قتلى باشتباكات قرب صنعاء والمفاوضات تتعثر
وكالة الحرية الاخبارية - وكالات - قتل ستة أشخاض هم أربعة من مقاتلي جماعة الحوثي ومدنيان عقب اشتباكات دائرة منذ فجر اليوم قرب العاصمة اليمنية صنعاء. يأتي ذلك فيما تواصل اللجنة الرئاسية مفاوضات مع مندوبي الحوثيين برعاية أممية بدون أي تقدم يُذكر.
وبدأت الاشتباكات في وقت متأخر مساء أمس الاثنين في قرية القابل بدار الحجر بالتزامن مع تصعيد الحوثيين احتجاجاتهم في وسط العاصمة اليمنية، حيث أنشؤوا مُعسكراً خامساً عند المدخل الشمالي الغربي لصنعاء.
وأنشئ المخيم الجديد في مسعى من أنصار الحوثي لتشديد الحصار على العاصمة، كما من شأنه أن يمكّن الحوثيين من محاصرة مواقع قوات الاحتياط، التي تعد سياج الحماية الوحيد للعاصمة من الناحية الشمالية الغربية.
وتقيم جماعة الحوثي منذ 14 أغسطس/آب الماضي خياما للاعتصام حول مداخل العاصمة صنعاء، وقرب مقار حكومية وسط المدينة، وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقا إلى قطع لطرق رئيسية، وتطالب بإقالة الحكومة التي وصفتها بـ"الفاشلة"، وبإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وفي تطورات ميدانية أخرى، شنت طائرات الجيش صباح اليوم غارات جوية على عدد من مواقع أنصار الحوثي في مديرية "الغيل" بمحافظة الجوف شمال شرق صنعاء، بحسب ما أفاد مسؤول محلي لوكالة الأناضول.
وجاء ذلك بعد اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وبحسب مصادر قبلية فقد اندلعت المعارك حينما هاجم المسلحون جنودا ومقاتلين قبليين في محافظة الجوف التي تشهد مواجهات مستمرة بين الطرفين. وأضافت المصادر أن المسلحين حاولوا دخول مناطق سيطر عليها الجيش مؤخرا.
وأدت الاشتباكات إلى ضرب خطوط الطاقة، خاصة في منطقة مفرق الجوف في تكرار للاستهدافات لهذا القطاع الحيوي.
وتدور مواجهات منذ أشهر بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي في محاولة للسيطرة على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية والمحاذية لمحافظة صعدة، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ عام 2011.
وعلى صعيد التحرك الدبلوماسي لحل الأزمة، قال جمال بن عمر -مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن- إنه يواصل مشاوراته المكثفة عقب الإخفاق في التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي.
في المقابل أعلن الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إن الجماعة علقت المشاورات مع الجهات الرسمية بسبب ما أسماه "تدخل طرف خارجي".
ونقلت صحيفة الأولى اليومية المقربة من الجماعة عن عبد السلام قوله إنه "كان هناك شبه اتفاق على توقيع المسودة للاتفاق الذي ينص على تلبية المطالب الشعبية وفق خارطة طريق واضحة" مضيفا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي "قد وافق على المسودة بعد أن عرضت عليه أكثر من مرة في المراحل الأخيرة".
وقال عبد السلام إن "جمال بن عمر وأحمد عوض مبارك -ممثل الرئيس اليمني- لديهما تصور آخر وهو إعادة الأمور إلى نقطة الصفر ومحاولة إطالة الوقت والمشاورات، وإعطاء بُعد خارجي للتشاور"، محملاً الحكومة "كل النتائج التي ستترتب على عرقلتها للحلول واستمرار أنصار الحوثي في التصعيد الثوري بشكل أكبر".
ويتواصل تصعيد الحوثيين رغم المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني قبل نحو أسبوعين لحل الأزمة، وتتضمن إقالة الحكومة الحالية وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع وخفض أسعار المشتقات النفطية والبدء بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني.