تدمير 80% من المساكن.. ركام غزة شاهد على أعنف عدوان إسرائيلي في القطاع
شهد قطاع غزة على مدار عامين واحدة من أعنف موجات الدمار في تاريخه، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي حوّل أحياء كاملة إلى ركام، حيث تضررت البنية التحتية بشكل شبه كامل، وعاش الفلسطينيون أوضاعًا إنسانية مأساوية، في قلب الدمار والرماد.
تحولت الشوارع إلى ذكريات لأحياء كانت تنبض بالحياة، وسط خراب شامل، ورغم هذا لم يمنع أهالي القطاع من نزوحهم من الجنوب إلى الشمال، حيث يقف أطفال غزة يبحثون عن ألعابهم بين ركام منازلهم المهدمة بعد عودتهم إلى شمال القطاع بعد اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار.
وعن أوضاع البنية التحتية فى قطاع غزة بعد توقف الحرب، قال عاهد فائق بسيسو، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، اليوم السبت، إن الحكومة تعمل على حصر شامل للأضرار في قطاع غزة، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة على الأرض.
وأضاف "بسيسو"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحصر يشمل جميع القطاعات، بدءًا من الإسكان، والطرق، والمباني العامة، والاقتصاد، وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، مشيرًا إلى أن الدراسة التي أُجريت تُظهر حجم الدمار الناجم عن الحرب في غزة.
وأوضح أن قطاع الإسكان تضرر بشكل كبير، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة بالكامل نحو 300 ألف وحدة من أصل 500 ألف وحدة، إضافة إلى وجود 100 ألف وحدة أخرى تعرضت لأضرار جزئية، بما يعادل 80% من الوحدات السكنية في القطاع.
كما أشار إلى أن أكثر من 85% من شبكة الطرق، خاصة الطرق الرئيسية التي تربط بين المدن، تعرضت للدمار، مؤكدًا أن حجم الأضرار في قطاع الإسكان يتجاوز 85%.
وبيّن "بسيسو" أن مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي كانت قد قدرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 53 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر، أي قبل بدء العدوان الأخير الذي أعقب هدنة سابقة، مشيرًا إلى أن التكلفة الآن قد تتجاوز 70 مليار دولار نتيجة الأضرار الإضافية.
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، إن الحكومة أعدت خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تشمل جميع الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة التي قدمت خطة متكاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية المتضررة بشدة.
وأشار إلى أن الدمار في القطاع الصحي تجاوز 75%، حيث توقف عن العمل أكثر من 28 مستشفى نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية.
كما لفت إلى أن الوزارات المختصة مثل وزارة التربية والتعليم العالي قدمت بدورها خططها الخاصة، موضحًا أن هناك أكثر من 1660 مدرسة تعرضت للتدمير الجزئي أو الكلي، إلى جانب الجامعات والمراكز الجامعية التي تضررت بنسبة تقارب 90%.
وأضاف أن وزارة التربية والتعليم العالي تعمل على تنفيذ خطط عاجلة لترميم وإعادة تشغيل المؤسسات التعليمية التي تضررت جراء الحرب.