الاحتلال يصادر لقمة عيش سائق ويحتجز مركبته
وكالة الحرية الاخبارية -وكالات- "أنت تجاوزت الخط الابيض".. التهمة التي وجهها ضابط اسرائيلي للمواطن شادي خالد طحاينة، خلال قيادته مركبته العمومي متوجها لمدينة رام الله لنقل دفعة من الركاب الذين فندوا مع السائق مزاعم الضابط المتمسك بروايته، وخلال دقائق معدودة دفع المواطن طحاينة الثمن، مصادرة مركبته واحتجازها لمدة شهر وتغريمه بمبلغ كبير.
طحاينة (35 عاما) من بلدة سيلة الحارثية بجنين، يعمل سائقا على خط جنين رام الله منذ 7 سنوات، أوضح في حديث لمراسلنا، انه بتاريخ 12-8، وخلال نقله لركاب من جنين فوجيء لدى وصوله لمنطقة واد الحرامية باعتراض دورية عسكرية له على حاجز طيار وسط المنطقة، أضاف "طلب مني الضابط رخصتي واوراقي وهويتي، ثم فوجئت به يقول هناك معلومات وصلتنا بأنك تجاوزت الخط الابيض، وهذه جريمة خطيرة سنعاقبك عليها".
كلمات الضابط الاسرائيلي، اثارت غضب وسخط السائق والركاب، الذين أكدوا أن طحاينة قاد مركبته بشكل طبيعي والتزم بالتعليمات ولم يتجاوز الخط الابيض، ولكنه لم يبدِ ادنى اهتمام، وقال "لدينا شهود من الجيش والشرطة، وكل كلام آخر كذب ومفبرك ومرفوض".
لم تجدِ محاولات طحاينة والركاب في تغيير موقف الضابط الذي سرّع في تنفيذ اجراءات صارمة بحق مالك المركبة، وقال طحاينة "ارغمنا الضابط على مغادرة السيارة، وابلغني بقرار احتجازها لمدة 30 يوما، وإلزامي بدفع مبلغ 65 شيقلا يوميا اجرة الارضية التي تحتجز فيها المركبة، ودفع اجرة الشاحنة الاسرائيلية التي ستنقل سيارتي لمكان الحجز".
لم يكتفِ الضابط الاسرائيلي بذلك، فسحب رخصة طحاينة لمدة شهر، وحرر له مخالفة 3 الاف شيقل، وأضاف "أنه عقاب وانتقام قاس تحت يافطة القانون والسلامة على الطرق، فالشرطة والجيش الاسرائيلي يتلذذون في ملاحقتنا واستهدافنا وفرض القوانين والاجراءات التعسفية الظالمة".
واوضح "على مدار سنوات عملي كسائق، لم تحرر لي مخالفة واحدة، لالتزامي بالقوانين والانظمة ليس خوفا من جيش وشرطة الاحتلال، وانما لانها تحافظ على حياتي ولقمة عيشي وكذلك سلامة الركاب وهذه مهمتي ووسيلتي للعيش، واعتبرُ خرق القانون من المحرمات لدي لأن تبعاته ونتائجه خطيره على السائق والركاب".
تجربة السائق طحاينة، نموذج لما يعانيه قطاع المركبات والسائقون في فلسطين بسبب الصعوبات الكثيرة والاستفزازية من قبل الشرطة الاسرائيلية دون مبرر، وقال طحاينة "الاحتلال يركز على هذه الممارسات في فترات المناسبات، خاصة في فترة رمضان والاعياد، لتنغيص حياتنا وتدمير مصدر رزقنا دون ادنى اهتمام من احد".
واضاف "منذ ايام، وحياتي مأساة كبيرة فلا يوجد أي مصدر رزق لي، وكل يوم تتكرر المأساة ذاتها مع السائقين، فلمن نلجأ ولمن نتوجه ؟ ومن سيحل مشاكلنا؟ كل يوم نواجه فخ ومشكلة جديد.. دفع غرامات واحتجاز وتوقيف".
وناشد طحاينة الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة المواصلات التدخل الفوري لوضع حد لما تقترفه الشرطة الاسرائيلية بحق السائقين الفلسطينيين، وقال "خسائر مضاعفة ندفعها يوميا، ولا ادري كيف سأسد المبلغ وارعى اسرتي، إنها كارثة وآمل من المسؤولين حلها لانه في كل يوم تتفاقم معاناتنا وتتراكم الديون علينا"، متسائلا "الى متى سيبقى الاحتلال يتحكم حتى بحركتنا وحياتنا؟".