الوظيفة المسائية للمرأة بين القبول والرفض المجتمعي
وكالة الحرية الاخبارية - الاء احمد اولاد محمد- تعتبر الوظيفة هي الحلم الذي يسعى الخريجين للحصول عليه بعد عناء سنوات بل ويكافحون من أجل النيل بها ليستطيعوا بناء كيانهم وشخصيتهم فمن خلالها تتحقق آمالهم وتطلعاتهم في بناء مستقبل واعد وخلق شخصية تناسب بيئة العمل لتسهم بشكل فعال في تطوير قدراتهم .
رغم أننا قد وصلنا للقرن ال21 والذي حرر المرأة من الكثير من القيود المفروضة عليها ولا سيما نمطية الوظيفة التي تنحصر في مجالات معينة كالتعليم مثلا إلا أن مجتمعنا ما زال مفعم بالعادات والتقاليد الثابتة التي وضعت نفسها قضباناً في اختيار الفتيات لطبيعة عملها وعزوفها عن الوظائف التي تتطلب المناوبات المسائية التي أفرزتها طبيعة الحياة بمهن مختلفة (كالطبيبات,الصحفيات..الخ), ليشكل ذلك حاجزاً في تحقيق حلم الوظيفة الذي طال انتظاره.
(أ.م) هي خريجة حديثة من كلية التمريض وتسعى للحصول على وظيفة في مجالها إلا أن مخاوف زوجها وتأثره بالثرثرات المجمعية حول عمل الفتاة ليلا خلق حاجزاً لديها عن الإقبال عن التقدم لأي وظيفة في مجالها .
في حين قالت ضحى عودة أن الوضع الحالي صعب جدا وخصوصاً لدى الفئة الشابة يبقى الحصول على لقمة العيش هدفاً للجميع, وفيم يخص الأزواج فإن الحياة تشاركية وتتطلب أن يفهم كل منهم طبيعية عمل الأخر وهذا ما أكدته الأخصائية الاجتماعية أنعام القيمري .
ومن جانبها قالت المحاسبة الهام أحمد أن الليل خلق للراحة وهي تتقبل وظيفة بأقل معايير عن وظيفة عالية المواصفات وتتطلب السهر ليلا ,أما المحامية بيسان الفقيات فترى أن العمل واجب على كل شخص بشتى أنواعه وفي حال كان الزوج هو المعيل ولو بوظيفة مسائية فإن الزوجة تتقبل ذلك بصدر رحب لأنه هو المسؤول عن إعالة الأسرة من وجهة نظر المجتمع أما إذا كانت الوظيفة المسائية للمرأة فأنا أتوقع الرفض ولا سيما للمرأة التي تخرج من القرى والمناطق البعيدة عن مركز المدينة.
أما الشاب صلاح عودة فيقول أن العمل بالنسبة للرجل سواء بالنهار أو الليل لا يختلف بينما يفضل العمل الصباحي للمرأة مع عدم إنكاره لأهمية وجودها في بعض الوظائف التي تتطلب المناوبات المسائية كعمل الممرضات والأطباء.
يبقى عمل المرأة جزءاً من أهدافها الشخصية والتي تعزز استقلاليتها الاقتصادية، ويعزز ثقتها وكيانها الاجتماعي، وذلك من خلال النجاح الذي تحققه المرأة بقدرتها على ممارسة مهنتها والنجاح في إيصال رسالتها الطامحة لمجتمعنا ولتخرج من العزلة التي بنتها لها ثوابت العادات والتقاليد التي أبت أن تتزحزح رغم النجاحات المتكررة التي استطاعت أن تبرزها النساء في مجتمعنا كأمهات مربيات وكعاملات في مختلف المجلات دون حصرها بدور واحد.