أردوغان يعتزم زيارة سورية بعد نحو 5 أشهر على إسقاط الأسد
الحرية- يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بزيارة رسمية إلى سورية، وذلك بعد مرور نحو خمسة أشهر على إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. وستكون هذه أول زيارة للرئيس التركي إلى دمشق منذ تسلُّم الحكومة السورية الجديدة السلطة.
وفي تصريحات أدلى بها، أمس الجمعة، سفير تركيا في سورية برهان كور أوغلو، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، ونقلتها وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أشار إلى أن الزيارة "قد تتم في المستقبل القريب"، مؤكداً أن أنقرة تُنسّق بشكل منتظم مع موسكو بشأن الملف السوري، وأن اجتماعات دورية تُعقد بين وفود البلدين. وفي مقابلة أخرى مع قناة "تي آر تي" التركية، لفت كور أوغلو إلى أن تركيا كانت أول دولة تعيد افتتاح سفارتها في دمشق بعد تسلُّم القيادة السورية الجديدة، قائلاً: "منذ ذلك الوقت نحن ندعم هذه المسيرة من أجل إعادة بناء الدولة وكل المؤسسات السورية".
وأشار السفير إلى أن العلاقة بين البلدين الجارين تُبنى على أسس من الثقة المتبادلة، وفي هذا الإطار، تم توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي. وتطرّق كور أوغلو إلى المحادثات "التقنية" الجارية بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان بشأن تفادي التصادم داخل الأراضي السورية، مؤكداً رفض أنقرة للهجمات الإسرائيلية، قائلاً: "دمشق لا تشكّل تهديداً على إسرائيل، ونشعر بأننا ملزمون بدعم سورية حتى في مجال الدفاع عن نفسها، وهناك بعض التفاهمات في هذا المجال"، واصفاً إسرائيل بـ"الدولة المعتدية في كل المنطقة".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، قد شاركا في منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، الذي انطلق أمس الجمعة في تركيا تحت شعار "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم"، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وممثلي منظمات دولية. وقد التقى الشرعُ خلال المنتدى أردوغانَ وعدداً من القادة المشاركين.
وأمس قال الرئيس التركي في كلمة على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي إن إسرائيل تحولت إلى مشكلة في المنطقة من خلال هجماتها على لبنان وسورية وتهدد استقرار المنطقة، واصفاً إياها بدولة إرهاب، وبمنعها جهود مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال أردوغان إن السكوت عن مجازر إسرائيل يعد مشاركة في هذه الجرائم، والوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني وليس من مقتضيات الأخوة، معتبراً أن "إسرائيل ترتكب منذ عام ونصف العام إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني متجاهلة كل حقوق الإنسان والقانون الدولي".
واتهم أردوغان إسرائيل بالسعي إلى "نسف الثورة" في سورية من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد. وقال "تحاول نسف ثورة الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الفائت من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سورية وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة". وأضاف "لن نسمح بجر سورية إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري سئم المعاناة والقمع والحرب".