وزارة التربية تصدر نتائج دراسة نوعية حول واقع التثقيف الصحي في مدارسها
وكالة الحرية الاخبارية - بينت دراسة أصدرتها وزارة التربية والتعليم العالي، حول واقع التثقيف الصحي في المدارس الحكومية، أن نسبة تناول كتب المرحلة الأساسية لموضوعات التثقيف الصحي لا تتجاوز 18% من مجمل الموضوعات المطروحة، حيث لوحظ أن بعض رسائل التثقيف الصحي تم ذكرها بشكل عرضي في محتوى دروس مختلفة، كما أظهرت الدراسة وجود اختلاف في نسب الرسائل الصحية حسب الصف، بالاضافة إلى تناول الكتب المدرسية لمحور النظافة بنسبة بلغت 6% من مجموع جميع دروس المرحلة، بينما حازت موضوعات السلامة والأمان على نسبة 2%، فيما جاءت موضوعات المهارات الحياتية بنسبة 8%، أما تناول محور التغذية فقد بلغ 1.75 % فقط من الدروس.
وجاءت هذه الدراسة بهدف تسليط الضوء على واقع التثقيف الصحي في مدارسها، ومدى تأثيره على سلوكات الطلبة في المرحلة الدراسية (1-4) ودور المؤسسات الصحية الشريكة في تحقيقه، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجه عمله، وتطوير استراتيجيات التثقيف الصحي الفعال في المدارس الفلسطينية.
وشملت الدراسة، التي تم إصدارها من خلال الادارة العامة للصحة المدرسية، وبالتعاون مع مؤسسة سبارك للاستشارات والتدريب، وبدعم من سلة التمويل المشترك (JFA)، على عينة ممثلة من 1048 مدرسة و540788 طالباً وطالبة من المرحلة الدراسية (1-4).
(نشاطات التثقيف الصحي)
وأشارت الدراسة إلى أن خُمس النشاطات الصحية بلغت (19%) من مجمل النشاطات التي تناولت التغذية الصحية، الأمر الذي يشير إلى أن التركيز الأكبر من مجمل نشاطات التثقيف الصحي على محور التغذية الصحية، وجاءت في المرتبة الثانية نشاطات المحافظة على النظافة الشخصية حيث بلغت نسبتها 18%، وتلا ذلك النشاطات التي تهدف إلى المحافظة على النظافة العامة، بينما كانت النشاطات المتعلقة بالوقاية من الإصابات والحد من التدخين من أقل النسب.
(التعلم النشط الأكثر توظيفاً)
وأوضحت الدراسة أن طرق التثقيف الصحي التي وظفت أساليب التعلم النشط شكلت نسبة (50%) من مجمل النشاطات المنفذة، في حين أن (31%) من النشاطات الصحية المنفذة كانت من خلال المحاضرات والتي تقوم بتنفيذ معظمها المؤسسات الصحية الشريكة.
وحول أفضل الأساليب لعرض الموضوعات الصحية من وجهة نظر الطلبة، فقد تبين أن (48%) من الطلبة يعتقدون أن أفضل هذه الطرق هي المسرحيات والتمثيل.
كما بينت الدراسة أن تعزيز النظافة العامة والشخصية من أهم الاحتياجات في مجال التثقيف الصحي، لافتةً إلى أن أفضل أشكال النشاطات المقدمة للطلبة هي اللقاءات التفاعلية، في حين يرى بعض المعلمين أن الإفطارات الجماعية وتزويد الطلبة بحزم نظافة تعد من الطرق المناسبة لإحداث التغيير في السلوك الصحي.
(المثقف الصحي من داخل المدرسة)
وبينت الدراسة أن نسبة 67 % من الطلبة يفضلون أن يكون المثقف الصحي من داخل المدرسة سواء كان معلما او مرشدا او منسق لجنة صحية، الأمر الذي يبرهن على أهمية دعم عمل اللجان الصحية وتطوير قدراتها في مجال التثقيف، كذلك التأكيد على دور المدرسة المحوري في تعزيز المعرفة والتوجهات لدى الطلبة، وفي السياق ذاته، لفتت الدراسة إلى أن بعض الطلبة يعتقدون أنه يمكن تحقيق أهداف التثقيف الصحي من خلال الشراكة والتعاون بين طاقم المدرسة والمثقفين الصحيين من خارج المدرسة.
وكشفت الدراسة أن درجة سلوكات الطلبة كانت قليلة في مجال التعامل السليم مع الوحدات الصحية والمشربيات، فيما كانت درجة محافظة الطلبة على النظافة العامة وتحركهم في الساحات بنظام وهدوء دون عنف كان متوسطاً، أما محافظة الطلبة على النظام في الصفوف وطريقة حمل الحقيبة بصورة صحيحة كانت كبيرة. كما أشارت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح وجود موظف صحة ميداني في سلوكات الطلبة.
(الأسرة أولاً)
وكشفت الدراسة أن الأسرة تحتل المرتبة الأولى في التأثير في تحسين السلوك الصحي للأبناء حسب وجهة نظر الأهالي، حيث يرى أولياء الأمور أن التغيرات الإيجابية في سلوك أبنائهم يمكن ملاحظتها من خلال التطور في السلوك والحوار داخل الأسرة حول العديد من القضايا الصحية مثل التغذية والنظافة.
وأوضحت الدراسة أن الأهالي يؤكدون أن التأثير الأكبر في تحسين السلوك الصحي للأبناء يأتي في المرتبة الأولى من قبل الأهل والأسرة بنسبة 84.6%، ثم الأقران في المرتبة الثانية بنسبة 61.5%، في حين تأتي المدرسة في المرتبة الثالثة بنسبة 57.7%، وفي المرتبة الرابعة يأتي تأثير وسائل الإعلام، الأمر الذي يدلل على أهمية إشراك أولياء الأمور في برامج التثقيف على مختلف المستويات.
وعلى صعيد العمل الوطني من خلال القطاعات والمؤسسات المختلفة، فقد أشارت الدراسة إلى عدم وجود منهجية معتمدة في تقديم التثقيف خاصة في محوري تحديد الاحتياجات، وتقييم أثر البرامج والنشاطات على سلوكيات الطلبة.
(توصيات)
وتضمنت الدراسة العديد من التوصيات وأهمها ضرورة اعتماد البنية الشمولية في المنهاج الدراسي عند طرح موضوعات التثقيف بما يتناسب والنمو الذهني عند الطلبة، والتركيز على الأسلوب التفاعلي في تقديم الرسالة الصحية لتحقيق أهدافها، وتعزيز العمل الوطني والشراكة الاستراتيجية والتكاملية مع المؤسسات الأخرى وخاصة الإعلامية، وإشراك الأهل في كافة برامج التثقيف الصحي؛ باعتبارهم المصدر الأول للمعرفة، والتوصية بتعيين موظفي صحة ميدانيين في جميع المدارس، لما له من دور مهم في تطوير السلوكيات وتنفيذ نشاطات نوعية تفاعلية.