طبيبة عراقية تحذر من تزايد التشوهات الخلقية للمواليد
وكالة الحرية الاخبارية - بسبب مادتي اليورانيوم المستنفد والفوسفور الأبيض اللتين استخدمتا في حرب 2003
وجهت طبيبة الأطفال العراقية، الدكتورة سميرة العاني، نداء إلى منظمة الصحة العالمية لنشر بيانات إحصائية تقول الطبية إن المنظمة جمعتها بخصوص التشوهات الخلقية للمواليد الناجمة عن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق.
وذكرت الدكتورة العاني أن نتائج الإحصاء الذي أجرته منظمة الصحة لم تنشر حتى الآن لأسباب غير معلومة.
وقالت: "قبل حوالي أكثر من سنة أو أكثر من سنة ونصف سمعنا بموضوع مسح تحاول منظمة الصحة العالمية القيام به لإحصاء عدد الأطفال المشوهين وعدد الولادات المشوهة في عدة مناطق في العراق شملت حوالي ست أو سبع محافظات من شمال العراق إلى جنوبه".
تعدد التشوهات الخلقية
وأضافت الطبيبة، التي تقيم وتعمل في الفلوجة: "لم تنشر نتائج الدراسة حتى الآن، لأسباب نجهلها. نحن في مدينة الفلوجة أحصينا عدداً لا يستهان به من التشوهات. وسبق أن أجرينا دراسة في 2010 بينت أنه حوالي 144 طفلاً مشوهاً يولد من بين كل 1000 ولادة حديثة، وطبعاً هذا العدد تقريبي، لأنه من المستحيل إحصاء كل الأعداد".
وتولت الطبيبة الإشراف على المسح الذي أجراه مستشفى الفلوجة التعليمي العام، وتبين منه ارتفاع معدلات التشوه الخلقي للمواليد.
وذكرت الدكتورة العاني أنها سجلت عدداً غير طبيعي من المواليد المصابين بعيوب خلقية في القلب والجهاز العصبي المركزي والحبل الشوكي والمخ، علاوة على حالات الشفة الأرنبية وسقف الخلق المشقوق.
وتعمل العاني طبيبة للأطفال في الفلوجة منذ عام 1997. وكتبت الطبيبة في ندائها إلى منظمة الصحة العالمية أنها سجلت حالات التشوه الخلقي للمواليد منذ عام 2006 بعد أن لاحظت زيادة في عدد المواليد الذين يولدون بعيوب خلقية.
وشددت على ضرورة الإسراع بنشر نتائج المسح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية. وقالت: "من أولوياتنا أن تكون نتيجة هذا المسح معروفة حتى نكون على بينة كأطباء أو كمجتمع عن الوضع".
اليورانيوم المستنفد والفوسفور الأبيض
ويقول مسؤولون عراقيون إن معدلات الإصابة بالسرطان والأجنة المشوهة زادت بشكل حاد. ويشتبه كثيرون في أن تلك المشاكل الخطيرة ناجمة عن أنواع الذخائر التي استخدمت في العراق خلال سنوات الحرب، إلا أنه ما من أدلة تثبت عن طريق التجارب صحة هذه الشكوك.
وتم توثيق استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد في حرب تحرير الكويت عام 1991 وفي الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكن المسؤولين العراقيين يقولون إن من الصعب إثبات الصلة بين المعدن المشع ومشاكل العراقيين الصحية.
واليورانيوم المستنفد معدن عالي الكثافة يستخدم في القذائف الخارقة للدروع. وتقول وزارة الدفاع البريطانية إن ما من دليل علمي أو طبي يعول عليه يثبت علاقة اليورانيوم المستنفد بالمشاكل الصحية.
ومن جهتها، أقرت القوات الأميركية بأنها استخدمت في العراق مادة الفوسفور الأبيض في غزو العراق. وتسبب هذه المادة حروقاً شديدة، لكن القانون لا يعتبرها سلاحاً كيماوياً.