قذائف "الجرف الصامد" فاقت 4 أضعاف "الرصاص المصبوب"
وكالة الحرية الاخبارية - استخدم الجيش الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة كميات هائلة من القذائف المدفعية، وصفت بأنها غير عادية، وبضمن ذلك لقصف مناطق سكنية مكتظة.
وتبين معطيات جزئية أن الجيش الإسرائيلي أطلق 30 ألف قذيفة من بداية الحرب وحتى 29 تموز (يوليو). بينها 600 قذيفة أطلقت خلال ساعة باتجاه الشجاعية، و أكثر من 1000 قذيفة باتجاه رفح.
وللمقارنة فإن الجيش الإسرائيلي أطلق على غزة في عدوان كانوني 2008–2009، والتي أطلق عليها "الرصاص المصبوب"، 8 آلاف قذيفة مدفعية بينها، بحسب تقارير إسرائيلية، 4 آلاف قذيفة دخان، ونحو ألف قذيفة إضاءة، و 3 آلاف قذيفة متفجرة.
وبحسب تقارير الجيش فقد كانت هناك تعليمات بتجنب إطلاق النار باتجاه مناطق سكنية، إلا في حالات اسثنائية، وأن غالبية القذائف أطلقت باتجاه مناطق مفتوحة أو بالقرب من مناطق سكنية.
وبين تقرير يتضمن معطيات جزئية نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الجمعة، أن القيادة العسكرية سلمت الجيش 43 ألف قذيفة مدفعية، وأن تكلفة القذائف التي أطلقت منها على غزة وصلت 1.3 مليار شيكل.
كثافة نارية
وكانت صحيفة "معاريف" نقلت أمس عن ضابط كبير في الشعبة التكنولوجية واللوجستية بالجيش الإسرائيلي قوله إن الجيش تزود خلال العدوان على غزة ب4 ملايين و800 ألف رصاصة و43ألف قذيفة مدفعية و39 ألف قذيفة دبابة، وأنه استخدم نصف هذه الكميات خلال العدوان
وبحسب التقرير فإن إطلاق قذائف المدفعية يعتبر "إطلاق إحصائي" لا يتيح إصابة الهدف بدقة، حيث أن قذائف بقطر 155 ميلليمترا تطلق بشكل عام باتجاه مناطق بعرض 50 مترا وبطول 50 مترا، بحيث أن إصابة هذه المنطقة تعتبر إصابة دقيقة. وفي منطقة مأهولة مثل قطاع غزة، فإن ذلك قد يضم أكثر من 5 مبان.
ويتابع أنه بشكل عام فإن الجيش يلزم القوات بالأخذ بالحسبان مسافات أمنية، سواء من وحدات الجيش نفسه أو من السكان المدنيين، ولكن هذه القيود تتقلص عندما يكون الحديث عن إطلاق نار كثيفة بهدف "إنقاذ قوة عسكرية في ضائقة".
وبالنتيجة فإنه يتضح أن تفعيل هذا الإجراء في الحرب العدوانية على غزة، ويستطيع كل قائد ميداني اتخاذ هذا القرار، قد استخدم بكثرة، حيث يقر الجيش بأن مدنيين فلسطينيين كثيرين قد أصيبوا بنيران غير دقيقة.
وتبين أنه تم إطلاق قذائف المدفعية بكثافة في عدة مواقع خلال الحرب على غزة، كان أبرزها الشجاعية شرق غزة، ورفح. وبحسب معطيات الجيش فإنه بعد استهداف المدرعة الإسرائيلية التابعة للواء "غولاني"، بتاريخ 20/07/2014، والتي قتل فيها 7 جنود إسرائيليين، أطلق الجيش 600 قذيفة مدفعية متفجرة خلال أقل من ساعة باتجاه الشجاعية.
وفي رفح أطلقت بطاريات المدفعية الإسرائيلية 1000 قذيفة متفجرة خلال أقل من 3 ساعات، بعد محاولة أسر الضابط الإسرائيلي هدار غولدين من لواء "غفعاتي" من قبل مجموعة من كتائب القسام في الأول من آب (أغسطس). ولم يستبعد التقرير أن تكون رفح في مركز التحقيقات الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب.
وبحسب "هآرتس" فإن تحقيقات الجيش الإسرائيلي مع نفسه بشأن رفح، ستتركز في التحقيق في عمل 3 قيادات عسكرية إسرائيلية "غيادة لواء غفعاتي" و"قيادة كتيبة عزة"، "قيادة الجنوب العسكرية" في الجيش، بحيث يتركز التحقيق على إطلاق كميات هائلة من القذائف باتجاه منطقة سكنية مكتظة، وتفعيل "إجراء هنيبعل" لمنع وقوع جنود في أسر المقاومة الفلسطينية.
يذكر أن إطلاق هذه القذائف وقع في منطقة لم يسبق وأن طلب الجيش من سكانها إخلاءها، وذلك في أعقاب هجوم عناصر من كتائب القسام، على دورية تابعة لـ"غفعاتي" فقتلوا ضابطا وجنديا، وأسروا الضابط غولدين. وبحسب التقارير الفلسطينية فقد قتل ما بين 130 إلى 150 فلسطينيا وأصيب المئات.
وذكر التقرير أنه خلال أقل من 3 ساعات أطلق الجيش أكثر من 1000 قذيفة، وشن الطيران الحربي غارات على أكثر من 40 هدفا من الجو.
كما تشير تقديرات الجيش، بعد تحليل المعطيات التي تم جمعها من المنطقة وفي النفق الذي استخدم لأسر غولدين، إلى أنه قتل أثناء تبادل إطلاق النار بين الجيش وبين عناصر القسام.