الطفلة رغد هربت من سوريا لتلقى حتفها على زوراق الموت على السواحل الايطالية
وكالة الحرية الاخبارية - تناقلت شبكات إخبارية وصفحات مدونين سوريين في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تفاصيل مؤلمة لحادثة وفاة طفلة سورية خلال هجرتها مع عائلتها عبر البحر إلى أوروبا.
تبدأ قصّة الطفلة "رغد" من حلب، فهي من سكان حي "المارتيني"، و الذي حاله كحال باقي أحياء حلب المدينة نتيجة القصف لبراميل الطيران المروحي.
القصف و الحصار، و ضعف ذات اليد أجبرت أهل "رغد" على اتخاذ قرار الهجرة إلى أوروبا، و لذلك، تم رصد المبلغ الكافي من المال، من أجل الإبحار بشكل غير شرعيّ في عرض المتوسط للوصول إلى الشواطئ الإيطالية.
"تفتيش روتيني" قبل دخول المهاجرين إلى القارب المهترئ، لم يشفع مرض "رغد" (السكريّ) بأن يبقي معها جرعات الأنسولين و جهاز فحص نسبة السكّر، فقام "المهرّب" برمي الجرعات و الجهاز في البحر!.
محاولات الوالد لإلغاء الرحلة أو تأجيلها على الأقل لم تفلح أمام السلاح الذي رفعه "المهرّب" في وجهه. تحت تهديد السلاح، لم يستطع والد "رغد" الرجوع ليحافظ على حياة ابنته، و لم تطفئ طفولة "رغد" من خوف "المهرّب" على رحلته و صيده الثمين، و لم تفلح التوسلات و الأقسام المغلّظة في أن تطمئنه بأنّ عائلة "رغد" لن تخبر الشرطة إن عادت.
صعد الجميع في القارب المتهالك، و بعد يومين من مسير القارب في عرض المتوسط، تعرّضت "رغد" لنوبة سكّر حادة انتهت بمفارقتها للحياة بسبب عدم توفر جرعات الأنسولين.
ماتت "رغد" أمام ناظري والديها و العشرات من المهاجرين الآخرين في القارب، و أمام نظر "المهرّب" الذي حملها بين يديه و رمى بها في البحر ليضع ختم "اللاإنسانية" على مأساة لم تكمل دقيقتها العاشرة!، معللًا ذلك بأنّ إيطاليا لا تستقبل الجثث و أنه "سيبتلي"بها!
ضج كل من في القارب على وقع بكاء الأم المفجوعة بابنتها، إلا أن رصاصة واحدة خرجت من سلاح "المهرّب" باتجاه الجو كانت كفيلة بأن تضع حدًا لموجة الاعتراض.
لم تقف تكلفة هجرة العائلة إلى أوروبا عند حد آلاف الدولارات، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى روح ابنتهم التي صعدت روحها إلى السماء و غاص جسدها الغضّ في البحر أمام ناظريهم، و ناظر الدول أجمع!.