بعد شهر على وقف إطلاق النار.. حماس: الاحتلال يواصل خروقاته في غزة ويسعى لتقويض الاتفاق
أكّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان صحافي اليوم الاثنين، على أنّ "إسرائيل" تواصل خروقاتها اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في شرم الشيخ، بعد مرور شهرٍ على بدء سريانه، محمّلةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تقويض الاتفاق ومحاولاته المستمرة لنسفه.
وجدّدت الحركة في مستهل بيانها شكرها للوسطاء والدول والمنظمات الدولية والإنسانية التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق، وأشادت بالمواقف الأخلاقية والإنسانية الرافضة للعدوان والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
التزام المقاومة بالاتفاق
وأوضحت الحركة أنّها، ومعها قوى المقاومة الفلسطينية، التزمت التزاماً كاملاً ودقيقاً ببنود الاتفاق منذ لحظة دخوله حيز التنفيذ، حيث سلّمت جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء خلال 72 ساعة، وواصلت بالتعاون مع الوسطاء والصليب الأحمر البحث عن جثامين الأسرى رغم الظروف الميدانية المعقدة والدمار الواسع الذي خلّفته الحرب.
وبيّنت أنّها تمكنت من العثور على 24 جثة من أصل 28، وقدّمت إحداثيات لمواقع جثامين أخرى في مناطق يسيطر عليها الاحتلال، مؤكّدةً أنّها لم تدخر جهداً لإثبات التزامها الكامل بنص الاتفاق وروحه.
خروقات الاحتلال
وفي تفصيل لخروقات الاحتلال، أشار البيان إلى أن قواته ارتكبت جرائم يومية شملت استشهاد 271 فلسطينياً، 91% منهم من المدنيين، بينهم 107 أطفال و39 امرأة، إلى جانب إصابة 622 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. بالإضافة إلى اعتقال 35 فلسطينياً، بينهم صيادون ومواطنون من المناطق الحدودية.
وقالت حركة حماس، إنّ الاحتلال يستمر بتدمير المنازل داخل المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال خلف الخط الأصفر، في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق وتجاوز خط الانسحاب المؤقت بمسافة تتجاوز 30 كيلومتراً مربعاً، مع توغلات عسكرية ووضع مكعبات إسمنتية داخل مناطق من المفترض أن تكون خالية من قوات الاحتلال.
كما أوضح البيان أنّ الاحتلال يواصل منع دخول مساعدات وكالة "الأونروا"، ما أدى إلى تكدّس أكثر من ستة آلاف شحنة إغاثية، ويمنع إدخال المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات الإيواء، إذ لم يدخل سوى شاحنة بيض واحدة خلال شهر كامل، فيما لم تتجاوز نسبة المساعدات الفعلية 40% من المتفق عليها، والوقود 8%.
وأكّدت الحركة أنّ الاحتلال يعطّل إعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء ويمنع دخول المعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية، في سياسة تهدف إلى إبقاء قطاع غزة في حالة شللٍ إنساني ومعيشي.
وفي خرقٍ آخر، يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح رغم الاتفاق على فتحه في الاتجاهين منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025، ما فاقم معاناة آلاف العالقين والمرضى والطلبة.
تحريض على الحرب والتمثيل بالجثامين
وأدانت الحركة التمثيل بجثامين الشهداء الفلسطينيين الذين أُعدم بعضهم ميدانياً أو دُفنت جثثهم تحت جنازير الدبابات، واعتبرت ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأشار البيان إلى أنّ الاحتلال ما زال يراوغ في تقديم الكشوف النهائية للمعتقلين الفلسطينيين، مع وجود أكثر من 1,800 مفقود من غزة لم يُعرف مصيرهم بعد، واستمرار اعتقال الممرضة تسنيم مروان الهمص وعددٍ من النساء والأطفال.
حماس: نطالب بوقف المجازر وضمان إدخال المساعدات
وأكّدت الحركة على التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وبمسؤوليتها الوطنية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، داعيةً الوسطاء والدول الضامنة والمجتمع الدولي إلى تحركٍ فوري وجادٍّ لإلزام الاحتلال بوقف خروقاته ورفع الحصار وإدخال المساعدات وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية والكرامة.
وطالبت الحركة بوقف المجازر والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والالتزام بخط الانسحاب المؤقت المتفق عليه، ومنع أي تجاوز أو توغل جديد.
كما شددت على ضرورة إدخال المساعدات والوقود بالكميات المتفق عليها، وتمكين وكالة "الأونروا" من العمل بحرية كاملة داخل القطاع.
ودعت حماس إلى فتح معبري رفح وزيكيم لتسهيل مرور المساعدات وحركة المواطنين، والسماح بدخول 300 ألف خيمة إيواء، والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتشغيل محطة توليد الكهرباء.
كما طالبت بالكشف الفوري عن مصير جميع المعتقلين والمفقودين من أبناء غزة، والسماح بدخول الفرق الطبية والإنسانية والإعلامية لتقديم خدماتها بحرية داخل القطاع.