تحذير من انهيار العمل الصحي بغزة لغياب الموازنة والإشراف

وكالة الحرية الاخبارية -  حذَّر مختصون وأطباء من انهيار منظومة العمل الصحي بقطاع غزة بسبب عدم وجود راع ومسؤول عن الوزارة بغزة، وعدم توفر الموازنة التشغيلية الخاصة بمصاريف الوزارة، من صيانة ونظافة وشراء الأدوية والمهمات الطبية.

وأكد المختصون خلال لقاء عقدته الوزارة بغزة الثلاثاء لاستعراض تحديات القطاع الصحي ضرورة تحرّك حكومة الوفاق الوطني لإنقاذ القطاع الصحي، وتحمّل مسئولياتها بقطاع غزة، والخروج من هذه الأزمة.

وقال مسئول الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة أشرف أبو مهادي إن حجم العجز في الخدمات الطبية التي لم تقدم للمواطنين بقطاع غزة بلغ 9.3 مليون دولار منذ تشكل حكومة الوفاق الوطني، مما سيدفع المرضى لتحمّل توفير العلاج غير المتوفر في الوزارة.
وأكد أبو مهادي في كلمته أن مجموع ما يلزم الوزارة سنويا من أموال تصل إلى 40 مليون دولار، حتى تستطيع الوزارة تقديم الخدمات بحدها الأدنى والأساسي في قطاع الأدوية، مشددا على أن بعض الخدمات الطبية شهدت تدهورا خطيرا منذ تشكل حكومة الوفاق.

وأشار إلى أن 38% من الأدوية الهامة على وشك النفاد خلال الأيام المقبلة، فيما وصل حجم العجز في المهمات الطبية 55%، مضيفا "الخدمات الأساسية الأكثر تأثرا من الوضع الراهن تقسم كالتالي: 29% من مهمات الجراحة والعناية الفائقة، فيما تأثرت أدوية الجراحة والعناية الفائقة بنسبة 50%، و14% من أدوية السرطان، بالإضافة إلى 12% من أدوية الرعاية الأولية.
وأوضح أبو مهادي أن إجمالي حجم المنصرف لدى وزارة الصحة منذ بداية حكومة الوفاق الوطني ما يعادل 10 ملايين دولار من المهمات الطبية وأدوية، فيما تبلغ مجموع ما جاء من مستودعات وزارة الصحة في رام الله إلى غزة لا يمثل إلا 650 ألف دولار للمهمات الطبية، وأقل من 2 مليون دولار للأدوية فقط.

وبيّن أن الفارق كبير جدا بين الوارد والمنصرف لدى وزارته مما يؤثر على الخدمات الصحية للمواطنين بغزة، لافتا إلى أن 42% من الأدوية التي وصلت لغزة من رام الله تكفي لمدة أقل من شهر، و26% تكفي لـ3 أشهر، بالإضافة إلى 32% تكفي لمدة أكثر من 3 شهور.
بدوره، حذر وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش من انهيار منظومة العمل الصحي بسبب عدم وجود راع للوزارة بغزة.

وقال أبو الريش خلال اللقاء: "منذ 3 أشهر توقفت جميع العمليات المجدولة، وهذا يحرم مئات المرضى منها، فيما توقفت الوزارة عن نقل مرضى غسيل الكلى إلى مجمع الشفاء منذ اسبوعين"، مبينا أن شركات التغذية بمستشفيات غزة هددت بوقف توريد الأغذية للمرضى.

وأضاف "بعض المرضى لن نستطيع نقلهم من مستشفى إلى أخرى، وهذه الأمور وغيرها متوقعة خلال الأيام المقبلة".
من جهته، حذر مدير الصيانة بالقطاع الصحي بسام الحمدين من توقف بعض الأجهزة الهامة العاملة في مستشفيات قطاع غزة بسبب حاجتها للصيانة الدائمة، وعدم توفر قطع غيار خاصة بها، لافتا إلى أن العديد من الأجهزة مازالت متعطلة منذ أشهر دون إصلاح.

كما أكد أن توقف توظيف الكادر البشري بعد تشكيل حكومة الوفاق في القطاع الصحي يهدد بتوقف الكثير من الخدمات الخاصة بالصيانة، موضحا أن مجمع الشفاء الطبي لا يوجد به سوى سباك واحد.
وفي ذات السياق، قال مدير الدائرة المالية بوزارة الصحة حسام الدحدوح إن الموازنة الخاصة بالمحافظات الجنوبية تقدّر بـ240 مليون شيكل سنويا، مبينا أن وزارته بغزة تعاني من أزمة مالية خانقة لعدم استلامها أي أموال من رام الله.

وأشار الدحدوح إلى أن عدم توفر موازنة كافية للوزارة بغزة تؤثر على الخدمات الصحية المقدمة بشكل كبير، خصوصا وأن الموازنة الشهرية تقدّر بـ20 مليون شيكل شهريا.
وأضاف "المبالغ التي كنا نتلقاها قبل حكومة الوفاق كانت 5 ملايين شيكل فقط أي بنسبة 25% من حاجات الوزارة".