في غزة .. مباراة "كرة القدم" أسقطته في "وحل المخدرات"
وكالة الحرية الاخبارية - "م . ح" أحد مدمني المخدرات التائبين استطاع بفضل الله التخلص من سموم المخدرات وآفتها الخطيرة على الصحة والأسرة والمجتمع.
عزم "م" على نقل تجربته في الحياة وحكايته مع سموم المخدرات للآخرين ممن غرقوا في وحل هذه الآفة الخطيرة.
من باب إخلاص التوبة التي حاز عليها بعد سنوات من الإدمان والغرق في وحل المخدرات بشتى أنواعها سرد المدمن التائب "م" تجربة حياته - خلال لقاء عام في مركز إصلاح وتأهيل رفح ونظارة شرطة المحافظة - أمام العشرات من الموقوفين والنزلاء ممن تجرعوا مرارة المخدرات وآفتها.
استهل "م" حديثه أمام النزلاء والموقوفين بقوله "عزمت أن أنقل هذه التجربة للآخرين من باب إخلاص التوبة والنفع للمسلمين بعد أن استشعرت الفارق الكبير بين حياة الإدمان وحياة الكرامة".
كنت تائها متخبطاً غارقاً في وحل المخدرات وأهوائها الخطيرة .. كانت البداية من عدم متابعة الأسرة.
ويضيف سارداً قصته مع السموم ورفاق السوء "تعرفت على شاب في إحدى النوادي خلال مشاهدة مباراة لكرة القدم فكانت البداية".
تبادل "م" مع رفيق السوء أرقام الجوالات وبدأت الزيارات اليومية بينهما تأخذ منحى آخر من الصداقة التي أودت به في طريق مسدود .
ويروي حكايته "لم تنقطع الزيارات مع الصديق الذي تعرفت عليه أثناء مشاهدة إحدى مباريات كرة القدم وتواصلت تلك اللقاءات على مدار الساعة".
كان رفيق السوء الذي تعرف "م" عليه يُحاول في كل لقاء يجمع بينهما إقناعه الدائم بتناول إحدى العقاقير والحبوب المخدرة المدمرة .."كنت في البداية أرفض إلى أن وسوس الشيطان إلي وبت تائهاً في بحر عميق".
تمكن رفيق السوء بكلماته المعسولة وعباراته المنمقة من السيطرة على عقل الشاب العشريني "م" .. جرب أول حبة مخدرة وتناول الثانية والثالثة و.... إلى أن سقط مغشياً عليه حتى بات مدمناً للمخدرات.
ويتابع " استطاع إقناعي بمزاياه أصبحت لدي رغبة بالتجربة فطلبت منه حبة مخدرة فقام بإعطائي شريط كامل من الحبوب المخدرة وقال هذا مني لك !".
من هنا كانت البداية .. يُقر "م" أنه أدمن على هذا العقار وكان يعمل من أجل توفير المال لشرائه وعندما لم يجد عملاً يستدين أموالاً من الأصدقاء والأقراء دون سداد حتى بات النصب من شيمه.
خلال هذه الفترة تعرف الشاب صاحب البشرة القمحية على العديد من أصدقاء السوء وتجار المخدرات ما دفعه للإدمان على نوع جديد من المخدرات هو "البانجو".
أدمن "م" على عقار "البانجو" حتى وصل به الأمر ليشبع غريزته الشريرة إلى حد السرقة من والده وأشقائه وأصدقاه وجيرانه لتوفير المال لشراء هذا العقار المدمر.
ويستطرد قائلاً "ذات يوم طلب مني صديقي أن نقوم بالتجارة و ن نعمل كموزعين ولكن كانت العقبة هي توفير المال الذي سنتاجر به ففكرنا بعملية سرقة كبيرة من إحدى المحال التجارية في مدينتنا لكن لم تتم لظروف حدثت آنذاك".
ويضيف سارداً تجربته مع المخدرات "خلال هذه الفترة كان بعض المشايخ يأتون لبيتنا ويسألون عني فكنت في بادئ الأمر أطردهم ولكن جزاهم الله خيرا لم ييئسوا فحاولوا معي كثيرا".
حينما جلس المشايخ مع "م" استمع إليهم .. بدأ يشعر وكأن قلبه يهتز وبات يرغب بالعزلة ويشعر في داخلي بالحنين إلي الصلاة والهداية والتوبة والعودة إلى الله بعد مشوار من الغي والضلال.
ويستدرك قائلاً "بعد زيارة المشايخ لي في المنزل بكيت بشدة وطلبت منهم ألا يتركوني .. فأنا أمُر بمرحلة فارقة وحساسة أريد من يقف بجانبي".
بدأ الشاب العشريني بالاعتراف بمسلسل الشر الذي ورطه فيه رفقاء السوء .. أقرَّ بكل ما جنته يداه فتوجه به المشايخ إلى الأطباء لعلاجه وظلوا حوله حتى تعافى وعاد إلى رشده وصحته.
عاد "م" لعافيته بعدما كان في عداد الأموات .. عاد للحياة جدداً بعد تجربة مريرة قضاها غارقاً في وحل المخدرات وإغواء رفقاء السوء ليبدأ بسلسلة نصائح لأقرانه ممن سقطوا في ذات الوحل حاثاًَ إياهم للإسراع بالتوبة والتوجه إلى من يثقون بهم للعودة إلى أبنائكم وأهلهم بالأخلاق وأن يفتحوا صفحة جديدة مع الله والناس.
نصائح سردها "م" بقلب تائب عائد منيب ومن باب تعميم الخير وإفادة النزلاء وتعريفهم بطريق الصواب والمساهمة في إبعادهم عن طريق الخطأ.