كارلوس سليم.. كيف بدأ بدكان صغير ثم حوَّل الهواء إلى ذهب
وراء رجل الأعمال كارلوس سليم المكسيكي اللبناني الأصل، أحد أشهر أثرياء العالم ورجال الأعمال واكثرهم نجاحاً، قصة نجاح بدأت منذ صغره.
فقد بدأ حياته العملية في متجر متواضع لبيع الأدوات المنزلية في أحد مدن المكسيك، كان المتجر مملوكاً لوالده، وكان هو طفلاً صغيراً عندما كان يتعلم فنون البيع والشراء على يدي والده المهاجر الذي وصل الى أمريكا اللاتينية هارباً من حكم العثمانيين في لبنان عام 1902.
الوالد الذي بدأ حياته بصعوبة في بلاد لا تعرف سوى اللغة الإسبانية لم يكن يعلم أن ابنه الصغير كارلوس سوف يتحول الهواء بين يديه الى ذهب من خلال استثماراته في الاتصالات، وسوف يصبح بعد سنوات أثرى أثرياء العالم، وأشهر أغنيائها، ورجل الأعمال الأكثر نجاحاً في العصر الحديث.
ما يميز سليم في بداياته في مجال الأعمال هو شراء المؤسسات التي تواجه مشاكل وتحويلها إلى مناجم ذهب. ومع تنامي ثروته فتح شركة سمسرة في منتصف الستينيات وبعد ذلك بعشر سنوات بدأ ممارسة الهواية التي تميزه بشراء شركات متداعية من بينها شركة للسجائر واشترى متجر ومقهى “سانبورنز” وشركة لإدارة المناجم وشركة لصناعة الكابلات والإطارات.
وفي عام 1987 حين هبطت الأسهم خلال واحدة من أزمات المكسيك الكثيرة، رأى سليم فيها فرصا بينما خشي آخرون من حدوث كوارث واشترى أسهما بأسعار منخفضة وباعها حين تعافت.
وقال سليم ذات يوم “نعلم أن الأزمات تكون دائما مؤقتة، وليس هناك شر يستمر 100 عام، هناك دائما قفزة.. حين تكون هناك أزمة يحدث رد فعل مبالغ فيه وتبخس قيمة الأشياء”.
في عام 1990 كانت هناك علامة فارقة في مشواره حين اشترى هو وشركاؤه شركة الهاتف الحكومية تيلمكس مقابل 1.7 مليار دولار، وحولها إلى جوهرة تدر المال، وأنشأ شركة أميركا موفيل ووسعها من خلال صفقات استحواذ لتصبح رابع أكبر شركة للخدمات اللاسلكية على مستوى العالم.
يذكر أن كارلوس تكبد أكبر خسارة له على الاطلاق عقب فوز دونالد ترامب حيث خسرت أسواق المال العالمية نحو 41 مليار دولار. وكانت خسارة الأثرياء المكسيكيين أكثر من غيرهم الامريكيين بالإجمال. وكان الملياردير المكسيكي كارلوس سليم الخاسر الأكبر على الإطلاق. فقد بلغ مجموع خسائر سليم وحده 4.6 مليار دولار، جراء تراجع أسهم شركته وكذلك انخفاض قيمة البيزو المكسيكي الذي فقد 14 في المئة من قيمته، ليصل إجمالي ثروته إلى 45.2 مليار دولار.
وتتناقض ثروة سليم الهائلة بشدة مع نمط حياته المقتصد، وهو يعيش في نفس المنزل منذ نحو 40 عاما، ويقود سيارة مرسيدس قديمة غير أنها مدرعة ويتبعها حراس، وهو يتحاشى الطائرات الخاصة واليخوت والأشياء الفاخرة الأخرى التي تقبل عليها النخبة في المكسيك.
ويشارك سليم في مكافحة الفقر والأمية وسوء الرعاية الصحية في أميركا اللاتينية، ويشجع مشاريع رياضية للفقراء، لكنه لم يعلن قط اعتزامه تخصيص مبالغ كبيرة من ثروته للأعمال الخيرية مثل غيتس أو الملياردير وارن بافيت.
ويقول إن رجال الأعمال يفعلون خيرا أكبر حين يوفرون الوظائف والثروة من خلال الاستثمار، لا أن يكونوا مثل “بابا نويل” الذي يحقق الأمنيات.