الاحتلال يواصل عدوانه على محافظات الضفة: 9 شهداء ومصابون واعتقالات ودمار كبير في البنية التحتية

 تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، عدوانا واسعا على محافظات الضفة الغربية، أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 9 مواطنين، وعشرات الإصابات بالرصاص والاختناق، واعتقالات، ودمار كبير في البنية التحتية.

وفرضت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

وتصعيد الاحتلال عدوانه على محافظات الضفة الغربية، يأتي تنفيذا لتصريحات وزير الخارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بأنه "يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء".

وباستشهاد المواطنين التسعة في جنين وطوباس، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 660 شهيدا.

جنين

استُشهد خمسة مواطنين، وأصيب آخرون بجروح، برصاص الاحتلال، الذي فرض حصارا على المؤسسات الطبية، إذ قطع الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كافة.

استُشهد الشابان قسام محمد جبارين (25 عاما)، وعاصم وليد ضبايا (39 عاما)، خلال مواجهات عنيفة اندلعت عقب اقتحام الاحتلال مدينة جنين، وتمركزها في محيط مستشفيي جنين الحكومي، وابن سينا.

وبالتزامن مع ذلك، استُشهد ثلاثة شبان كانوا داخل مركبة استهدفتها مسيرة للاحتلال بين قريتي صير ومسلية جنوب جنين، دون معرفة هوياتهم حتى اللحظة.

كما اعتقلت تلك القوات الشاب يزن سوقية، بعد دهم منزله وتفتيشه في مدينة جنين.

وتفرض قوات الاحتلال في هذه الأثناء حظرا للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنعت خروج المواطنين من منازلهم.

طولكرم

تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، حيث ألحقت دمارا واسعا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، وأخطرت المواطنين بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم، قبل المغادرة.

ودمرت جرافات الاحتلال خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.

ودفعت تلك القوات بعشرات الآليات تجاه المخيم، المدعومة بالجرافات الثقيلة، وفرضت طوقاً عسكرياً مشددا عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به.

وتتمركز آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديدا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، حيث تقتحم منازل المواطنين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحلات والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتمنع الدخول إليهما والخروج منهما، وتعيق حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وتُخضعهم للتفتيش والتدقيق في الهويات.

ونشرت تلك القوات آلياتها في أحياء مدينة طولكرم بعد اقتحامها الواسع في ساعات الفجر الأولى، ومنها شارعا السكة، ونابلس، ومنطقة إسكان اكتابا، والأحياء الغربية والشرقية، حيث منعت حركة تنقل المواطنين وأوقفت عددا من المركبات خلال سيرها في شوارع المدينة، ودققت في هويات ركابها.

ودمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي "المحاكم"، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع الإسكان في الضاحية، كما أغلقت بعض الاتجاهات بالسواتر الترابية.

وكان قد أصيب خلال هذا العدوان مواطنان من مخيم نور شمس بالشظايا بعد قصف طائرة مسيرة موقعا في حارة المنشية بالمخيم، وتم نقلهما إلى المستشفى بإسعاف الهلال الأحمر، ووُصفت حالتهما بالطفيفة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال المواطن حمزة مقبل بعد مداهمة منزله القريب من مخيم نور شمس.

طوباس

وفي طوباس، استُشهد الشقيقان الطفلان مراد ومحمد مسعود جعايصة (13 و17 عاما)، والشابان إبراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاما)، وأحمد صالح نبريصي (23 عاما)، جراء قصف نفذته طائرة مسيرة للاحتلال على مخيم الفارعة، جنوب طوباس، فيما أصيب آخرون بجروح.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

كما داهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.

رام الله

أصيب طفل وشابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين شمال غرب رام الله، واعتُقل 7 مواطنين.

وأصيب طفل وشاب بالرصاص الحي في منطقة الحوض، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال قراوة بني زيد، الذي أغلق مداخلها.

وحولت قوات الاحتلال منزل والده في قراوة بني زيد حسام إسماعيل عمر إلى ثكنة عسكرية، واعتقلت ابنيه أحمد ومحمود، للضغط على شقيقه لتسليم نفسه، واعتدت على والدته وزوجة أخيه، ما أدى إلى نقلهما إلى المستشفى.

واعتقلت قوات الاحتلال كلا من: سعيد جهاد عرار، وفتحي حمد الله عرار، وراكز طالب عرار، وهيثم رائد مالوخ، وعامر عزام حديدي.

وفي عبوين، أصابت قوات الاحتلال شابا بالرصاص الحي في أسفل الظهر، خلال مواجهات دارت عقب اقتحام البلدة، وجرى نقله إلى المستشفى، حيث وُصفت إصابته بالمستقرة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال أصابت صباح اليوم طفلا (17 عاما) وشابا بالرصاص الحي في القدم خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في قراوة بني زيد، فيما اعتدى جنود الاحتلال على امرأة بالضرب، ونُقلوا إلى المستشفى، واعتقلت الشابين سعيد جهاد سليمان، وشهير عايش عرار بعد مداهمة منزليهما في القرية.

كما داهم الاحتلال عدة منازل في بيت ريما، وحول منزل المواطن عودة البرغوثي إلى ثكنة عسكرية، ومركز للتحقيق مع الشبان المعتقلين من البلدات والقرى المجاورة.

وفي قرية سنجل شمال مدينة رام الله، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية عند مفترقاتها، وفتشت المركبات، ودققت في هويات المواطنين، كما ألقت منشورات تهدد فيها المواطنين.