فلسطين تشارك في المؤتمر الدولي الثاني للأمن الأوراسي
شاركت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية بيلاروس، ممثلة بالسفير أحمد المذبوح، والمستشار نبيل برشلي، في أعمال المؤتمر الدولي الثاني للأمن الأوراسي، الذي انعقد في العاصمة البيلاروسية.
يهدف المؤتمر إلى إجراء مناقشات واضحة وصريحة حول آفاق الأمن الأوراسي في ظل الأزمة الحالية للنظام العالمي أحادي القطب، والتحديات التي تواجه اللاعبين الرئيسيين، مع ضرورة تعزيز التواصل فيما بينهم.
وتعد مشاركة دولة فلسطين في هذا المؤتمر خطوة هامة لتعزيز التعاون الأمني والسياسي في المنطقة، والتأكيد على أهمية الحوار والتفاهم بين الدول.
وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 600 عضو، من بينهم وزراء خارجية روسيا والمجر وسوريا، والأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة.
وافتتح المؤتمر رئيس جمهورية بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي أكد الحاجة الملحة للتفكير في كيفية تجاوز التحديات والنفقات العسكرية، واقترح الحلول الجذرية للأزمات العالمية.
بدوره، شدد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف على أهمية الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في العلاقات الدولية، مشيرا إلى التسبب الأميركي في تأجيج الصراعات، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط حيث يعاني الشعب الفلسطيني من فظائع كبيرة.
وأشار وزير الخارجية السوري إلى التهديدات الخطيرة التي تواجه المنطقة، محذرًا من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية والفلسطينية، مؤكدا أن استهداف "إسرائيل" للمدنيين وارتكابها لجرائم حرب يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة.
كما تحدث المشاركون في المؤتمر عن أهمية تعزيز التعاون الأمني في أوراسيا، مشيرين إلى ضرورة توافق المجتمع الدولي للتصدي للتحديات الحديثة المتمثلة في الأزمات الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
وشددت الكلمات على ضرورة محاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها، وفرض عقوبات دولية كوسيلة لتحقيق العدالة.
وشدد على ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة التحديات المعاصرة التي تتجاوز حدود الدول، مشيرا إلى أن العالم يواجه فترة صعبة مليئة بالتغيرات والتحديات، بدءا من التهديدات الأمنية التقليدية إلى التهديدات السيبرانية وأزمات المناخ ومشاكل الهجرة.
وأكد أهمية العمل بروح التعاون والشراكة، وتعزيز آليات الحوار والتفاهم لتحقيق السلام المستدام والأمن المشترك، مشددا على أن الاستقرار في هذه المنطقة يعد أساسا لتحقيق الأمن العالمي.
وأعرب عن استغرابه من صمت الدول الغربية من الأحداث الدامية والمجازر التي يشهدها قطاع غزة على مدار أكثر من عام، والاعتداءات اليومية على شعبنا في الضفة الغربية والقدس التي يقوم بها جيش الاحتلال وحكومة الاحتلال، ما يتطلب تقديم حلول عادلة ومستدامة.
وحذر السفير المذبوح من التهديدات التي تشكلها السياسات العدوانية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن هذه السياسات تؤثر سلبا على الأمن الإقليمي والعالمي، داعيا إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل لمحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة ضد حقوق الشعب الفلسطيني، وارغامها على وقف مجازرها وعدوانها على الشعب الفلسطيني.
وأكد أن فرض العقوبات ليس خطوة أخلاقية فحسب، بل هو ضرورة قانونية ملحة لتحقيق العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، مبينا أن التجارب السابقة أثبتت أن العقوبات الاقتصادية والسياسية يمكن أن تؤدي إلى تغيير سلوك الدول المخالفة، مثلما حدث مع نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا.