تحالف مدريدي.. كيف أسقط رونالدو وبنزيما هيبة حمد الله؟
يعتبر النجم المغربي عبدالرزاق حمد الله، مهاجم الشباب، أحد أبرز الأجانب الذين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الكرة السعودية، نظرا للمستويات المذهلة التي قدمها منذ وصوله إلى ملاعب المملكة في 2018.
وبالنظر لمسيرة حمد الله، فلا يمكن استبعاده من قائمة تضم أفضل 5 مهاجمين في تاريخ دوري المحترفين، بسبب قدراته التهديفية وإمكانياته الرائعة التي لا تقل قيمة عن نجوم الكرة العالمية.
بدأ حمد الله رحلته في الملاعب السعودية، بعدما قرر النصر التعاقد معه في صيف 2018، قادما من الريان القطري، مقابل 6 ملايين يورو.
بداية حمد الله لم تكن جيدة، وتحديدا في أول 11 جولة من دوري المحترفين، لترتفع الأصوات الإعلامية والجماهيرية للمطالبة برحيله عن صفوف الفريق.
لكن النجم المغربي أظهر شخصيته الحقيقية وانفجر بشدة مع "العالمي"، ليواصل بعدها تسجيل الأهداف حتى أنهى موسم 2018-2019، في صدارة
ترتيب هدافي المسابقة برصيد 34 هدفا، وهو أعلى معدل تهديفي خلال نسخة واحدة من المسابقة آنذاك.
وقاد الفريق النصراوي لتحقيق دوري المحترفين وقتها بعد صراع شرس مع الهلال، انتهى لصالح "أصفر العاصمة" بفارق نقطة وحيدة، بالإضافة لكأس السوبر السعودي نسخة 2019.
وحصد جائزة هداف العالم خلال عام 2019، بتسجيل 57 هدفا، متفوقا على البولندي روبرت ليفاندوفيسكي بفارق 3 أهداف والأرجنتيني ليونيل ميسي بـ7 أهداف.
واتجه الهداف المغربي بعدها للرحيل عن النصر بسبب أزمة مع الإدارة، ليبدأ رحلة جديدة مع اتحاد جدة من يناير/كانون الثاني 2022 حتى رحل الصيف الماضي.
وخلال فترته مع الاتحاد، قدم الهداف المغربي مستويات مميزة، وقاد "العميد" لتحقيق لقبي الدوري والسوبر المحليين، وتوج هدافا للدوري خلال موسم 2022-2023.
طفرة سعودية
لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين الطفرة التي حدثت في الدوري السعودي، والمتمثلة في استقطاب نجوم كرة القدم من مختلف الأندية العالمية.
وانضمت العديد من الأسماء البارزة للدوري السعودي، بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو صوب النصر والفرنسي كريم بنزيما مع اتحاد جدة، وغيرهم من عمالقة اللعبة.
وخطف نجوم الكرة العالمية الأضواء من الجميع، وهنا كانت البداية لإسقاط هيبة بعض اللاعبين ومنهمم حمد الله، رغم التاريخ الكبير الذي حققه.
صحيح أن حمد الله، يمتلك قيمة فنية كبيرة لا خلاف عليها، ولكن من الصعب مجاراة أسماء بحجم رونالدو وبنزيما على المدى الطويل، بسبب العديد من العوامل التي تصب في مصلحتهم، كالدعم الجماهيري والإداري والإعلامي.
محمد نور أسطورة اتحاد جدة، أكد الموسم الماضي أنه "رغم التاريخ الكبير الذي كتبه حمد الله، إلا أنه يفضل تواجد بنزيما مع العميد".
تحالف مدريدي
يمتلك رونالدو وبنزيما علاقة وشراكة قوية جمعتهما في وقت سابق رفقة ريال مدريد لمدة 9 سنوات، حققا خلالها تاريخا كبيرا من الأهداف والألقاب الجماعية والفردية.
ويشاء القدر أن يتواجد الثنائي سويا في الدوري السعودي مرة أخرى، ليجدا منافسة شرسة على كافة الأصعدة والمستويات، لاسيما أمام عبدالرزاق حمد الله، ثاني هدافي دوري المحترفين عبر التاريخ برصيد 130 هدفا.
حمد الله تفوق مع الاتحاد على رونالدو في الموسم الأول للنجم البرتغالي بخطف لقبي الدوري والسوبر والحذاء الذهبي، وذلك بعد قدوم الدون في يناير/كانون الثاني 2023.
لكن الرد كان قويا من رونالدو بالتفوق عليه في أكثر من مناسبة خلال المواجهات التي جمعتهما منذ الموسم الماضي، إضافة لتحطيم رقمه التاريخي كأفضل هداف في نسخة واحدة من دوري المحترفين، بتسجيل 35 هدفا.
ومن الجهة المقابلة، تسبب بنزيما في طرد حمد الله من الاتحاد خلال الصيف الماضي، رغبة في أن يكون المهاجم الرئيسي للفريق، وهو ما وافقت عليه الإدارة، ليرحل الهداف المغربي صوب الشباب.
ورغم الانتقادات التي طالت بنزيما بسبب هذا الموقف، إلا أنه انفجر بشدة خلال الموسم الحالي وأصبح ثاني هدافي الدوري، ليحصل على إشادة الجماهير ووسائل الإعلام، ويثبت أن سعيه لإزاحة المغربي كانت في صالح الفريق.
وبات النجم الفرنسي على بعد مباراة واحدة من معادلة رقم حمد الله التاريخي بقميص الاتحاد بالتسجيل في 7 مباريات متتالية على مستوى الدوري، حيث سجل في 6 ويتبقى له تكرار الأمر في مناسبة جديدة.
سقوط هيبة حمد الله
اشتهر حمد الله بقوة شخصيته داخل وخارج الملعب منذ وصوله للملاعب السعودية، بالمنافسة الدائمة على المستوى التهديفي وعدم الخضوع للقرارات التي تأتي عكس رغبته.
صحيح أنه يظل ثاني هدافي المسابقة عبر التاريخ، إلا أنه خسر رقمه التاريخي أمام رونالدو وابتعد عن المنافسة على الحذاء الذهبي، فضلا عن خروجه الصادم من الاتحاد لصالح لنزيما.
هذا وبالإضافة للفترة الصعبة التي يعيشها مع الشباب هذا الموسم، بسبب الإصابات وهبوط مستواه، بجانب إهدار ركلة جزاء في الوقت القاتل أمام النصر بالجولة الماضية التي خسرها فريقه (1-2)، ما خفّض أسهمه في بورصة النجوم للموسم الجاري.
وتعرض حمد الله بعد هذه اللقطة لسخرية مستمرة من جماهير النصر في المدرجات، ومطالب برحيله عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لتسقط هيبة الهداف المغربي بعد سنوات من التألق، ويبقى مطالبًا باستعادتها خلال الأشهر القليلة المقبلة من خلال العودة لسباق الهدّافين أو قيادة الشباب لإنجاز وسط المنافسة الشرسة لأندية الدوري.