احياء حفل تأبين لعميد الأسرى الفلسطينيين 'أبو السكر' برام الله
وكالة الحرية الاخبارية - أقامت وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، ومفوضية الأسرى بالتعبئة والتنظيم، مساء اليوم الخميس، حفل تأبين للمناضل أحمد جبارة 'أبو السكر'، عميد الأسرى الفلسطينيين، في قصر رام الله الثقافي.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' اللواء جبريل الرجوب، في كلمته، نيابة عن الرئيس محمود عباس، أنه 'لا يمكن إنصاف الأسير والشهيد الراحل (أبو السكر)؛ فهو نموذج للتضحية وانتصار الإرادة، سطر ورسم لنا مسيرة نضال سيخلدها التاريخ'.
وأضاف أن 'سجون الاحتلال صممت لإيقاع الأذى النفسي والجسدي والقهر بأسرانا، لكنها لن تقف أمام إرادة شعبنا وتصميمه على نيل حريته'.
وتوجه الرجوب إلى العالم برسالة؛ مفادها 'أن قضية شعبنا الفلسطيني تستوجب المزيد من الالتزام والإصرار والتضحية'، وللأسرى والقيادات داخل السجون 'أنه لن يهدأ لنا بال ويستقر لنا حال، إلا عندما تبيّض السجون، وتشرق شمس الحرية على أسرانا في وطنهم خارج السجون'.
وقال إن 'الأسير الشهيد (أبو السكر) يستحق أن يكون أنبل النبلاء، فهو من داس على الرفاهية وعاد للوطن لتحقيق حلمنا، كذلك رفيقه الأسير محمود حجازي حيث كانا نموذجا لكل ما هو سام ونبيل'.
وخاطب الرجوب أسرة الفقيد، قائلا: 'أنتم فقدتم بطلا، لكننا إخوان وزملاء (أبو السكر) حيث خسرنا شعلة كانت تجوب الوطن ومخيماته وضواحيه، بالأمل وبالإرادة القوية وحلم الانتصار'.
وعبر الرجوب عن أمله بأن تشرق شمس الحرية على كافة أسرانا الذين يوحدون الفلسطينيين رغم قهرهم في حريتهم.
وشدد على 'ضرورة الاهتمام ورعاية أسر الأسرى، بحيث تكون قضية الأسرى قضيتنا الوطنية، إضافة للبدء بحوار جدي وعميق لإنصاف الأسرى داخل السجون وخارجها، وأسرهم، وأن نكون أوفياء لتضحياتهم ولرسائلهم حول الوحدة والقيم والأخلاق والالتزام'، داعيا إلى الاطلاع وقراءة تجربة (أبو السكر) كونه نموذجا لعشرات آلاف من أسرانا.
من جهته، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع: 'برحيلك (أبو السكر) ارتبكت كل مواعيدي، كنا سنذهب لعائلة الأسير الشهيد عرفات جرادات وكنا سنتناول طعام الإفطار في صوريف، لكن لم يأت (أبو السكر)، وسقط واقفا في مساء رمضاني مبارك'.
وأضاف: 'منذ سنوات لم يتخل عن مواعيده والتزامه الوطني بزيارة عائلات الأسرى في المحافظات وكانت طلته تعطيهم الأمل واليقين بالإفراج عن أبنائهم من السجون، ولم يتذمر يوما عندما كنا نتأخر لما بعد منتصف الليل، لم أر أسيرا محررا مخلصا لزملائه كـ(أبي السكر)، أكمل بقية حياته في زيارتهم، في بيوتهم وبيوت ذويهم'.
واستذكر قراقع ما قاله المناضل الجنوب إفريقي أحمد كاطرادة، حينما استقبله 'أبو السكر' بلباسه الذي اعتقل فيه قبل 38 عاما، مطلع العام الجاري، 'خاطبك حينها: دعوا بلدان العالم تشعر أن إسرائيل ذات رائحة نتنة، ونظر إليك، وقال: أنتم شعب مفعم بالإيمان وسوف تنتصرون'.
من جهتها، قالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام إن 'أبو السكر رجل تجمعت في تجاعيد وجهه بنود القضية، وهو خسارة حقيقية وكبيرة للشعب وللأسرى، مثال الرجل الإنسان، صاحب الواجب والقضية، فقيد فلسطين، وفقيد صناع الحرية'.
ووصفته بأنه 'فقيد الأسرى الذين عاش لهم وترجل وهو يقوم بواجبه اليومي لهم'،
وأكدت 'إصرارنا على تجديد العهد والقسم، وتجديد النضال، وأحقية شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق أسرانا بالحرية، ولطي صفحات الألم'، داعية لتدخل فوري وسريع لوقف غطرسة الاحتلال ومستوطنيه.
كما اعتبر رئيس نادي الأسير قدورة فارس 'أبو السكر' 'معلما يعطي إشارة للسجان 'أن روحنا ووعينا، رغم الترسانة العسكرية التي تملكها إسرائيل، تؤمن بالانتصار، فجعل من السجن مكانا للحياة، وتغلب على عتمته وبرودته'.
وتطرق فارس إلى الجانب الإنساني عند الفقيد 'أبو السكر'، حيث كان متواضعا وصبورا ومثابرا، وحظي باحترام الجميع وكان جبارا عنيدا بمواجهة الاحتلال، وقدم نموذجا بأن 'المناضل لا يتقاعد'.
وفي كلمة القوى والفصائل الوطنية، أكد أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي 'أن أبو السكر قدم أغلى التضحيات دفاعا عن حقوقه وحقوق شعبنا المشروعة، وهو واحد من أبناء شعبنا المناضلين الذي التحق بركب النضال دفاعا وانتصارا لكبريائه، الذي دافع عنه بكل شموخ في كافة مراحل الأسر'.
وأضاف أن 'أبو السكر كان مثال الأسير المناضل الذي حافظ على ترابطه مع الحركة الأسيرة، وكان يصحو، وفي برنامجه اليومي زملائه في السجن، كما أنه كان حريصا على أن يبقى على تواصل مع عائلاتهم، وأحلام أطفالهم، كما كان جسرا للتواصل بين المجتمع وأخوته من الأسرى داخل سجون الاحتلال'.
وضرب تيسير جبارة، في كلمة ذوي الفقيد، أمثلة من حياة الفقيد 'أبو السكر'، خلال اعتقاله، ورفضه الاعتراف، وحنكته التي كانت تكشف كل حيل مخابرات الاحتلال في النيل منه وسحب الاعترافات.