بيل غيتس يدعم خطة جريئة لحجب أشعة الشمس!

دعم من وادي السيليكون لمشاريع تعديل الطقس

تدعم نخبة وادي السيليكون، مثل بيل غيتس وسام ألتمان، مشاريع تهدف إلى تعديل الطقس لمكافحة التغير المناخي في جميع أنحاء العالم. 

تهدف إحدى الشركات إلى تبريد الأرض عبر تقنية “الهندسة الجيوشمسية”، من خلال إعادة ضوء الشمس إلى الفضاء باستخدام رذاذ الكبريتات. هذه التقنية ليست جديدة، بل هي من الأفكار الغريبة التي يدعمها مؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل غيتس، والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان وغيرهم من عمالقة التكنولوجيا.

الانتقادات والآثار الجانبية المحتملة

رغم الدعم المالي الكبير، تواجه هذه المشاريع انتقادات من العلماء والخبراء، خاصة مع تمويلها من قبل شركات خاصة تسعى لحلول سريعة ومدفوعة بالربح.

يحذر الخبراء من الآثار الجانبية غير المقصودة لتقنية حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI)، مثل الجفاف وفشل المحاصيل. 

إضافة إلى ذلك، هناك شكوك حول فعالية هذه الحلول على المدى الطويل، حيث لا تعالج المشكلة الأساسية لانبعاثات غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2). يشير الباحثون إلى أن هذه المشاريع قد تقدم تبريداً مؤقتاً فقط دون حل المشكلة الجذرية للاحتباس الحراري.

انتقادات بشأن التجارب غير المصرح بها

في العام الماضي، انتقدت وزارة البيئة المكسيكية شركة Make Sunsets لإجراء تجاربها داخل الحدود المكسيكية “دون إشعار مسبق ودون موافقة الحكومة والمجتمعات المحلية”. 

وعلى الرغم من أن تقنيات التلقيح الجوي التي تستخدمها هذه الشركات قد تنجح في تبريد الأرض، فإنها قد تزيد من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

تحذيرات الباحثين من التداعيات البيئية

حذر أدريان هندس، الباحث في “الهندسة الجيوشمسية”، من أن مشاريع مثل بالونات الكبريت قد تضر بالزراعة والنظم البيئية. وأوضح أن تقنيات تبريد الأرض مؤقتاً لن تعالج تراكم غاز CO2، الذي يؤدي إلى تأثيرات سلبية مثل إغلاق النباتات لمساماتها، مما يقلل من كمية المياه التي تطلقها النباتات في الهواء ويسبب جفافاً محتملاً وتراجعاً في المحاصيل.

ورغم هذه المخاوف، لا يبدو أن شركة Make Sunsets تتراجع عن خططها، حيث صرح لوك آيزمان، المؤسس المشارك، بأن الانتقادات يمكن أن تكون مفيدة للعمل. 

ويظل الجدل قائماً حتى بين العلماء الذين يعترفون بضرورة اختبار هذه التقنيات، حيث يؤكدون أنها ليست “حلولاً نهائية” بل أدوات مؤقتة تعكس فشل العالم في إدارة انبعاثات الكربون بفعالية.

الحاجة إلى تنظيم وحلول شاملة

مع انخراط المزيد من الشركات الناشئة في تطوير تقنيات تعديل الطقس، تستمر التساؤلات حول التمويل وتأثيره المستقبلي. في ظل قلة الشفافية وغياب التنظيم العالمي، يظل التأثير المستقبلي لهذه المشاريع غير واضح. 

يشدد الخبراء على أن “الهندسة الجيوشمسية” قد تكون مفيدة على المدى القصير، لكنها لا تغني عن الحاجة إلى سياسات مناخية شاملة تقلل من انبعاثات الكربون وتحمي البيئة.