اوباما يأمر الجيش بإعداد خيارات لضرب آلة النظام السوري الحربية واجتماع عسكري دولي في الاردن قريباً
وكالة الحرية الاخبارية - ازدادت المؤشرات في الساعات الـ24 الماضية الى احتمال تدخل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عسكرياً لضرب الآلة العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بالرغم من تلميح الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الى ان بلاده لن تقدم على التدخل الا بقرار من الامم المتحدة وبعد التثبت من ان نظام الرئيس الاسد قد استخدم فعلاً اسلحة كيميائية ضد مدنيين سوريين. وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل اليوم السبت إن الجيش يستعد لتلقي أمر محتمل من الرئيس اوباما لضرب أهداف في سورية.
وفيما اعلن رسمياً في العاصمة الاردنية عمان ان اجتماعا سيعقد في الايام المقبلة لرؤساء اركان جيوش دول غربية وعربية"لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري"، وردت امس تقارير عن تعزيز الاولايات المتحدة قواتها البحرية في البحر الابيض المتوسط فيما وصلت ممثلة الامم المتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين السبت الى دمشق للتفاوض حول سبل اجراء تحقيق بخصوص اتهامات المعارضة السورية للنظام باستخدام اسلحة كيميائية في منطقة غوطة دمشق فجر الاربعاءالماضي.
وكان اوباما الذي اعلن في الماضي "ان استخدام اسلحة دمار شامل (في سورية) سيكون خطاً احمر"، قال امس ان "ما شاهدناه (في سورية) يدل على ان هذا بوضوح امر مثير لقلق خطير".
وتابع هاغل على متن رحلة إلى آسيا أن الرئيس أوباما طلب من الجيش إعداد مجموعة من الخيارات في سورية حسبما أفاد المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) مساء أمس.
وقال هاغل: "وزارة الدفاع لديها مسؤولية توفير خيارات للرئيس للتعامل مع حالات الطوارئ، وهذا يتطلب نشر قواتنا ونشر مصادر قوتنا لنتمكن من تنفيذ خيارات مختلفة - مهما كانت الخيارات التي سيختارها الرئيس".
ورفض هاغل مناقشة أي خيارات محددة، ولكن تقارير أخرى قالت إن البحرية الأميركية تعزز وجودها في منطقة البحر المتوسط.
ودعا وزير الدفاع إلى إجراء تحقيق سريع لتحديد "ما حدث بالضبط" في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من جانب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف "نحن لا نزال نقيم هذا".
وكان أوباما قد قال في مقابلة حصرية مع شبكة "سي ان ان " الاميركية بثت الجمعة إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على "الاعمال الوحشية" المزعومة من جانب الحكومة السورية. وسئل اوباما عما اذا كانت الحكومة الأميركية تواجه الآن إطارا زمنيا أكثر قصرا بشأن اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بسورية، فرد مرارا بقوله "نعم".
وحول ما تردد عن مزاعم المعارضة السورية عن قيام قوات الأسد باستخدام أسلحة كيميائية، ما أسفر عن مقتل 1300 شخص، قال إن المسؤولين الأميركيين يقومون "الآن بجمع المعلومات.. نرى مؤشرات الى أن هناك حدثا كبيرا مثار قلق شديد".
وحذر من أن الحرب الأهلية السورية تمس جوهر المصالح الوطنية للولايات المتحدة "حيث نسعى للتأكد من عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وعلى الحاجة لحماية حلفائنا وقواعدنا في المنطقة".
وقال أوباما إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتورط فعليا في سورية من دون دعم من الأمم المتحدة وتحالف دولي.
وأضاف أن "القفز" في مثل هذه الحالات يجعل الولايات المتحدة تغرق في "تدخلات باهظة الثمن للغاية وصعبة التكلفة".
وفي اطار التحقيق في احتمال استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية ضد المدنيين وصلت ممثلة الامم المتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين السبت الى دمشق للتفاوض حول سبل اجراء التحقيق.
وذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية السبت ان ثلاثة اشخاص على الاقل من الذين تعرضوا للهجوم المزعوم بالغازات السامة في منطقة غوطة دمشق فجر الاربعاء هُرِبوا الخميس الاى الاردن حيث ستساعد فحوص لعينات من دمائهم وبولهم في معرفة ان كان غاز سام قد استخدم ضد مئات الاشخاص.
من جهة اخرى ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم ان الولايات المتحدة اعادت موضعة قواتها البحرية في البحر الابيض المتوسط لاعطاء الرئيس اوباما خيار توجيه ضربة عسكرية الى سورية. ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول دفاعي تحدث اليها بشرط عدم الكشف عن اسمه ان البحرية الاميركية ستضيف مدمرة رابعة الى مدمراتها الثلاث الموجودة حالبا في البحر المتوسط. واضاف المسؤول ان قائد الاسطول السادس الاميركي قرر ابقاء المدمرة "يو اس اس ماهان" الحاملة لصواريخ كروز في المنطقة رغم انه كان من المقرر بالنظر الى اكمال فترة مناوبتها ان تعود الى قاعدتها في نوفولك بولاية فرجينيا.
واجتمع مسؤولون كبار من وزارة الدفاع (البنتاغون)، ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات لثلاث ساعات ونصف الساعة في البيت الابيض الخميس للتداول بشأن الخيارات التي قال مسؤولون انها يمكن ان تتراوح بين ضربة بصواريخ كروز وحملة جوية اكثر ديمومة ضد سورية.
واعلن مصدر عسكري اردني مسؤول الجمعة ان اجتماعا سيعقد في الاردن خلال الايام القليلة المقبلة لرؤساء هيئات الاركان في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية قوله انه "بدعوة من رئيس هيئة الاركان الاردنية المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد اوستن سيعقد اجتماع في الاردن خلال الايام القليلة القادمة".
واضاف ان "الاجتماع سيحضره رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا".
واوضح ان "هذا الاجتماع سيشكل فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة لبحث الامور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الاحداث الجارية خاصة الازمة السورية وتأثيراتها بالاضافة لبحث اوجه التعاون العسكري بين هذه الدول والمملكة الاردنية الهاشمية بما يحقق ويحفظ أمن الاردن وسلامة مواطنيه".