اختفاء شاب من طوباس ولغز لم يحل منذ ثلاثة أشهر...أخر كلماته كانت..أنا في مشوار وممكن أتأخر وممكن ما أتأخر...
وكالة الحرية الاخبارية -وكالات- انقلبت أحوال عائلة أبو عرة في قرية عقابا بمحافظة طوباس رأسا على عقب منذ 28-2-2013 عقب اختفاء نجلها أحمد أبو عرة (29 عاما) في ظروف غامضة، وفشل كل محاولات العثور عليه حتى الآن، مما فتح الباب على تكهنات كثيرة.
ويقول شقيقه جمال لمراسلنا "أحمد يعمل جنديا في الأمن الوطني في منطقة قلقيلية، وفي يوم اختفائه عاد لمنزله قادما من عمله كالمعتاد في السادسة مساءً، ثم خرج من المنزل كعادته للقاء أصدقائه بشكل طبيعي ودون أي مؤشرات لمشكلة ما".
ويضيف "في التاسعة مساء وصلت رسالة نصية من جواله لزوجته كتب فيها "أنا في مشوار وممكن أتأخر وممكن ما أتأخر.. ما بعرف شو ممكن يصير"، ثم حاولت زوجته الاتصال به ففتح الخط لأربعين ثانية سمعت خلالها صوت أرجل ورياح ثم انقطع الخط دون أن يرد أحد وأقفل الهاتف.
ويشير إلى أن زوجته حاولت الاتصال به أربع مرات بعد ذلك، وكان الهاتف يرن خلالها ولكن بعد ذلك تم إغلاق الهاتف بشكل نهائي.
ويقول والده ياسر أبو عزة إن "تتبع GPS للهاتف النقال أعطى إشارة إلى وجوده في منطقة وادي النار بين بيت لحم والقدس، ولكن سرعان ما اختفت الإشارة"، كما تم التواصل مع الارتباط، حيث نفى الاحتلال الإسرائيلي أن يكون أحمد معتقلا لديه.
يذكر أن منطقة وادي النار منطقة جبلية وعرية تقع بين مدينة القدس وبيت لحم ؛ ويقع فيها طريق وادي النار الوعر الذي يعد الممر الوحيد من وسط الضفة إلى جنوبها ولا يتم الوصول لها إلا من خلال المرور من خلال حاجز الكونتينر العسكري.
إشارات متضاربة
وتشير والدته التي تختلط في ذاكرتها مخاوف مشروعة بعد كل هذا الغياب إلى أن الفترة الماضية حملت إشارات متضاربة حول مكان وجوده.
وتقول: "بعد أن نشرنا صوره جاءتنا اتصالات عديدة عن مكان وجوده؛ وأكد لنا شهود عيان تواجده في منطقة جفنا قرب رام الله وذهبنا للبحث عنه هناك لأسبوعين متتاليين دون جدوى".
وتشير إلى اتصال آخر جاء حول تواجده في نابس، ولكن تبين بعد ذلك أنها مجرد إشاعات ولم نتمكن طوال الشهور الثلاثة الماضية من الوصول لشيء.
وتستعرض والدته مأساتها في ظل غياب نجلها وتؤكد أنها لا تنام وهي تتخيل كوابيس حول مصير ابنها؛ ولكنها تؤكد أن ثقتها بالله كبيرة وأنها لن تقطع الأمل.
بحث أمني دون جدوى
ويؤكد جمال شقيق أحمد وجود تقصير من قبل الأجهزة الأمنية في متابعة البحث عنه؛ ويقول: "في الفترة الأولى لاختفائه قامت الأجهزة الأمنية بعمليات بحث وتمشيط في المنطقة وشكلت فريقا لمتابعة قضية اختفائه".
وأضاف "ولكن بعد شهر ونصف من اختفائه دخل ملفه في دائرة النسيان ولم نتلق أي اتصالات منذ نحو شهر حول نتائج البحث والعمليات التي تجري في هذا الإطار".
ويقول قائد منطقه جنين وطوباس العقيد ركن المهندس محمد الأعرج إن الأجهزة الأمنية تتحرك في متابعة قضية اختفاء أبو عرة بكل الاتجاهات.
ويضيف أن قواته قامت بعمليات بحث واسعة في السهول والجبال الواصلة ما بين بلدة عقابا وبلدة رابا، كما قامت بعمليات بحث أخرى في مناطق مختلفة من الضفة.
وأشار إلى أن الموضوع متابع شخصيا من قبل قائد قوات الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان؛ وأن الأجهزة الأمنية بعد الفشل في العثور عليه نتيجة عمليات التمشيط شكلت فريقا يقوم بمتابعة الملف بطرق أمنية عديدة. وأعرب عن قناعته بأنه في نهاية المطاف سيتم حل هذا اللغز وكشف الحقيقة.