حتى لا نذكر الأندية بأسمائها، نكتفي بطرحِ تساؤلٍ آخـر، ألا وهو : ما هي الرياضات الأخرى التي تمارس داخل أروقة أندية دوري درجة المحترفين والدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي – أيضاً ؟ نسأل عن هاتين الدرجتين فقط لغرض التقريب ؟

لعل أهم الأسباب وراء اندثار الكثير من الألعاب الرياضية في الأندية الفلسطينية، هو العامل المادي، فممارسة كرة القدم للفريق الأول في دوري المحترفين أو الاحتراف الجزئي، بحاجةٍ إلى تجنيد الأموال الطائلة على مدار الموسم كاملاً، وما أن ينتهي الموسم حتى تجد بأن الموسم اللاحق على الأبواب، وتبدأ المهمة من جديد، وسط وضعٍ اقتصادي صعب للغاية.

إضافة إلى ما سبق، فإن لعبة كرة القدم في الوطن، ومن وجهة نظر الكثيرين، لم تحقق النجاح المطلوب لغاية الآن، رغم الاهتمام الكبير الذي صب عليها، فالأندية تعاني من ظروفٍ مادية صعبة على الإطلاق، ويغيب عنها الاستقرار بكافة أشكاله، إلى جانب عدم ثبات المستوى العام، واندثار الكثير من الفئات العمرية.

إن كرة القدم الفلسطينية، وإذا كانت حقاً، قد ابتلعت الألعاب الرياضية الأخرى في الأندية الفلسطينية، فإنها أنهت أحلام وحرمت الكثير من المواهب في رياضات مختلفة من الظهور، وتمثيل المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الخارجية، والذين كان بإمكانهم تحقيق إنجازات أكبر من التي تحققت من خلال كرة القدم.

دور الاتّحادات الرياضية الفلسطينية المختلفة، والتي تندرج تحت إطار اللجنة الأولمبية، يجب أن يكون كبيراً جداً في إعادة الروح للألعاب الرياضية المختلفة في الأندية المحلية، وهذا الدور لا يمكن أن يُلعب بالشكل الصحيح، إلا إذا توفر الدعم اللازم أولاً، وأفراد لهم القدرة على العطاء المستمر، وأصحاب خبرات عالية في المجال، ويمتلكون حقاً نظرة وطنية إبداعية ذات تفكر إستراتيجي بعيد المدى.

في الوقت ذاته، لا يمكن لأحدٍ على الإطلاق، إنكار بأن كرة القدم هي اللعبة الأولى عالمياً، والأكثر شعبية، والعديد من الأندية الفلسطينية يهتم بالرياضات الأخرى، ولو جزئياً، فمنهم من يهتم بلعبة كرة السلة، كرة الطاولة، وألعاب القوى، لكن ليس بالكم والنوع المطلوبين، مع إهمال كبير لألعاب أخرى يمكن المنافسة فيها كالمنافسة في اللعبة ذات الشعبية الساحقة أيضاً.

الكثير من النقاط تحتاج إلى نقاشٍ معمق، وبحث مطوَّل، لكيفية إيجاد مخرجات سليمة، يمكن الاتكاء عليها، والأخذ بها، وهذا ما نسعى لمناقشته هنا، وبحضور شخصيات رياضية وأكاديمية لها وزنها على صعيد الرياضة الفلسطينية.

 

  • رئيس اتّحاد ألعاب القوى مازن الخطيب
     

رئيس اتّحاد الفروسية، والمحاضر الرياضي في جامعة القدس، د. مازن الخطيب، قال بأنه على الرغم من الشعبية الكبرى للعبة كرة القدم، إلا أنها لن تستطيع ابتلاع الألعاب الرياضية الأخرى، إذا ما أُحسن التخطيط والعمل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لعبة كرة القدم تحظى بالدعم الأكبر على مستوى الميزانيات، مما يؤدي إلى استنزاف موارد الأندية مالياً، إضافة إلى نصيبها الأكبر من رعاية الشركات الكبرى.

وأشار الخطيب إلى أن رياضات غير كرة القدم، مثل : كرة السلة، حققت لاسم فلسطين إنجازات كبيرة في وقت معين، إلى جانب أن بعض اللاعبين في الرياضات الفردية يستطيعون حصد بطولات هامة لو أتيحت لهم الفرصة في إظهار مهاراتهم، وتطوير مواهبهم، وقدراتهم، وتحسين إمكانياتهم على مختلف الأصعدة.

وأضاف : "بالنسبة لرياضة ألعاب القوى، فإنني أعوِّل على مجموعة من اللاعبين يمكن لهم تحقيق إنجازات فردية كبيرة، على الرغم من تواضع الإمكانيات إذا ما قورنت بالإمكانيات التي تحظى بها لعبة كرة القدم، وهذه الألعاب الرياضية الفردية غالباً غير مكلفة، ولا تحتاج لملاعب كبيرة، ولا لإدوات ضخمة".

وحمل الخطيب مسؤولية عدم الاهتمام الكافي بالألعاب الرياضية الأخرى إلى القصور الإداري في معظم الأندية الفلسطينية، والتي تهتم فقط بالفريق الأول لكرة القدم على حساب بقية الفئات، وبقية الألعاب الرياضية الأخرى، فقط لأن من يقود الدفة يكون مشجعاً أو لاعباً سابقاً لكرة القدم، أو لأن كرة القدم تحظى بالشهرة، وتسليط الأضواء الإعلامية.

وتابع : "الأندية تمارس كرة القدم لأنها تتنافس فقط في هذه اللعبة، وهذا خلل في بنية الأندية، ويجب التعاطى مع هذا الخطأ، وبعض الناس يسقط الرياضة على لعبة كرة القدم فقط، وكأن النادي الذي لا يمارس كرة القدم لا يمارس الرياضة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، يوجد لدينا 32 اتحاد رياضي فاعل، كل منهم يمارس رياضة معينة".

ولفت الخطيب إلى أن اكتشاف الموهوبين في الألعاب الرياضية الأخرى، والتي لا تهتم الأندية الفلسطينية بها، يكون من خلال الرياضة المدرسية، ومن متابعة الاتّحادات الرياضية، منوهاً إلى أنه استطاع الوصول إلى الكثير من الموهوبين عن طريق المتابعة، ومن تم اكتشافهم ما هم إلا عدد قليل من بين موهوبين كثر في مختلف الألعاب.

وأردف : "رغم الإمكانيات القليلة جداً، إلا أنني أسعى للوصول إلى أي من اللاعبين الموهوبين في أي مكان، وتخصيص مدرّبين لهم، ويوجد لدينا الآن برنامجاً رياضياً طموحاً وممولاً لاكتشاف اللاعبين الموهوبين في الألعاب الرياضية المختلفة في الأغوار، خاصةً منطقة الزبيدات، جورة عمرة، وغيرهما، وتطوير مستواهم، وإرسالهم للاتحادات".

 

  • رئيس اتّحاد الفروسية محمود جبارة
     

ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مركز بلاطة الأسبق، ورئيس اتّحاد الفروسية الفلسطيني، العميد محمود جبارة، بأن لعبة كرة القدم استحوذت على الاهتمام من قبل الإداريين، وأصبحت تعتني فقط برياضة كرة القدم في الفريق الأول تحديداً، وهذا الاهتمام جاء على حساب كافة الألعاب الرياضية المختلفة.

وأكد جبارة على أن لعبة كرة القدم وحدها في الأندية تستنزف الموارد المالية كلّها، وهي بحاجة طوال الموسم الرياضي الطويل، والذي يمتد لعشرة أشهر تقريباً في العام الواحد، إلى الاستمرار في حشد التمويل اللازم، لتغطية النفقات، من رواتب لاعبين، وجهاز فني، وثمن معدات مختلفة، وتنقل، وغرامات مالية، وغيرها.

وأكمل : "حينما تنفق الأندية كل ما لديها من أموال على لعبة كرة القدم في الفريق الأول على وجه الخصوص، لا يصبح بالإمكان الانفاق على الألعاب الرياضية الأخرى، خاصةً بأن الظروف المالية صعبة جداً، والحشد يكون للعبة الأكثر شهرة وشعبية، وهذا يحول دون إعطاء الرياضات الأخرى حقها في الأندية".

واعتبر جبارة بأن ثورة كرة القدم الفلسطينية جاءت في وقتٍ لم تكن فيه الأندية المحلية مهيأة بالشكل المناسب، ومن الصعب بمكان العودة بالأندية إلى ما كانت عليه سابقاً كالتعويل على عامل الانتماء والوفاء، منوهاً إلى أن عامل الاحتراف هو من خلَّفَ هذه الحالة، وأدى باللاعبين للاهتمام بلعبة كرة القدم دون غيرها.

واستطرد : "الهيئات الإدارية للأندية الفلسطينية يجب أن ترتقى لمستوى التحديات، والتحدي الأكبر باعتقادي موجود في كرة القدم، وبعض المناطق الفلسطينية اليوم توجه اهتمامها لألعاب أخرى مثل كرة الطائرة، وكرة السلة، وهذه الألعاب لا زالت إلى حدٍ ما منتعشة وبخير، لأن هناك من يهتم بها على الدوام".

وبيَّـن جبارة بأن وجود قيادة قوية لأي اتّحاد رياضي، لها علاقات على المستوى المحلي، والعربي، والإقليمي، والعالمي؛ يؤدي بشكل حتمي إلى ارتقاء اللعبة، وتطورها، ومنافستها على كافة الأصعدة، ومثال ذلك التطور الذي حصل للعبة كرة القدم في ظل وجود رئيسه اللواء جبريل الرجوب – وفقاً لتعبيره -.