السجن المؤبد لقائد الجيش في قضية الانقلاب على أردوغان
وكالة الحرية الاخبارية - أصدر القضاء التركي في سيليفيري بالقرب من اسطنبول اليوم الاثنين، أحكاما في قضية شبكة أرغينيكون الانقلابية حيث حكم بالسجن مدى الحياة على رئيس الأركان التركي السابق ايلر باشبوغ وضباط سابقين في الجيش متهمين بالسعي للإطاحة بالحكومة التركية.
ومن بين المحكومين القائد السابق للفرقة الأولى في الجيش هورسيت طولون الذي أدين مع آخرين بمحاولة قلب النظام الدستوري بالقوة.
وأسقط القضاء التهم عن 21 متهماً وحكم بالسجن على ثلاثة برلمانيين معارضين بالسجن لمدد تتراوح بين 12 و35 عاما، وذلك في سياق محاكمة 275 شخصاً.
وهذا أول حكم من سلسلة محاكمات مثيرة للجدل، تهدف منذ خمس سنوات إلى إحباط مؤامرات مفترضة ضد الحكومة الإسلامية المحافظة.
واعتقل عشرات المتهمين بين جنرالات وصحافيين وزعماء عصابات إجرامية منذ 2007 يحاكمون منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008 في إطار هذه المحاكمة التي نددت بها المعارضة العلمانية.
ومن بين المتهمين الـ275، يوجد 66 حاليا في السجن وتجري المحاكمة في محكمة سيليفري على مسافة خمسين كلم غرب اسطنبول.
ووجهت عشرات الاتهامات إلى شبكة "أرغينيكون" التي تحمل اسم السهل الأسطوري في آسيا الوسطى من حيث يتحدر الشعب التركي، تتراوح بين تدبير انقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ 2002، وبإضرام حرائق وحيازة أسلحة بصفة غير شرعية.
والبيان الاتهامي الواقع في 2455 صفحة يتهم أعضاء الشبكة التي يعتبرها مجموعة من القوميين المتطرفين الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة في تركيا، بالتخطيط لشن سلسلة من الهجمات وأعمال عنف سياسية على مدى عقود لإثارة الفوضى في البلاد.
وطلب الادعاء إنزال أحكام قاسية بالانقلابيين المفترضين، والحكم بالسجن مدى الحياة على 64 منهم بتهمة "محاولة قلب النظام الدستوري بالقوة".
ومن بين المتهمين قائد الأركان السابق الجنرال ايلكر بسبوغ الذي قاد الجيش التركي بين 2008 و2010 والذي ينفي كل التهم الموجهة إليه وتمت تبرئته.
وفي حين تعتبر المعارضة العلمانية هذه المحاكمة الطويلة التي بدأت عام 2008 مطاردة تهدف إلى إسكات منتقدي حكومة أردوغان، فإن الأوساط المؤيدة للحكومة تشيد بها وترى فيها خطوة نحو الديمقراطية في تركيا حيث قام الجيش بثلاثة انقلابات دامية في 1960 و1971 و1980.
واثنان من المتهمين مصطفى بلباي ومحمد هبيرال انتخبا نائبين لأكبر حزب معارض (حزب الشعب الجمهوري، علماني) في 2011 خلال اعتقالهما لكنهما ما زالا مسجونين.
محاكمة مثيرة وحضور بالآلاف
ومن المتوقع أن يحضر الآلاف من أنصار المتهمين الاثنين إلى المحكمة، حيث عمدت السلطات التركية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية فضاعفت عدد الحواجز المعدنية، تحسباً لحصول اضطرابات. وحذر محافظ اسطنبول حسين عوني موتلو الجمعة من أنه لن يسمح بالتظاهر أمام المحكمة الاثنين.
وقال في مؤتمر صحافي إن "كل التجمعات والحشود التي تشكل في سيليفري ستعد غير قانونية"، مؤكدا أنه سيتم نشر الشرطة والدرك في المكان، مؤكدا أنه لن يسمح بدخول المحكمة سوى للمتهمين ومحاميهم والصحافيين وأعضاء البرلمان.