المعابر والحدود": تعديل على ساعات عمل معبر الكرامة يومي 16 و23 الجاري أبو الغيط يدين عدوان الاحتلال المتواصل في شمال غزة والاستيلاء على مقر "الأونروا" بالقدس الاحتلال يطرد قاطفي الزيتون من أراضيهم جنوب نابلس ويهاجمهم بقنابل الغاز إصابة طفل خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت فوريك فلسطين تشارك في الاجتماع 70 للجنة العلمية الاستشارية لمجلس وزراء الإسكان العرب بالقاهرة الإعلام العبري: هناك اعتبارات عملياتية قد تتسبب في تأخير الرد على الهجوم الإيراني أبو ردينة: الأونروا وقضية اللاجئين خطوط حمراء لأي حل والخطوات الإسرائيلية مدانة ومرفوضة (محدث) قتلى وجرحى إثر انفجار مسيّرة جنوب حيفا محافظ سلطة النقد يلتقي بمحافظ نابلس وممثلي القطاع الخاص لبحث تحديات الأعمال والتمويل إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم فتوح يدين مجزرة الاحتلال بحق أطفال نازحين في مخيم الشاطئ وزارة الصحة اللبنانية: 51 شهيداً و174 مصاباً حصيلة العدوان الإسرائيلي أمس استشهاد مواطنين وإصابات بين النازحين واعتقال مسعفين في عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الاحتلال يعتقل مصورين صحفيين في القدس إصابتان برصاص الاحتلال في بلدة بيت فوريك قرب نابلس

هنا الخليل لا تسألني عنها بل استنشق هوائها

الحرية_ تهاني العثامنة

هنا الخليل, أرض الأنبياء والشهداء, الأرض التي تفنن التاريخ بذكرها, وتغنت الحناجر بعز رجالها, وبكت العيون من كرمها وعطائها, ولجأ إليها كل تائه, الأرض التي حفظت وصية نبي الله إبراهيم حتى يومنا هذا ولا يموت فيها جائع .

وبين صفحات محافظة الخليل كتب الكثير من الوصايا, وفي أزقتها احتمى ثوارها, وعلى حيطانها استندت أشبالها, وعلى أرضها إرتقى شهدائها, وفي حرمها واصل الرباط أبطالها.

وتعتبر الخليل من أكبر محافظات الوطن الفلسطيني, من حيث المساحة وعدد السكان, وسميت بعاصمة التجارة والصناعة والنبض لهذا الوطن المكلوم, ولا ننسى بأنها سميت أيضا بغابة الأسود, أرض المعتصم والعمر وأرض الرحمن.

وتتزين مدنها وقراها ومخيماتها وضواحيها بعقول ترتفع لها القبعات, بينها القامات والهامات والعلامات, والكثير ممن لا تكف الأقلام عن ذكرهم, وخط انجازاتهم, ورسم أسمائهم في تاريخ الخليل الأخضر.

وفيها أيضا المبدع والمبتكر والعاقل والمجنون والكثير من علامات السؤال, فهي كباقي بقاع العالم ليست أرض خالية تماما من النعرات, ولكن الأجمل عندما تنبت الفتن سرعان ما تصهل خيولها, وتزئر أسودها, لتظهر تلك الهيبات المخيفات, لتحسم ذلك الإشكال وتنهي العديد من الفواصل بأضخم النقاط, وتمضي في طريقها وكأن شيء لم يكن.

وفي أرض الخليل عندما تستغيث النساء, سرعان ما يستجيب معتصميها, وعندما يبكي أطفالها سرعان ما تحتضنهم كروم عنبها, وعندما يتوه فيها زائر سرعان ما ينتمي لجميع عائلاتها.

وكما قال السابقين وسيبقى قولهم للأبد, عز الخليل برجالها, وحديثها بفعلها, وسيفها حاد لا يرحم من يعاديه, ودمها طيلة الوقت يغلي, وجرحها صعب ولكنه يلتئم دون مساعدة, فهي تداوي بلاد بأكملها ولا تحتاج لمن يادويها, نسائها خنساوات, فهن شقائق الرجال, معطاءات لا يكفن عن التضحيات, وأطفالها أشبال, وشيوخها حكاية أخرى, فهم عرسان اذا نادى المنادي, ضرباتهم حارقة, وأيديهم حامية لكل ضعيف, وعباءاتهم ساترة لكل مكشوف, وكلماتهم صاعقة لكل ظالم.

وبأرض محافظة الخليل جميع سكانها واحد, لا مكان للاجىء أو فلاح أو مدني ولا مكان للعنصرية الصفراء, واذ كان هناك من يتعامل بهذا المبدأ فهو يمثله هو فقط , وليس محافظة بأكملها.

عندما نرجع إلى قائمة الشهداء نجد هناك أعداد كبيرة ومن كل زاوية في المحافظة, وعندما نقف أمام حاجز عسكري مفروض على هذه البلاد, يعتثر الجميع ولا يعبر أحد قبل الآخر, وعندما يصيبنا شيئ من أقدار الله يصيبنا جميعا, فنفرح ونحزن معا دون استثناء, مصابنا واحد وفرحنا واحد وأرضنا للجميع.

هذه خليلنا, وستبقى كما عهدنا من قبل أرض الأنبياء والشهداء والرجال, ولن تكون يوما أرض للنزاع والشقاق والعنصرية والفتن, وكيف تكون هكذا ونحن من روينا شوارعها بدماء خيرة شبابنا, وبنينا معالمها بسواعد ذكورها, وعمرنا اسمها بصبرنا وشغفنا ونبض قلوبنا الذي لم يكن يوما ولم يهدأ ولم يتعب.