مفاوضات سلام مباشرة بين أمريكا وطالبان بالدوحة
وكالة الحرية الاخبارية - أكد مسؤولون بارزون بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستعقد مفاوضات سلام مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة مع حركة طالبان الأفغانية.
ومن المقرر أن يعقد أول اجتماع بين الطرفين في الأيام القليلة المقبلة في الدوحة حيث افتتحت حركة طالبان مكتبا سياسيا لها أمس الثلاثاء.
وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد قال إن حكومته تزمع إيفاد مندوبين إلى قطر للتفاوض مع حركة طالبان.
ويتزامن الإعلان عن إطلاق المفاوضات مع الحركة مع تسليم حلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية في كامل الأراضي الأفغانية للقوات الأفغانية الحكومية.
ولكن بالرغم من افتتاح مكتب لها في الدوحة، ليس هناك ما يضمن بأن مقاتلي الحركة في الميدان سيمتثلون لما ستتمخض عنه المفاوضات.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الجانبين سيناقشان موضوع تبادل الأسرى ضمن مواضيع أخرى، ولكن كلا من الجانبين سيستغل الأسابيع الأولى من المفاوضات في استكشاف نوايا ومطالب الجانب الآخر.
ويشترط الأمريكيون أن تنبذ حركة طالبان العنف وتقطع علاقاتها "بتنظيم" القاعدة وتحترم الدستور الأفغاني - بما في ذلك احترام حقوق النساء والأقليات - قبل الإنخراط في المفاوضات.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحفيين إن الاجتماع الرسمي الأول بين ممثلي الطرفين سيعقد الأسبوع المقبل، بينما تنطلق بعد ذلك بأيام المفاوضات بين ممثلي الرئيس كرزاي والحركة.
في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أمريكيون أن أربعة جنود أمريكيين قتلوا في هجوم شنه مسلحون على قاعدة باغرام الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة الأفغانية كابول.
ويوصف مستوى الثقة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بأنه "متدني" في أحسن الأحوال.
فالحركة كانت ترفض في الماضي بإصرار التحدث إلى الرئيس كرزاي وحكومته معتبرة إياهم دمى أمريكية.
ولم يدل معصوم ستانكزاي، أمين عام المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، بالموعد الذي ستنطلق فيه المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، ولكنه قال إنها ستبدأ "في غضون أيام."
وقال ستانكزاي لبي بي سي إنه من الحيوي أن تشعر الأطراف "بالثقة والارتياح" عند انطلاق العملية التفاوضية.
وأضاف "الوضع المثالي أن تنتقل المفاوضات إلى أفغانستان، فالموضوع موضوع أفغاني، والأفغان وحدهم هم الذين ينبغي أن يقرروا مصير بلادهم."
وأكد المسؤولون الأمريكيون من جانبهم أن هذه خطوة أولى في طريق طويلة ليست مضمونة النتائج.
وعقب حفل إفتتاح مكتب طالبان في الدوحة الثلاثاء، والذي حضره مسؤولون من الحركة والحكومة القطرية، قال ممثل طالبان محمد نعيم للصحفيين إن الحركة ترغب في إقامة علاقات طيبة مع كل الدول المجاورة لأفغانستان.
وجاء في بيان أصدرته الحركة "لا تريد إمارة أفغانستان الإسلامية أن تكون أفغانستان مصدر تهديد لأي من دول الجوار، ولن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخرى."
ومضى البيان للقول "نريد حلا سياسيا سلميا ينهي احتلال أفغانستان ويضمن قيام نظام حكم إسلاميا ويحقق الأمن في عموم البلاد."
وأكدت العاصمة الأمريكية واشنطن إن هذه العبارات هي التي كان ينتظرها المسؤولون الأمريكيون من حركة طالبان.
وقال مسؤول أمريكي إن وفد حركة طالبان إلى مفاوضات الدوحة سيمثل أيضا شبكة حقاني.
ولكن القائد الأعلى للقوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان، الجنرال جوزف دانفورد، أعرب عن شكوك في رغبة شبكة حقاني بتحقيق السلام.
وقال للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية بواشنطن عن طريق الهاتف من العاصمة الأفغانية كابول "إن الذي رأيته عن شبكة حقاني يجعل من العسير عليّ أن أصدق بأنها تؤمن بالمصالحة."
في غضون ذلك، سلم حلف شمال الأطلسي الثلاثاء المسؤولية الأمنية الكاملة في أفغانستان للقوات الأفغانية للمرة الأولى منذ الغزو والاحتلال الأمريكي للبلاد في عام 2001.
وقال الرئيس كرزاي في حفل أقيم بهذه المناسبة في كابول إنه اعتبارا من يوم الأربعاء "ستقود قواتنا الأمنية والعسكرية كل العمليات الأمنية في البلاد."
ومن المقرر أن تبقى القوات الغربية مرابطة في أفغانستان حتى نهاية العام المقبل 2014، وتوفر الدعم العسكري للقوات الأفغانية عند الحاجة حتى ذلك التاريخ.
وقول مصادر إعلامية في كابول إن الرئيس كرزاي كان قد عبر عن غضبه من المحاولات الأمريكية والقطرية السابقة للتفاوض مع حركة طالبان دون إستشارة حكومته.
ويضيف سرواري أن ثمة مخاوف في الدوائر الحاكمة في كابول من أن تستخدم الحركة مكتبها الجديد في قطر من أجل جمع الأموال.
وكان الأمريكيون قد حاولوا في السابق التفاوض مع الحركة، ولكنهم لم يجروا مفاوضات مباشرة معها قط.
في مارس / آذار 2012، قالت طالبان إنها قررت تعليق المفاوضات التمهيدية مع واشنطن معتبرة أن محاولة الأمريكيين إشراك حكومة كابول فيها عقبة رئيسية.