شاهين تدعو لتحرك دولي فوري لنصرة القضية الفلسطينية
ألقت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين، محاضرة أمام طلاب وأساتذة جامعة UNAN في العاصمة النيكاراغوية ماناغوا، سلطت فيها الضوء على تاريخ النضال الفلسطيني والمعاناة المستمرة تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءا في ظل سياسة ممنهجة من التوسع والتهويد تمارسها إسرائيل منذ عقود.
وخلال المحاضرة، استعرضت الوزيرة تطورات الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة، حيث يتعرض المدنيين الفلسطينيين لحصار خانق ودمار واسع شمل جميع جوانب الحياة.
وأشارت إلى أن أكثر من مليوني شخص في غزة مهددون بالمجاعة، في ظل منع دخول المواد الغذائية والمساعدات ومنع المؤسسات الدولية والصحفيين من الوصول إلى القطاع، ما يشكل جريمة حرب تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات.
وأوضحت أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج، مستفيدة من غياب المحاسبة الدولية، رغم التقارير الصادرة عن منظمات وهيئات دولية تؤكد وجود احتلال وجرائم إبادة تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، مبينة أن الأرقام المتعلقة بالشهداء والمصابين في القطاع صادمة، لكنها لا تعكس الحجم الحقيقي للكارثة بسبب انهيار النظام الصحي ونقص الغذاء والدواء.
وأشارت شاهين إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الاحتلال، حيث يمارس أعضاؤها التحريض العلني ضد الفلسطينيين، ويعملون على تقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية وإضعافها عبر وسائل متعددة، أبرزها حجز أموال المقاصة بشكل غير قانوني وفرض قيود اقتصادية وإدارية تهدف إلى تعطيل عملها.
كما تناولت الوضع المأساوي الخطير في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث تتصاعد اعتداءات المستعمرين المسلحين تحت حماية جيش الاحتلال، مع وجود أكثر من 900 حاجز عسكري، مؤكدة أن هناك محاولات مستمرة لتهويد القدس وتغيير الوضع القائم، بالتزامن مع تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين والمسيحيين.
وشددت الوزيرة على استهداف الاحتلال الممنهج لقطاع التعليم في قطاع غزة حيث دمرت معظم مدارس وجامعات القطاع، ما أدى إلى حرمان الطلبة من حقهم في التعليم منذ عامين، مضيفا أن هناك أكثر من 25 ألف طفل يتيم، في ظل تدهور حاد في الصحة النفسية لكافة المواطنين بسبب القصف المستمر والظروف المعيشية القاسية.
ودعت شاهين خلال المحاضرة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط، وضرورة تحرك دولي جاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن فلسطين، رغم التحديات، تعمل على تنفيذ خطة إصلاح وطنية وخطة شاملة لليوم التالي في غزة، بالتزامن مع جهود دبلوماسية متواصلة، من بينها التحضير لمؤتمر السلام الدولي في نيويورك الهادف إلى حشد المزيد من الاعترافات بفلسطين ووضع أجندة دولية واضحة لإنهاء الاحتلال.
وأشارت إلى أن حكم محكمة العدل الدولية الأخير، أكد أن فلسطين تعيش تحت احتلال غير قانوني يجب تفكيكه، وأن استمرار تجاهل القانون الدولي يهدد بتصعيد التوتر في المنطقة.
وأكدت شاهين على أن الحل الوحيد العادل هو تطبيق حل الدولتين وفقًا للقرارات الدولية، لضمان حق الفلسطينيين في العيش بحرية وسلام في دولتهم المستقلة.