أصدرت عائلتي المحتسب وابو خرشيق في مدينة الخليل بيانيين منفصلين حول تطورات قضية مقتل الطفل فادي المحتسب واعتراف القتلة امام النيابة العامة بارتكاب الجريمة.

وتطالب عائلة المحتسب في الخليل عائلتي ابو خرشيق وكرامة بإعطاء الحق العشائري وفقاً للعادات والتقاليد ، فيما تقول عائلة ابو خرشيق انها قررت أخذ عطوة مرتبطة بقرار المحكمة لم يصدر رداً من عائلة كرامة حول مطالب عائلةالمحتسب.

واوضح بيان عائلة المحتسب الذي وصل شبكة الحرية الاعلامية نسخة عنه أنه ومنذ اللحظة الأولى لانكشاف الحقيقة بتاريخ 15/6/2017 أي بعد أكثر من ست سنوات ونصف على وقوع هذه الجريمة النكراء ومعرفة قتلة المرحوم الشهيد الطفل فادي محمد نجيب المحتسب رحمه الله ابن السنوات السبع  والذي تعرض لجريمة القتل البشعة ، حيث عثر عليه مقتولاً بتاريخ 28/2/2011 بعد عدة ساعات من اختفائه كان القرار في عائلة المحتسب بإعطاء الفرصة لكل الأطرف من وجهاء العشائر وعطوفة المحافظ والأجهزة ألأمنية وكل الحريصين على حفظ السلم ألأهلي في محافظة الخليل لإطفاء نار الفتنة  من خلال التروي والتعامل بكل مسؤولية.

وأكد البيان أن قضية  الطفل المحتسب أقضت مضاجع العائلة والوطن بأسره، حيث أقدم الجناة الجبناء وفقاً للاعترافات التي قدمها المجرمون للنيابة العامة  على قتلة وإلقائه جثة هامدة في المياه لحرف الأنظار عن فعلتهم الجبانة.

ووجهت العائلة شكرها للجهات الرسمية ممثلة بعطوفة محافظ محافظة الخليل السيد كامل حميد ، ومدراء الأجهزة الأمنية ، وكذلك وجهاء العشائر ورجال الإصلاح، الذين قالت انهم لم  توانوا لحظة في مناصرة الحق وتأييده والمحافظة على أمن وهدوء هذا البلد الطيب ومنع حدوث أي فتنة ووأدها في مهدها.

واضاف البيان " ندين ونشجب ونستنكر موقف عائلتي المجرمين القتلة أمام هذا الحدث المؤلم الذي أوجع وأدمى قلوبنا، دون أن تحضر عوائل القتلة لإعطاء الحق وتحقيق العدالة التي يفرضها الشرع والعرف والقانون ، وتخلي هاتين العائلتين عن واجبهما الاجتماعي والعرفي تجاه عائلة المحتسب" .

وتابع " نرى أن مسئولية إعطاء الحق العشائري  هي مسئولية مجتمعية تتحملها مؤسسات المجتمع كافة ، ووجهاء العشائر على وجه الخصوص ، وأن  عدم فرض قيود مشددة على عوائل مرتكبي هذه الجريمة النكراء  لإجبارهم على إعطاء الحق ..... ينذر بما لا يحمد عقباه"

وأكدت على ان عائلة المحتسب تعلن الملأ أن الحق في  دم ابنها الطفل فادي تعرفه في عائلة كرامة وعائلة أبو خرشيق ورفضها استقبال أي جاهة أو وساطة مهما كانت لبحث سبل أخرى من شأنها المماطلة أو التأجيل أو التفاوض ، إلا إذا كانت جاهة قادمة  لأخذ عطوة إقرار ولإعطاء الحق وفق الأصول.

من جانبها اصدرت عائلة أبو خرشيق الأيوبي بياناً توضيحياً أكدت فيها انها تابعت بكل اهتمام قضية اتهام هاني عبد الرحيم أبو خرشيق بتهمة الاشتراك في قتل الطفل فادي محمد نجيب المحتسب ، وأولتها عناية كبيرة قياما بالواجب الشرعي والأخلاقي الذي يتطلب التحقّق والتثبّت والبحث عن الحقيقة ؛ حتى لا يظلم أيّ طرف من الأطراف .

وقالت العائلة في بيانها الذي وصل شبكة الحرية الاعلامية انها تعاونت مع جميع الأطراف ذات العلاقة ، حيث اجتمعت مع عطوفة المحافظ وكذلك مع رجال الإصلاح والعشائر ، والعائلة تفتح ذراعيها للجميع للتعاون الدائم لإحقاق الحق ، والتصرّف بمقتضى القانون ، والأخذ بعين الاعتبار ما جرت عليه عادات أهل البلد والعشائر في حل المشاكل .

واضاف بيان ابو خرشيق " انه وحين اتضحت لدينا تفاصيل التهمة الموجهة لهاني أبو خرشيق ، وأنها قد جاءت بناء على إفادته أمام النيابة العامة وتم تحويل الملف للمحكمة ، فإنّ العائلة قررت أخذ "عطوة مرتبطة بقرار المحكمة" من إخواننا الكرام آل المحتسب ، وبعد أن تقرر المحكمة المختصة بهذه القضية بشكل نهائي فإن الجميع سيحترم قرارها أيّا كان ، وموقفنا هذا ينسجم تماما مع كل الحوادث المشابهة التي حصلت في الماضي مع عائلات أخرى ، والكل في هذا البلد يعلمها جيدا"

وطالبت  آل المحتسب بتفهم هذا الأمر وتغليب لغة العقل والمنطق ، وعدم مخالفة أحكام ديننا الإسلامي الحنيف مؤكدة   للجميع أنها مع السلم الأهلي وسيادة القانون وتطبيقه على الجميع ، وتعرف العائلة كيف تقدم واجبها وكيف تأخذ حقها.

وتعود تفاصيل قصة مقتل الطفل فادي المحتسب الى تاريخ  28 من شباط\فبراير عام 2011 حيث وجد مقتولا داخل بئر مياه في منطقة "واد البصاص" شرق الخليل ، فبعد نقل جثته الى المستشفى قررت الشرطة تشريحه في معهد الطب العدلي لمعرفة اسباب الوفاة وعادت القضة للصدارة مرة اخرى بعد اعتراف القتلة امام النيابة العامة بارتكاب جريمتهم.