والد الدرة:اسرائيل قتلت ابني بدم بارد وهي تحاول دائما اخفاء الحقائق
وكالة الحرية الاخبارية - وكالات- بعد مضي ثلاثة عشر عاماً ...قصة استشهاد الطفل محمد الدرة تطفو على السطح، في روايةٍ إسرائيلية جديدة تنفي مسؤوليتها عن قتله بدم بارد وهو في حضن والده بداية انتفاضة الأقصى وتحديداً في الثلاثين من أيلول/سبتمبر2000 على مفرق الشهداء "نتساريم"سابقاً.
محمد جمال الدرة طفل فلسطيني من موالد عام 1988 في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، اغتالته إسرائيل بدم بارد في مشهد وثقه المصور طلال أبو رحمة في 30أيلول/سبتمبر2000 مع انطلاق الانتفاضة الثانية في شارع صلاح الدين على مفرق الشهداء، أو ما كان يعرف آن ذاك بمفرق "نتساريم" نسبة إلى المستوطنة الإسرائيلية التي كانت جاثمة على أراضي المواطنين جنوب مدينة غزة.
الوالد جمال الدرة فند الرواية الإسرائيلية، التي ادعت أن محمد لم يقتل بنيرانها، قائلاً:"هذا كذب وادعاء وافتراء على المعلومات، إسرائيل عودتنا دائماً في كل ذكرى سنوية لمحمد تكذب وتطلع لنا بمعلومات كاذبة".
وأضاف الدرة وهو يجلس أمام قبر فلذة كبده محمد في مقبرة المخيم"عندما استشهد ابني محمد اعترفت إسرائيل بأنها قتلته، ثم بعد انتشار الصورة عبر التلفزيون الفرنسي أصيبت بالصرع والجنون على المشاهد المؤلمة، وفي حينه طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بنشر صور مقتل ابني محمد على كل تلفزيونات العالم".
وتابع :إسرائيل حاولت أن تقول إن محمد طفل إسرائيلي ووضعت على رأسه قبعة، بهدف محو الحقيقة، قائلاً:"أنا اجلس الآن أمام قبر محمد وأنا أجزم بأن إسرائيل كاذبة، وأنا جاهز للوقوف أمام لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ظروف استشهاد ابني محمد ولمعرفة الرصاص وتعينه الذي اخترق جسده، وجاهز لإخراج جثته أمام العالم كله ليعرف الحقيقة وأن إسرائيل هي من قتلته".
ويضيف: رسالتي للسيد الرئيس محمود عباس ولرئيس الحكومة في رام الله ولرئيس الحكومة المقالة في غزة، أن يقفوا إلى جانبي في هذه القضية وهي قضية شعبنا بأكمله، أناشدهم بالوقوف لمساندتي ودعم، وأطالب كل شرفاء العالم بالوقوف لمساندتي، أنا من يوم ما استشهد محمد لم يقف بجانبي أحد إلا الله سبحانه وتعالى.
ويتابع "أطلب من العالم كله بالوقوف إلى جانبي لدحض الرواية الإسرائيلية الكاذبة،"القضية واضحة وضوح الشمس، والشمس لا تغطى بغربال".
وتساءل جمال"وين وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية؟" إسرائيل جندت كل وسائل إعلامها لمحو الحقيقة.
أم محمد الدرة التي تحمل صورة نجلها الشهيد محمد بين يديها وعلامات الحزن بادية على وجهها، قالت :"ابني محمد شهيد في القبر كل فترة أنا بأروح أزوره، لو ابني مش شهيد كيف بدي ادعي انو استشهد كيف، الرواية الإسرائيلية كاذبة اليهود بيذكبوا أكثر من مرة يكذبوا كل سنة بكذبوا".
من جهته قال طلال أبو رحمة مصور التلفزيون الفرنسي القناة الثانية، الذي وثق الحدث لحظة حدوثه،:"الحقيقة لا تغطى بغربال وحتى هذه اللحظة لم يتم مساءلتي رسمياً من أي جهة كانت مهما كانت سواء إسرائيلية أو عربية أو أجنبية عدا التلفزيون الفرنسي".
وأكد أبو رحمة أن "قبر محمد الدرة موجود وما زال موجود في مخيم البريج، وأقنعت باسم التلفزيون الفرنسي أنا شخصياً جمال الدرة والد محمد الدرة وعائلته باستخراج الجثة وفحص الجثة ولكن شرطنا الوحيد هو تكوين لجنة دولية مستقلة لفحص الجثة".
وأضاف أبو رحمة:"نحن على استعداد لتحمل جميع تكاليف استخراج الجثة وحتى تكاليف اللجنة الدولية المستقلة كتلفزيون فرنسي".
وحول وجود محمد الدرة على قيد الحياة، قال ابو رحمة:"قبر محمد الدرة موجود والجثة موجودة ولكن هناك محمد درة آخر جمال الدرة رزق بطفل بعد مقتل ابنه محمد بعد سنوات(سنتين) بطفل جديد واسماه محمد، وأنا أتساءل لماذا الملك عبد الله ملك الأردن زار جمال وهو جريح في المستشفى في الأردن ولماذا السفير الأردني نسق لجمال الدرة بالسفر من مستشفى الشفاء في مدينة غزة حيث كان يعالج إلى عمان عبر جسر اللنبي لماذا كل العمليات أجريت له في المستشفيات الأردنية كل هذه استفسارات على ما اعتقد؟".
وأكد أبو رحمة أن "الملك عبد الله لم يأت لزيارة جمال الدرة إلى المستشفى الأردني لكي يتناول معه طعام الغداء".
ولفت إلى أن "التلفزيون الفرنسي اصدر بياناً رد فيه على التقرير الإسرائيلي، وهناك تأكيدات على وفاة محمد الدرة من سائق الإسعاف في مستشفى الشفاء ومن الطبيب محمد الطويل وهو متقاعد الآن ومن طبيب التشريح الشرعي عبد الرازق المصري وهو حالياً خارج غزة، ويوجد لدى التلفزيون الفرنسي صوراً لمحمد الدرة وهو في المشرحة ولقاء مع طبيب التشريح، ويوجد لدينا كثير من التصوير بعد وفاة محمد الدرة وكله عبر شاشات التلفزيون".
يشار إلى أن مشهد قتل الطفل محمد الدرة بنيران جنود الاحتلال الإسرائيل، هز مشاعر البشرية كلها، ووثق بشعة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أطفل فلسطين العزل.