المالكي: نسعى لتطوير مواقف الدول من العدوان باتجاه نموذج أميركا اللاتينية
وكالة الحرية الاخبارية - - قال وزير الخارجية رياض المالكي إن الوزارة ومن خلال عملها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سعت لتطوير مواقف الدول الغربية من العدوان باتجاه نموذج دول أميركا اللاتينية.
وأوضحت الوزارة في بيان صدر عنها، اليوم الاثنين، أن ردود فعل الدول تجاه العدوان الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة ناتج عن مسارين أساسيين، الأول ردود فعل طبيعية آنية فورية تحمل طابعا إنسانيا لما تشاهده العين الإنسانية المجردة على شاشات التلفزيون من عمليات تدمير وقتل لا تتحملها هذه العين، خاصة أن حجم الدمار يفوق كل ما يمكن توقعه أو استيعابه أو قبوله تحت أي مبرر أو مسمى.
وأشارت إلى أن هذه الآلية بدأت ترسم ملامح تشابهية بين الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية في برلين ودرزدين، مقارنة مع الدمار الذي خلفته هذه الحرب البربرية الإرهابية الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة، وهذا التعاطف التعبيري عبر عن ما يلتزمون به من معايير تضامنية، أو ما يمكن تقديمه من مساعدات إنسانية ضمن هذا السياق، لهذا السبب فاقت ردود الفعل كل التوقعات، لوجود حالة رفض إنسانية جماعية عفوية لحجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان على شعبنا، وكذلك رفض إدعاءات إسرائيل تحت أي مسمى لتبرير هذا الدمار الهائل.
وقال البيان حول المسار الثاني؛ 'هناك كثير من الدول التي تشكلت فيها حالات سياسية تضامنية مع الوضع الفلسطيني، بحيث تم نسج هذه العلاقات على مدار سنوات طويلة، واستثمر فيها الكثير من العلاقات والزيارات والاتصالات كما هو الحال في أميركا اللاتينية التي فاقت كل التوقعات في ردود فعلها، وتفوقت على كل الأقاليم الجغرافية والقارية بما فيه القريبة لنا جغرافيا أو تاريخيا أو دينيا أو دما.
وأضاف أن الخارجية طورت منذ عام 2007 الاستثمار في أميركا اللاتينية، وخلقت ذلك التحول بالمفهوم التاريخي عبر الاعترافات بدولة فلسطين أولا، ومن ثم التعاطف الكبير مع قضايا فلسطين ثانيا، وصولا إلى الانسجام مع الذات ضمن مفهوم تطبيق القانون الدولي، بحيث عبرت بعفويتها السياسية عن قناعاتها المبدئية وقراراتها المنسجمة مع مفهوم القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لهذا السبب تطورت ردود فعل دول أميركا اللاتينية متقدمة تماما عن كل سابقاتها، لتشكل حالة نوعية وجبت دراستها من قبل كل المراقبين.