ولادة على ضوء الهاتف

 تروي كلير جونز من مدينة بارنسليو في بريطانيا وهي امرأة في الـ 28 من عمرها، وأم لثلاثة أولاد، كيف أدى قطع التيار الكهربائي في مستشفى بنديرفيلدز، غرب يوركشاير إلى ولادة طفلتها على ضوء الفلاش الخاص بهواتف "أيفون" الجوالة، وذلك بعد محاولة جهيدة منها للولادة طوال يومين متتاليين، حيث يؤكد زوجها كريغي اكسلي البالغ من العمر 39 عامًا أن انقطاع الكهرباء استمر مدة 25 دقيقة، على الرغم من إنكار مدير المستشفى لهذا وزعمه أن توصيل الطاقة لم يستغرق أكثر من 6 دقائق.

لم تصدق السيدة جونز ما سمعته عندما طلبت القابلة من والدتها أن تشغل ضوء الـ "أيفون" الخاص بها كي تتمكن من الرؤية، ولم تتوقف الممرضة عن عملها رغم الظلام الذي يحيط بغرفة التوليد، فقطعت الحبل السري ومزقت أغشية المشيمة، ثم أزالت ما تبقى من الكيس السلوي الذي كان يحيط بالجنين، منقذة بهذا المريضة من زيادة تسارع نبضها، وطفلتها من انخفاض في عدد ضربات قلبها.

وولدت الطفلة بيل في الساعة 8:07 صباح يوم 21 أيلول بوزن صحي يقدر بـ9 أرطال و4 أواق، ووضعتها الممرضة بين ذراعي والدها لتعود وتكمل تعقيم جسم السيدة جونز لمدة 10 إلى 15 دقيقة متواصلة من دون كهرباء، وقال الزوج: "كانت القابلة تكافح لكي ترى، إنه لأمر مروع أن تشاهد زوجتك وطفلتك التي لم تولد بعد في وضع كهذا!". وأضاف: "وفي لحظة معينة وجدت نفسي أوجه ضوء الهاتف نحو كلير بينما أحمل طفلتنا بين ذراعي".

وسمح لكلير عندما أضيئت الأنوار أن تحضن طفلتها للمرة الأولى بينما هي جالسة في سريرها، وعلقت على ما مرت به قائلة: "لم أع ما كان يحدث حولي، كنت شبه مخدرة وتساءلت مطولًا عما تفعله أمي، هل حقًا تقوم بتصويري؟!"واحتجز الزوجان في المستشفى لمدة 12 ساعة أخرى من أجل التأكد من سلامة الأم وطفلتها وفقًا لموقع" ديلي ميل"، قبل أن يكتشفا أن كابوسهما هذا لم يتوقف هنا، حيث إن الكيس السلوي الذي يفترض به أن يحيط بالجنين كان قد تكسر خلال الولادة وخرج على هيئة قطع، وكان على السيدة جونز أن تراجع المستشفى 4 مرات في الأسبوعين التاليين، ليقرر الطبيب المشرف على حالتها في النهاية أنها تعاني من نزيف ما بعد الولادة، وينصح بإزالة الأنسجة المتبقية.

وقالت السيدة جونز: "لقد كان هذا كالجحيم، ما الذي يفترض بك أن تفعله عندما يتريث الأخصائيون _الكلاب _ ليناقشوا الحل الأمثل بينما أنت يمكن أن تنزف حتى الموت!" في حين قال السيد ياكسلي: " أنا لا أتمنى لعائلة أخرى أن تمر بما مررنا به، إن هناك أمهات عازبات ليس لديهن من يدعمهن!".

وقال متحدث باسم قسم الرعاية الصحية في مستشفى ميد يوركشاير: "نقدم اعتذاراتنا للسيدة جونز والسيد ياكسلي عن المحنة التي سببها لهم هذا الانقطاع الكهربائي" ثم أضاف: "كنا على وشك اختبار النظم الكهربائية في مستشفى بنديرفيلدز عندما تعطلت إمدادات الكهرباء لمدة 6 دقائق وهذه هي الفترة التي يحتاجها توفير الإنارة في حالات الطوارئ، ونحن الآن بصدد إعداد نظام توصيل كهربائي أفضل للمستقبل".