إدعم و قاوم و انتخب ..
بقلم الاستاذ سامر عنبتاوي
القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية
اسمحوا لي و بصراحة لا أرى هناك تناقض بين ان نتفاعل جميعا وطنيا و إنسانيا مع إضراب أسرى الحرية و ممارسة الحق الديموقراطي و المنطقي في انتخابات المجالس المحلية ,, إن شعبنا الفلسطيني الذي يقاتل ليحيا و يحيا و هو يقاتل يمارس حياته فيعيش المرحلة و دائما يثبت أنه شعب متواصل العطاء و رابط الجأش و منسجم مع واقعه و قضاياه .
نحن لا نتحدث عن حفلات سهر و مجون و لا نتحدث عن نزهات للشواء و التمتع بما لذ و طاب و أسرانا أمعائهم خاوية ,, نحن شعب تعود على ان يعتصم في خيمة الإعتصام و يسير المسيرات و يعقد مهرجانات الدعم لأسرانا و يواجه على الحواجز و في الوقت نفسه يمارس حقه في الانتخاب و اختيار ممثليه في المجالس المحلية في مرحلة نضالية متقدمة تسجل ضمن السجل النضالي و الحضاري للشعب .
الشعب لم يعين موعد الانتخابات و لا الكتل المتنافسة فعلت ,, بل الكثير منها طالب بتأجيل الحملات الانتخابية ليست لأنها عيبا أو تجاوزا للنضال الوطني الشريف للأسرى و لكن حتى لا تغطي إعلاميا على قضية الأسرى ,, و لكن لم يحصل أن أجلت و لأسباب قانونية بينتها لجنة الانتخابات المركزية ,, فما المطلوب في هذه الحالة ؟ هل يجب ان تنسحب قوائم لتفوز أخرى بالتزكية ؟ أم هل نقاطع الانتخابات و كأنها رجس من عمل الشيطان ؟ أم هل ننزل إلى الشوارع و نشعل الإطارات و نرجم من يذهب للتصويت و كأنه يفعل فعلا شائنا ؟
لقد ظهرت أصوات كثيرة بعد بدء فترة الحملات الانتخابية منها من دعا للمقاطعة و منها من هاجم الكتل المرشحة و منها من طالب بإلغاء الانتخابات ,, و الحقيقة أن الكثير من هذه الأصوات لا تلام لأنها متفاعلة بكل جوانحها مع هؤلاء الأبطال داخل السجون ,, و لكن هناك أيضا أصوات مزاودة ,, تدعي امتلاك الوطنية و كأن من يرشح أو ينتخب خارج عن الصف الوطني .
كلنا يتمنى أن لا يشغلنا شاغل عن قضية ابطال الأمعاء الخاوية ,, و لكن لماذا لا نقدم نموذجا رائعا للعالم كله بأننا شعب يستحق الحياة ,, متماسك متضامن مع أسراه و متلاحم مع وطنه و في نفس الوقت يمارس الحياة الديموقراطية كما يجب ,, شعب ينجز تحت القهر و يقهر جلاده و سجانه ,, شعب يحول دموعه لمعاول بناء و مناجل للحصاد ,, لماذا لا نلتزم بخيم الاعتصام و نشارك في كل الفعاليات يوم 13-5 القادم و نقتطع الوقت للتصويت ثم نعود لنتابع المشوار ,, طبعا هذا في حالة استمرار المواجهة البطولية التي يخوضها إخواننا في السجون و التي آمل و بكل قوة و تفاؤل أن تنتهي بانتصارهم و تحقيق مطالبهم قبل الموعد حتى يصبح يوم الانتخابات جزء من احتفالات النصر , نعود بعدها للمواجهة في ساحة أخرى فساحات النضال لا تنتهي .
المهم ان تختصر الحملات الانتخابية لأدنى مستوياتها و أن يسود التقشف ,, ليس فقط بسبب معركة الأبطال بل لأننا أيضا شعب تحت الاحتلال نصنع وطنا محررا و اقتصاد مستقلا لا تتوافق معه الحملات التي يعمها البذخ و الإسراف و المبالغة .
و المهم أيضا ان تستغل التجمعات و اللقاءات الأسرية للكتل المرشحة للحديث و التضامن مع الأسرى بجانب البرنامج الانتخابي ,, و التركيز أيضا على مقاطعة شاملة لبضائع الاحتلال كسلاح فعال لبناء الاقتصاد و دعم أسرانا .
أخواتي و إخوتي ,, البلديات و المجالس المحلية ملك لنا بنيناه بالجهد و العرق و نريد تسليمه لمن يستحقه و يستطيع حمل المهمة فحافظوا على هذا الإرث و الحق فهي مرحلة نضالية تضاف الى كافة المراحل و إنجاحها دعم و مساندة لأسرانا الأبطال .