مسيرة احتجاج عربية من النقب الى القدس تنطلق اليوم
وكالة الحرية الاخبارية - تنشر صحيفة "هآرتس"الاسرائيلية تقريرا حول المسيرة التي ستنطلق من النقب الى القدس، اليوم، احتجاجا على سياسة عدم الاعتراف بالكثير من القرى العربية في النقب. وستستغرق المسيرة اربعة أيام، بمشاركة رؤساء سلطات محلية وقياديين من الوسط العربي، على رأسهم رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، الذي سيرافق المسيرة حتى نهايتها امام ديوان رئيس الدولة في القدس.
وكان عودة قد وعد خلال الحملة الانتخابية بطرح مسالة دفع الحقوق المدنية للمواطنين العرب في مقدمة جدول اعماله، وقيادة مسيرة الى القدس من الناصرة ومن القرى غير المعترف بها في النقب. وبعد فوز القائمة بـ 13 مقعدا في الكنيست، ستشكل قيادة النضال من اجل الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب، اختبارا آخر للقائمة المشتركة. وقالوا في القائمة المشتركة وفي المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، امس، ان هدف المسيرة هو اثارة الوعي على واقع الحياة غير المحتمل لسكان 46 قرية غير معترف بها، وطرح خطة للاعتراف بكل هذه القرى على طاولة الكنيست.
وكان من المفترض ان يستقبل رئيس الدولة المسيرة امام ديوانه، ولكنه بسبب سفره الى سنغافورة، تم الاتفاق على طرح مطالبها امامه بعد عودته الى البلاد. ومن المنتظر ان يشارك في المسيرة الى جانب عودة، عدد آخر من قادة القائمة المشتركة، ورؤساء السلطات المحلية في رهط وكسيفة وحورة، وممثلي لجنة المتابعة العليا للجمهور العربي، والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، ومواطنين من اليهود والعرب، اضافة الى سكان من القرى البدوية في النقب.
وستنطلق المسيرة من قرية وادي النعم، وتتوقف في اليوم الاول في السوق البدوي في بئر السبع وفي قرية العراقيب غير المعترف بها، والتي تم هدمها عشرات المرات من قبل السلطات. وهناك سيبيت المشاركون في المسيرة، ومن ثم يواصلون في اليوم التالي الى قرية بيت جبرين. ويوم السبت ينتظر وصولهم الى قرية ابو غوش على مداخل القدس، ومن ثم مواصلة المسيرة يوم الاحد حتى ديوان الرئاسة في القدس. وقال المدير العام لمجلس القرى غير المعترف بها، فادي مسامرة، انه يتوقع مشاركة مئات المواطنين ووفود اجنبية في المسيرة. واضاف: "نلاحظ اهتماما كبيرا بالمسيرة على الشبكات الاجتماعية، وستكون الاولى من نوعها من حيث رسالتها الواضحة وطابعها الذي يشبه المسيرة التي قادها مارتن لوثر كينغ". يشار الى ان السلطات بلورة قبل ثلاث سنوات، خطة لتسوية اراضي البدو في النقب، مقابل خطة برافر التي تقوم على اخلاء عشرات آلاف البدو من اماكن سكناهم ونقلهم الى بلدات اخرى. وتم لاحقا تعليق هذه الخطة.
اما الخطة التي يطرحها البدو فتشمل مقترحات عملية لتسوية القضية، وتعتمد في أساسها على الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها، التي يعيش فيها حوالي 100 الف مواطن في ظل ظروف حياتية قاسية، وبدون ارتباط بالخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وخدمات الصحة والشوارع والمؤسسات التعليمية. وبسبب ذلك تضطر العائلات المقيمة في هذه القرى لإرسال اولادها الى المدارس في مناطق بعيدة، واحيانا بشكل غير محتمل.
يشار الى ان القرى التي تشملها هذه الخطة تتجاوب مع معايير منظومة التخطيط الاسرائيلية، ما يجعل المبادرين اليها يدعون عدم وجود أي مبرر لعدم الاعتراف بهذه القرى. وحسب الخطة التي تعتمد على دراسة شاملة اعدها المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، وجمعيتي "بمكوم" و"سيدرا" فان الاعتراف بهذه القرى في مواقعها الحالية، افضل بكثير من الخطة الحكومية التي تعتمد على ترحيل عشرات آلاف المواطنين، وستوفر الكثير من الموارد المطلوبة لتغيير جغرافية المنطقة ووسائل تطبيقها وستمنع تعمق الصراع بين الدولة والبدو.
وتشمل الخطة تقديم خدمات بلدية ومدنية كاملة لسكان القرى، وانشاء بنى تحتية والموازنة الملائمة بين التطوير والوجود، وبلورة آليات لتصحيح الغبن الطويل بحق هذه القرى. ويتوقع منظمو المسيرة ان تساهم الخطة ومسيرتهم بتحريك عملية الاعتراف بالقرى.
يشار الى ان المخططات الحكومية، والتي كان اخرها مخطط غولدبرغ ومخطط برافر، قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الجمهور البدوي والمواطنين العرب الذين خرجوا للتظاهر ضدها. ورغم ذلك تواصل السلطات التخطيط لانشاء احياء جديدة في القرى المعترف بها في النقب، لنقل سكان القرى غير المعترف بها اليها. لكن سكان هذه القرى يعارضون هذه المخططات، وسيطرحون امام رئيس الدولة مطلبهم بالاعتراف بقراهم والامتناع عن فرض المخططات الحكومية قسرا على السكان.