أسيران يرويان تفاصيل لقائمها الدُّكتور أبو صفيَّة بمعسكر "سدي تيمان"
روى أسيران خرجا من سجن "سدي تيمان" الإسرائيلي - سيِّىء السمعة -، لقائهما الأخير مع مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية قبل خروجهما، وكشفا الكثير عما عاناه بعد اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب اقتحامه للمستشفى وإحراق مرافقه وتدميره في 27 ديسمبر/كانون أول 2024. وقال الأسير المحرر محمد الرملاوي، الذي التقى أبو صفية داخل السجن قبل الإفراج عنه، إنه تفاجأ بلقاء أبو صفية قبل يومين من خروجه.
وأضاف، "قبل ما أطلع من السجن بيومين، تفاجأنا بدخول الطبيب أبو صفية للزنزانة اللي إحنا فيها، وكانت الساعة متأخرة من الليلة، وصُعقت لما شفته لأنه ساعدني كثيرًا قبل هيك في مستشفى كمال عدوان، وبكينا قهرًا على حاله، لأنه يعتبر قامة وطنية".
ووفق ما نقل على لسان الدكتور حسام، فإن الطبيب أبو صفية أخبره بتعرضه لسوء معاملة وانتهاكات من قِبل جيش الاحتلال أثناء اعتقاله “لما قعدنا مع الدكتور، أول كلمة حكالنا إياها، أنا والله تبهدلت يا جماعة، والجيش لما أخدني بهدلني”.
و"سدي تيمان" سجن في قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة في اتجاه مدينة بئر السبع. أنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد بداية عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في غزة، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا السجن انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
اللحظات الأخيرة قبل الاعتقال كما أوضح الرملاوي أن الدكتور قد روى لهم ما حدث له بمستشفى كمال عدوان في اللحظات الأخيرة قبل اعتقاله “حكى لنا إنه قبل ما يعتقلوه قتلوا خمسة من الكادر الطبي في المستشفى قدامه، وصار يبكي ويحكي إن الجيش حرقوا المستشفى قدام عينه، ولما اعتقلوه تعرض للضرب والإهانة”.
وأشار محمد إلى أن أبو صفية عانى نفسيًا وصحيًا من الاعتقال، كما أن الحديث الإسرائيلي عن عدم وجوده في سجن سدي تيمان غير صحيح، مؤكدًا أنه قضى معه يومين كاملين قبل الإفراج عنه. وتابع “أعطاني الدكتور حسام رقم زوجته وطلب مني أن أبلغ عائلته أنه بالسجن وأنه عايش، ولكنه يطالب بالتدخل العاجل للجهات المختصة، للإفراج عنه”.
بدوره، قال مصطفى حسونة، أسير محرر حديثًا من سجن سدي تيمان “التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي مع أبو صفية كانت مرتبطة بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”، مضيفًا أن الدكتور أكد للاحتلال أنه بحكم تخصصه كطبيب أطفال لا يملك أي معلومات عن الأسرى الإسرائيليين، وأنه لم يلتق أحدًا منهم، مشيرًا إلى أن أبو صفية يعيش حاليًا تحت ضغط كبير من الاحتلال. وشُيع أمس الأربعاء، جثمان والدة مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والتي توفيت صباح اليوم إثر سكتة قلبية مفاجئة.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال الطبيب حسام أبو صفية، بعد أن اقتحمت مستشفى كمال عدوان عقب ساعات من حصاره، وإحراق مرافقه، ونكّلت بالموجودين داخله من مرضى وجرحى وكوادر طبية. وذكرت مصادر صحفية في حينه، أنّ جيش الاحتلال استخدم الطبيب حسام أبو صفية، درعًا بشريًا لتفتيش المستشفى، في وقتٍ أشار مدير عام وزارة الصحة منير البرش أنّ الطبيب "أبو صفية" قد تعرّض لضرب عنيف من قوات الاحتلال قبل اعتقاله.
أقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وسط مطالبات أممية بالإفراج الفوري عنه ومخاوف من "تصفيته" كحال أطباء قضوا تحت التعذيب في سجون الاحتلال.
بدورها، جددت مقررتان أمميتان، تلالنغ موفوكينغ المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، وفرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، دعوتهما للإفراج عن أبو صفية وأعربتا عن قلقهما البالغ إزاء مصيره.
وأكدت موفوكينغ وألبانيزي -في بيانهما- ضرورة إنهاء هجوم "إسرائيل" الحالي على غزة، خاصة المنشآت الطبية من ناحية، وضمان الإفراج عن أبو صفية وجميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفيا من ناحية أخرى.