الـ "M16" تستقبل المُحرر بربخ بعد "تسبُبها" بأسْره

وكالة الحرية الاخبارية -  دخل الأسير المحرر رامي بربخ بيته المتواضع في خان يونس جنوب قطاع غزة على بساط أحمر وضعته له والدته التي قطعت عهدًا على نفسها أن تستقبله بها حال تنسمه الحرية.

بربخ الذي قبع في سجون الاحتلال منذ 20 عاماً وجد والدته تنتظره بسلاحه "M16 " الذي قتل به ضابطًا إسرائيليًا عام 1993وأصر أن يطلق النار بالهواء فرحاً بعودته سالماً.

ونظمت عائلته حفل استقبال مهيب شارك به العشرات من أفراد العائلة استمر حتى ساعات الصباح، وتنوع ما بين توزيع الحلوى والتكبير والتهليل والزغاريد، وإطلاق الألعاب النارية.

والمحرر بربخ حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل ضابط إسرائيلي في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، واختطف من قبل قوات الاحتلال عند حاجز مستوطنة "كفار داروم" آنذاك في تاريخ صادف نفس اليوم الذي ولد فيه في أكتوبر 1994

مشاعر ممزوجة بمعاناة
ومن وسط الأجواء الاحتفالية، يقول المحرر بربخ  : "أنا سعيد جدًا بهذه الأجواء الاحتفالية وبالاستقبال، رغم أن الإفراج عنا تأخر حتى منتصف الليل"، مشيرًا إلى أن هذه الجماهير التي أتت تعبر عن مدى أهمية قضية الأسرى والالتفاف الشعبي من حولها.

ويضيف بربخ "وما فاجأني هو التجهيزات من قبل أهلي لاستقبالي، من أعلام وصور، وبساط أحمر أسير عليه حتى أعبر منزلي الذي غبت عنه سنوات طويلة، وترعرعت بداخله وقضيت طفولتي الجميلة، قبل أن أعتقل وعمري لا يزيد عن 16 عامًا".

ويتابع "أتمنى الفرحة والفرج لجميع الأسرى، فالسجون مليئة بالمعاناة لحوالي خمسة ألاف أسير، بينهم مئات المرضى، ونحو ثمانون منهم مصابون بمرض السرطان، يعانون من بطش وغطرسة وحرمان من العلاج، عدا الاعتداءات المتكررة يوميًا جسديًا ونفسيًا عليهم".

ويتمنى بربخ من الشعب الفلسطيني بأكمله العمل ولو لساعة واحدة في الأسبوع التضامن مع الأسرى بشكل عام والمرضى منهم على وجه الخصوص، والوفد المفاوض والفصائل الفلسطينية المقاومة أو أي كان من الشعب الفلسطيني والمناضلين الأحرار على مستوى العالم أن يتحركوا تجاه ملف المرضى لأن وضعهم فعلا خطير جدًا.

وجدد بربخ عهده مع الأسرى قائلاً : "لن أنسى الأسرى فهم إخواني ولا يمكن أن نتوانى للحظة عن تقديم أي دعم ومساعدة لهم، وسأكون أو المتضامنين معهم أمام بوابة الصليب الأحمر الدولي بغزة بشكل أسبوعي، وسيكون هناك خطوات أخرى على الأرض إن شاء الله".

وعن مشروعه المستقبلي يبين "ما أفكر به الآن التعليم، حيث كنت ملتحقا بالجامعة العبرية ولم أستطع الإكمال بسبب قانون شاليط وتم منعنا من التعليم، لكن ذلك لم يثنيني عن صقل نفسي وتثقيفها داخل السجن، وسألتحق بإحدى جامعات القطاع وأدس تخصص العلوم السياسية والعلاقات الدولية لأنه التخصص الأقرب إلى عقول الأسرى".

فرحة الأم والأب
أما والدا الأسير فلم تسعهما فرحة احتضان نجليهما والذي اعتقل شبلاً وعاد شابًا، ورغم تزاحم الناس من أقرباء وجيران المحرر لعناقه والسلام عليه، إلا أنهما لم يتركانه على الرغم كذلك من كبر سنهما، متمنيًا له حياة كريمة وعمر مديد وصحة وعافية.

وتقول الوالدة : "اليوم فرحة عمري، اليوم رامي أنولد من جديد والفرحة هذه أول مرة أشعر بها، وان شاء الله عقبال كل أم أسير تفرح فرحتي وعقبال كل أسير يتحرر، وجهزت لابني كل شي، وندرت على نفسي استقباله على بساط أحمر".

وتضيف "سأقوم بتزويجه بأقرب وقت، لأني مشتاق أفرح له، أريد أن أعوض سنوات العذاب التي قضيتها في خيمة التضامن مع الأسرى أمام الصليب الأحمر، وداخل الحافلات وعلى الحواجز أثناء الزيارة له داخل السجن، وألم الخوف عليه وهو غائب عني ومحكوم عليه مدى الحياة".

أما والد المحرر، فيقول : " شعور لا يوصف الآن اطمأننت وارتحت تمامًا على ابني رامي، لأني ما كنت متوقع أن يتم إدراج اسم بهذه الدفعة، لأننا انتظرنا الدفعتين الماضيتين ولم يتم إدراج اسمه، فتخوفنا هذه الدفعة كذلك، لكن الحمد لله، تم الإفراج عنه".

وتوجه والد المحرر برسالة للأسرى المتبقين داخل السجون الإسرائيلية بالقول: "جميعكم بيعرفني، كلما زرت رامي ابني مررت عليكم على النوافذ الزجاجية (شباك) وأحدثكم مباشر، وأحيانًا عبر الهاتف، لن أنساكم ولا يعني الإفراج عن نجلي سيبعدني عنكم أو ننساكم، فأنتم في القلب والوجدان".

ويشير "مبسوط ومش مبسوط للإفراج عن ابني، سعيد بعودة ابني سالم غانم، ومش سعيد لأن هناك الآلاف من الأسرى تبقوا داخل السجون"، قائلاً : "شدوا حيلكم يا أسرانا، وتحياتنا لكم جميعًا خاصة الأسيرات والمضربين عن الطعام، لن أرتاح حتى يتم الإفراج عنكم جميعًا".

 

المصدر: صفا