غذاؤنا في رمضان... ولماذا التمر أفضل لإفطار للصائم ؟
وكالة الحرية الاخبارية - { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } الأعراف31
هذه آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاثكلمات. يعتبر صوم شهر رمضان عبادة هامة ومن أهم أركان الإسلام ، كما أن لصيام هذا الشهر فوائد صحية جمة فهو يريح الجهاز الهضمي ويعطي فرصة للخلايا للتجديد و الراحة كما أنه يخلص الجسم من الدهون الموجودة بالدم والشحوم الزائدة المخزنة بالجسم و يساهم في إخراج الفضلات والمواد السامة من الجسم .
ولكن هذه الفوائد كلها قد لا يحصل عليها الصائم إذا ما أفرط في تناول الطعام بعد الإفطار وجعل من الإفطار مسابقة لإلتهام الطعام و أتخم المعدة بالمأكولات والمشروبات الكثيرة و مضغ سريعاً و كأن الطعام سيهرب منه.
وقد أكدت عدة دراسات علمية أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من الصائمين ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصاً في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات.
وسنستعرض في هذا المقال بعض الإرشادات والوصايا الطبية ، التى يجب أن نوليها شيئاً من الإنتباه ليكون رمضان ملييء بالصحة والنشاط والعطاء.
أولاً : عند الإفطار :
أن للتعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة وكما في حديث لرسول الله صلىالله عليه وسلم " لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عَجَّلوا الفِطرَ " الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1098- خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والتعب والإعياء.
وعادة ما يكون أفطار الصائم على النحو التالي:
أ- التمر:
يفضل الإفطار على 3-7 تمرات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء . اذ ان التمر يحتوي على السكريات البسيطة سريعة الإمتصاص والتي تمد الجسم بالطاقة كما يحتوي على البوتاسيوم والذي له علاقة بتنظيم ضربات القلب وضغط الدم كما يوجد به كميات جيدة من الحديد وفيتامين النياسين والألياف التي تقي من الإمساك ، وتعطي الإنسان شعوراً بالإمتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .
ب- الماء :
يجب أن يكتفي الصائم بتناول كمية ماء معقولة بحيث لا تتجاوز كوب ولا تقل عن ذلك بكثير ؛ وذلك لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم نتيجة التعرق والتبول ، اذ أن نقص السوائل وعدم تعويضها قد يؤدي إلى الصداع والإمساك وتركيز البول بحيث يزيد من فرصة النمو البكتيري في المجاري البولية وتكون الحصوات في الكلى ، كما أن الإفراط في شرب الماء يؤدي إلى عسر الهضم والشعور بالامتلاء.
ج - العصائر :
يفضل تناول عصائر الفواكه الطازجة غير الحامضية و الخفيفة كعصير التفاح والعنب بحيث لا يزيد عن كوب واحد وتخفيف العصائر المكثفة ( مثل قمر الدين ) وتناول المشروبات الرمضانية الأخرى باعتدال ، فعلى سبيل المثال تناول عرق السوس بكميات كبيرة قد يزيد من ارتفاع ضغط الدم .
د - الشوربة :
يستحسن أن تكون مكونات الشوربة من الأغذية سهلة الهضم كالجزر و الكوسا والشعيرية وقطع صغيرة من اللحم أو الدجاج أو شوربة العدس أو شوربة الفريكة الخفيفة و غير الكثيفة ، والإبتعاد عن إضافة الدهون واللحوم المدهنة والملح والبهارات للشوربة بكميات كبيرة ، اذ أن الشوربة الخفيفة تساعد على إنعاش الأمعاء وتهيئتها لإستقبال كميات أكبر من البروتينات والنشويات والدهون وتسهل هضمها .
ثانياً : الطبق الأساسي :
من الافضل تناول الطبق الرئيسي بعد الصلاة أي بعد الإفطار بحوالي 15 دقيقة وذلك لإعطاء الجهاز الهضمي فرصة للإستعداد لاستقبال الوجبة الأساسية ، لأنه من المعروف علمياً وعملياً أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى إنتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم و يفضل في هذه الوجبة أن تكون صغيرة ومتنوعة ومحتوية على كميات معتدلة من النشويات والخضراوات واللحوم والحليب والفواكه ويفضل تجنب المقالي قدر الإمكان .