وسط أزمة انتقال عناصر القسام من رفح.. مديرة الاستخبارات الأمريكية تصل إلى مركز التنسيق في "إسرائيل"

قامت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد، الاثنين، بزيارة مفاجئة إلى مركز التنسيق المدني العسكري الذي تديره واشنطن في إسرائيل .

وجاءت الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه القوات الأمريكية على تخطيط وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت غابارد لشبكة "فوكس نيوز" عن مركز تنسيق الشؤون الإنسانية: "إنه مثال حي على ما يمكن أن يحدث عندما تتحد الدول من أجل مصالح مشتركة مع التأثير المحتمل للسلام الدائم الذي يعود بالنفع على الأجيال القادمة".

وأضافت غابارد أنه ولأول مرة منذ جيل، يسود شعور حقيقي بالأمل والتفاؤل ليس فقط في إسرائيل، بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، موضحة أن الفضل يعود في ذلك إلى قيادة الرئيس ترامب والأساس الذي مهد له من خلال اتفاق السلام التاريخي الذي أبرمه.

وكشفت مديرة الاستخبارات الوطنية أن 16 دولة و20 منظمة غير حكومية تعمل حاليا جنبا إلى جنب كجزء من هذه القوة المدنية والعسكرية متعددة الجنسيات التي تهدف إلى جلب الاستقرار إلى غزة، في حين تفتح فصلا جديدا في الشرق الأوسط.

وذكرت غابارد "يجب على الشعب الأمريكي أن يعلم أن الوجود الأمريكي في مركز تنسيق الشؤون الإنسانية يتعلق بالقيادة والتنسيق والخدمة".

ولفتت المسؤولة الأمريكية إلى أنه وخلال محادثاتها مع قادة في مختلف أنحاء المنطقة بما في ذلك في المنامة، تكلم الناس بصراحة وأمل عن مستقبل لا يحدده الصراع، بل التعاون والاستقرار، مؤكدة أن "التقدم ممكن في ظل قيادة قوية ورؤية مشتركة للسلام".

واختتمت غابارد تصريحاتها قائلة: "إنها مهمة صعبة تتطلب تواصلا واضحا وتنسيقا وشفافية، فالاستخبارات لا تدعم الأمن فحسب، بل تدعم أيضا تحقيق السلام والاستقرار الدائمين لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وغابارد التي زارت أيضا معبر كرم أبو سالم على حدود غزة، هي آخر مسؤول في إدارة ترامب يزور إسرائيل في إطار جهود أوسع لضمان نجاح خطة السلام.

وتأتي زيارتها في أعقاب زيارات مماثلة لنائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.

وسيعمل مركز التنسيق على دعم جهود تحقيق الاستقرار داخل غزة وتسهيل المساعدات الإنسانية والأمنية التي هي قيد التطوير كجزء من خطة السلام الأوسع لإدارة ترامب.

ومن المتوقع أن يلعب تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق دورا حاسما في نجاح وقف إطلاق النار، وهو أحد الأسباب التي دفعت غابارد إلى السفر إلى إسرائيل لرؤية العمليات بنفسها.

وفي السياق، عرضت الولايات المتحدة على أعضاء حماس المسلحين ممرا آمنا من مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة خلف ما يعرف باسم "الخط الأصفر"، إلى أجزاء تسيطر عليها الحركة.

وكان الهدف من العرض الأمريكي الذي نقل إلى حماس الأربعاء عن طريق وسطاء مصريين وقطريين، تثبيت وقف إطلاق النار وإخلاء نحو نصف قطاع غزة الذي تسيطر عليه إسرائيل من مسلحي حماس، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لموقع "أكسيوس" الإخباري.

وفي هذا الصدد، قالت "القناة 12" العبرية إن إدارة ترامب تمارس ضغوطا على إسرائيل للسماح بمرور 200 من مقاتلي حماس محتجزين في مسار تحت الأرض في رفح.

ووفق المصدر ذاته، تتمثل الحجة الرئيسية للأمريكيين في أن أي حوادث مع عناصر من حماس يهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي ستتطلب ردا إسرائيليا، وذلك قد يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار.

وفي المناقشات الدائرة في إسرائيل، يجري الحديث بالفعل عن حجج إضافية من جانب المؤسسة الأمنية على سبيل المثال "بعد أن يغادر عناصر حماس سيكون من الممكن دخول هذه الأنفاق وتدميرها، وحتى قبل التحقيق فيها".

وحسب الصحيفة، وضعت حماس شرطا لإسرائيل مفاده بأنه إذا لم تسمح إسرائيل لعناصرها المتواجدين تحت الأرض هناك بالمغادرة، فلن تتمكن تل أبيب من استلام جثث جميع الأسرى القتلى.