تخوف خليلي من عودة مستوطنين لمنازل احتلوها بالبلدة القديمة
وكالة الحرية الاخبارية - يثير احتمال عودة مستوطنين يهود متطرفين أُبعدوا عن مدينة الخليل القديمة قريبًا، قلقَ جيرانهم الفلسطينيين الذين عانوا سابقًا من اعتداءاتهم المتكررة، كالرشق بزجاجات مليئة بالبول، واعتداءات على أطفال، وغيرها.
وكانت وزارة الجيش الاحتلالية أمرت العام الماضي بطرد (15) مستوطنًا من منزل وسط الجيب، الخاضع للسيطرة "الإسرائيلية" بالقرب من الحرم الإبراهيمي.
وفي أيلول 2013، بعد مقتل جندي "إسرائيلي" برصاص فلسطيني في الخليل، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رغبته في السماح للمستوطنين بالإقامة مجددًا في بيت أبو رجب. ليرفع نحو (10) فلسطينيين طعناً إلى محكمة الاحتلال العليا، مؤكدين أن المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق يعود إلى ملكيتهم.
واضطر ممثل الحكومة للاعتراف أمام القضاة بأن إعلان نية رئيس الوزراء لم يكن له طابع رسمي، وأن المستوطنين لن يحتلوا المنزل طالما لم يُسَوَّ وضعه أمام القضاء.
من جهتهم، ادعوا المستوطنون أنهم اشتروا الطابقين العلويين قانونيًا، فيما يتخوف الفلسطينيون المقيمون في الطابق الأرضي من عودة المستوطنين وانتهاكاتهم بحقهم.
وقال حاتم أبو رجب (26 عاماً) المقيم في المبنى مع سبعة من أفراد عائلته، "كنا نعيش في طوابق المبنى الثلاثة، قبل أن يستولي عليه المستوطنون، ويحصروننا في الطابق الأرضي".
واعتبر أبو رجب، أن إعلان نتانياهو "مجرد انتقام"، مضيفاً "يملكون أسلحة بينما نحن لا نملك منها شيئًا، فما عسانا نفعل؟ فالمستوطنون يأتون إلى هنا بصورة منتظمة في محاولة للدخول إلى المبنى أو لمجرد توجيه الشتائم إلينا، ملصقين على الباب عبارة: لقد دفعنا. اشتريناه وهو لنا".
وتتذكر مديرة مدرسة البنات المجاورة ابتسام الجندي كيف احتل المستوطنون المنزل، ورشقوا تلامذتها بالحجارة وأطلقوا عليهن الشتائم.
وأردفت الجنيدي، حتو دون هؤلاء المستوطنين يبقى واقع القطاع الخاضع للسيطرة الإسرائيلية صعبًا، حيث يتعرض المعلمون والتلامذة للتفتيش، ما يضاعف وقت الوصول إلى المدرسة.
ويعيش نحو (190 ألف) فلسطيني في الخليل في أجواء توتر دائم مع حوالى (700) مستوطن يقيمون في جيب في قلب المدينة يصنف بـ «المنطقة أتش2» المحاطة بحماية آلاف الجنود الإسرائيليين.
وعلى مسافة بضع دقائق سيراً على الأقدام، يوجد منزل ثان طرد منه الجيش السكان اليهود يعرف لدى الفلسطينيين باسم منزل رجبي، وأطلق عليه المستوطنون الذين احتلوه للسخرية اسم "بيت شالوم".
وروى باسم الجابري، وهو سكّاف فلسطيني يعيش في الجهة المقابلة، "اعتدى المستوطنون علينا جسدياً، بما في ذلك رشقونا بزجاجات مليئة بالبول نحن وأولادنا»، مضيفاً: «حتى أنهم سمموا حصاني».
وستصدر المحكمة العليا قرارها في غضون شهور بشأن النزاع على ملكية المنزل المؤلف من أربعة طوابق.
ويتوقع صدور حكم لصالح المستوطنين.
وكان مستوطنون يهود استولوا على المبنى عام 2007، قائلين إنهم اشتروه بصورة قانونية، لكن القوات الإسرائيلية طردتهم منه العام التالي بعد أسبوع من أعمال العنف.
واليوم لا يزال علمان إسرائيليان كبيران يتدليان من واجهته، لكن المنزل خالٍ ونوافذه محطمة وأبوابه موصدة وتحيط أسلاك شائكة بشرفاته لمنع أي دخيل.