مفاوضون إسرائيليون يتهمون نتنياهو بـ"نسف" مفاوضات إنهاء الحرب بغزة
ويأتي الاتهام لنتنياهو بالتزامن مع تسريبات إعلامية بشأن لقاء عقده مؤخراً مع ممثلي عائلات محتجزين إسرائيليين بغزة، أقر خلاله بأنه غير متأكد من إمكانية إبرام اتفاق مع "حماس". وقالت المصادر بفريق التفاوض الإسرائيلي لهيئة البث، إن "تصريحات نتنياهو هذه تهدف إلى نسف المفاوضات".
وتابعت: "رئيس الوزراء يعلم أننا في فترة حاسمة، إذ نعمل على إيجاد حلول لمحور فيلادلفيا (شريط حدودي فاصل بين غزة ومصر) وممر نتساريم (الذي أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة غزة، ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وسنطرح الأمر قبل الاجتماع المقبل" في القاهرة.
وتابعت المصادر: "نتنياهو يعلم أن هناك تقدماً (بالمفاوضات)، لكنه يطلق تصريحات مخالفة لما اتُّفق عليه مع الوسطاء".
في المقابل، أشارت هيئة البث العبرية إلى رفض مقربين من نتنياهو (لم تسمّهم) تصريحات فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن سعيه لـ"نسف" الصفقة مع "حماس". ونقلت عنهم قولهم: "إذا كان أي شخص من فريق التفاوض غير راضٍ عن الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء المحادثات، فهو مدعو للنهوض والمغادرة".
ورغم التوتر الكبير بين الطرفين، يقول مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي، إنه لا توجد إمكانية لتركهم المنصب في هذه المرحلة من المفاوضات التي وصلت برأيهم إلى مرحلة حاسمة، وفق هيئة البث.
يشار إلى أن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي لممثلي أهالي الأسرى، جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، بأن "نتنياهو وافق على الأفكار المطروحة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة".
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة يومي 15 و16 أغسطس/آب الجاري جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وفي نهاية هذه الجولة، أعلن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، عبر بيان، عن تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديداً لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة "حماس"، كاشفين عن محادثات أخرى بالقاهرة قبل نهاية الأسبوع الجاري للمضي قدماً في جهود التوصل إلى الاتفاق.
ورغم حديث الجانب الأمريكي عن مضي محادثات الدوحة في "أجواء إيجابية"، فإن نتنياهو أعلن تمسك حكومته بشروط ترفضها "حماس" بشكل مطلق، وحذر وزير دفاع إسرائيل يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
تشمل هذه الشروط "السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)".
على حين قالت "حماس"، إن ما أُبلغت به قيادة الحركة حول نتائج اجتماعات الدوحة لوقف إطلاق النار يعد تراجعاً عما جرى الاتفاق عليه في 2 يوليو/تموز الماضي، استناداً إلى مقترح الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي.