تباين الآراء : الفرح حق فلسطيني مشروع ،،، مبالغة جداً في الترويج للفوز
كتب – محمد عوض
أخيراً ... حُسم لقب محبوب العرب "أراب أيدول" لموسمه الرابع، بتتويج الفلسطيني يعقوب شاهين، من مدينة بيت لحم باللقب، بعد منافسة قوية مع مواطنه أمير دندن، واليمني عمار محمد، وسط اهتمام عربي، وفلسطيني كبير، بدءاً من المواطن البسيط مروراً بأكبر الشخصيات السياسية، ووصولاً إلى رئيس الدولة.
انقسم رأي الشارع الفلسطيني بخصوص التتويج بلقب "أراب أيدول"، بين مؤيد جداً للمشاركة الفلسطينية، صوَّت لصالح أحد المشاركين، واحتفل عقب إعلان النتائج، ومؤيد لحق الشعب الفلسطيني بالفرح، والمشاركة في المسابقات على مختلف أشكالها، على اعتبار أنها تظهر بأننا شعب يستحق الحياة .
يضاف إلى الرأيين السابقين، رأي المعارض بشدّة، لأي من الأسباب التي يسوقها، ضمن حقه في عدم الاعتداء على أراء الآخـرين، فمنهم من انطلق بمعارضته إلى التحريم في القرآن أو السنة، أو عدم اتّساقِ ذلك مع العادات والتقاليد المجتمعية للشعب الفلسطيني، ومنهم من عارض لأنه يرى بأن هناك موضوعات أكثر أهمية يجب الاهتمام بها، وهناك من عارض لمجرد المعارضة غير مبرّرة الأسباب .
في العموم، يجب الاعتراف بحق كل مواطن فلسطيني بإبداء رأيه، بالتأييد أو المعارضة، لأن موضوع كهذا – أراب أيدول – يخضع للكثير من الآراء المحكومة بالأيديولوجيات، وبالتالي يمكن التأكيد على عدم التوافق على رأي واحد، على اعتبار بأن تعدّدية وجهات النظر، مظهر حضاري، يجب الاهتمام به، وتطويره .
ما يجب الاعتراف به، بأي حالٍ من الأحوال، بأن فوز متسابق فلسطيني ثانٍ من أربع نسخ متتالية للبرنامج "أمير يعقوب وسبقه محمد عسّاف"، ووصول فلسطيني ثالث "هيثم خلايلة" إلى النهائيات، "ومنال موسى" أيضاً، يشير بوضوح إلى اهتمام فلسطيني بالجانب الفني، كوجهة للترويح عن النفس.
جميع الآراء عادية المستوى، أو أولئك الذين اتخذوا موقف الوسط، ولم يتدخلوا بالتأييد أو الرفض، هي أراء لم تكن طرفاً في نزاع وجهات النظر التي شاهدناها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً "فيسبوك"، لكن ما يبدو أكثر واقعية، بأن وجهات النظر في موضوعٍ كهذا باتت تقسم إلى قسمين أساسيين : مؤيد متطرّف، ومعارض متطرّف، وهذا ما يقود بما لا يقبل الشك إلى تبادل الشتائم، وعدم اعتراف كل منهما بأحقية الآخـر بعرض رأيه .
