"في الذكرى الـ20" البرعوثي: "اوسلو "شكل فشلا مؤلما للفلسطينيين ونجاحا باهرا للاحتلال

وكالة الحرية الاخبارية - بمناسبة مرور عشرين عاماً على اتفاقيات اوسلو التي وقعت في البيت الأبيض يوم 13 أيلول 1993، رسم الدكتور مصطفى البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، صورة قاتمة عن "أوضاع الفلسطينيين الذين ازدادت معاناتهم، وسلبت أضعافاً مضاعفة من أراضيهم، وجزأت قراهم وبيوتهم وفرضت -اتفاقات اوسلو- عليهم نظاما عنصريا كالأبرتهيد في جنوب افريقيا سابقاً، وابعدتهم كثيراً عن تحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة".

وقال الدكتور البرغوثي، في الندوة التي نظمها مركز فلسطين في واشنطن، وهو المركز البحثي العربي الأول في العاصمة الأميركية من حيث "توقيت مواضيعه" والمصداقية التي تحظى بها نشاطاته والاستقلال المالي "إذا ما نظرنا إلى العشرين عاما الماضية منذ التوقيع على أوسلو، وما تبعه من مسلسل المعاهدات والمبادرات، نجد أن هذا الاتفاق يشكل نجاحاً باهراً للاحتلال الإسرائيلي ولإسرائيل، وفشلاً مؤلماً للفلسطينيين ومساعيهم الصادقة للتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل تحت الرعاية الأميركية التي تبنته ووضعت ثقلها وراءه، يقوم على أساس حل الدولتين، فلسطين مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، أي قبول الفلسطينيين بـ 22% من فلسطين التاريخية، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يقوم على أساس الحقوق التي لا تمس ويقرها العالم".

يشار إلى أن قرار مجلس الأمن 181 يعطي الفلسطينيين 47% من فلسطين التاريخية لدولتهم العربية بينما يعطي اليهود 53% لإقامة إسرائيل.

وشرح البرغوثي في محاضرته المصورة والموثقة بالأرقام، انتشار الاستيطان ومضاعفته عدة مرات، وازدياد عدد المستوطنين بأكثر من 100% منذ التوقيع على أوسلو، وسرقة المياه الجوفية الفلسطينية، وجرف وحرق الأشجار، كما بين حدة العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون من سلطات الاحتلال التي ازدادت شراسة منذ توقيع الاتفاق، "ناهيك عن جدار الفصل العنصري (أكثر من ضعفي جدار برلين) الذي لم يسرق المزيد من الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية فحسب، بل جزَّءَ القرى والعائلات وفي العديد من الحالات قسم البيت الواحد، وحرم الأطفال من مدارسهم، والمرضى من أطبائهم، والمصلين من مساجدهم وكنائسهم".

وحمل عضو المجلس التشريعي ورئيس المبادرة الفلسطينية، مسؤولية فشل أوسلو على إسرائيل التي لا ترغب في تحقيق السلام مع الفلسطينيين "حيث أن الاستيطان بالنسبة لها أهم من السلام، وعلى الراعي الامريكي الذي طرح نفسه كطرف نزيه، ولم يفعل شيئاً إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتتابعة، التي تجري دون هوادة حتى يومنا هذا".

وأضاف البرغوثي "كما منظمة التحرير الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة، كونها لم تشترط الاتفاق بوقف الاستيطان، وقبلت بإرجاء هذه القضية وقضايا أخرى إلى المفاوضات المستقبلية مما أعطى إسرائيل الاختباء وراء سياق السلام، بدلاً من السلام والذريعة المثالية والغطاء الأفضل لتهويد القدس وتمزيق الأراضي الفلسطينية، وإقامة مئات الحواجز (670 حاجزا)، التي تذل الفلسطينيين يومياً وتحول دون قدرتهم على ممارسة أبسط البديهيات في الحياة اليومية الطبيعية لأي إنسان".

وقال البرغوثي، بخصوص "حيوية السلطة الفلسطينية" ومدى فائدتها للفلسطينيين في سياق تحقيق أهدافهم الوطنية في إطار الإحباط الحالي والتعنت الإسرائيلي، وما إذا كان يرى أن الوقت قد حان لحل السلطة وتحميل إسرائيل وزر الاحتلال: "إن حل السلطة الفلسطينية ليس بهذه السهولة، خاصة وأن هناك شبكة معقدة من العلاقات بين المواطنين والسلطة التي تطورت على جميع المستويات منذ قيام السلطة الفلسطينية".

وحول مصير المفاوضات المباشرة التي تم استئنافها يوم 29 تموز الماضي في واشنطن، واستمرت في إسرائيل والأراضي المحتلة، قال البرغوثي: "إنني واثق بأنها ستبوء بالفشل، لآن سجل إسرائيل يثبت بدون شك أنها لا تريد السلام ولا ترغب في قيام دولة فلسطينية إلا على أقل من 60% من أراضي الضفة الغربية والإبقاء على أراضي الغور تحت الاحتلال والاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية وغيرها من الشروط الإسرائيلية التعجيزية".

ويعتبر البرغوثي أن الحل الوحيد هو المقاومة غير العنيفة، التي ستؤدي في نهاية المطاف لدولة واحدة وثنائية القومية.

من جهتها رفضت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، الأربعاء، التعليق على سؤال وجهته القدس دوت كوم، بخصوص تقييمها لإنجازات اتفاقات أوسلو مكتفية بالقول أن المساعي من أجل السلام لا تزال قائمة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن مساء الأحد، حيث بحثا جهود استكمال مباحثات التسوية السلمية مع الإسرائيليين.