القاهرة: المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء يدعو لنصرة القضية الفلسطينية
دعا المؤتمر التاسع للإفتاء في ختام أعماله بالقاهرة، جميع الدول العربية والإسلامية إلى تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها لدعم ونصرة القضية الفلسطينية بكافة الوسائل الممكنة، سواءٌ عبر الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني تأكيدا على وحدة الصف والتضامن الإسلامي.
كما أكد المؤتمر على أهمية تحليل وتفكيك خطاب الجماعات المتطرفة ومواصلة الجهود للتحذير منه وبيان خطورته على أمن المواطنين واستقرار الأوطان، وعلى أهمية تعاون المتخصصين في مجالات التقنية ووسائل التواصل الرقمية مع مؤسسات الإفتاء لمساعدتها على تدشين بيئة آمنة عبر وسائل الاتصال لأتباع الدين الإسلامي يتم خلالها احترام خصوصياتهم، ومساعدتها في الترويج عالميا لرقي وسماحة الدين الإسلامي لباقي الشعوب.
وثمن المؤتمر دور مصر في تعزيز الإعلام المستنير، ودعوتها إلى استخدام وسائل الإعلام لنشر القيم الأخلاقية والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف.
وأكد المؤتمر على أهمية مواصلة العمل في مجال التأهيل الإفتائي، وبناء المزيد من جسور التفاهم والتعاون بين القائمين على صناعة الفتوى في العالم من مؤسسات وهيئات وطنية، لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها علينا العالم المعاصر بتغيراته وأحداثه المتسارعة.
وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن فلسطين تنتفض اليوم وينتفض لأجلها العالم، وأن الاحتلال الإسرائيلي مهما ارتكب واقترف من جرائم بحق شعبنا فهو آيل للسقوط طال الزمان أم قصر.
وأضاف الهباش في كلمة له في ختام أعمال المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، الذي انطلقت أعماله بالقاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"، بحضور علماء ووزراء ومفتين من أكثر من مائة دولة حول العالم وبمشاركة أممية واسعة، إنني أرى حب فلسطين في عيونكم، وألمحه في قلوبكم، وأسمعه من كلماتكم، ففلسطين بخير رغم كل الألم التي تعيشه في قطاع غزة وفي القدس والضفة الغربية التي تتعرض لانتهاكات واعتقالات واجتياحات يومية.
وشدد قاضي القضاة، إننا أهل التسامح وديننا دين التسامح، ولكن نحن أهل الجهاد عندما يتطلب ذلك، وعندما يُعتدى على كرامتنا أو ينتهك حرماتنا أو يعتدي على حقوقنا، مؤكدا إن فلسطين التي تعرفونها ونعرفها ويعرفها التاريخ هي لنا ولن تكون إلا لنا.
وأشار الى أن محكة العدل الدولية أصدرت قراراها الشهر الجاري بأن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي، وغير قانوني، والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني مخالف للقانون الدولي وللأعراف الدولية، مشددا أن فلسطين تتقدم والاحتلال يتقهقر، وفلسطين تنتصر والاحتلال ينهزم، وسينهزم أكثر.
كما بين، إن فلسطين تجود بدمها لأجل أمة الإسلام ولأجل القدس، والمسجد الأقصى، ولأجل كنيسة القيامة وكنيسة المهد، ولأجل العهدة العمرية التي رسخت مبادى التسامح والانسانية في فلسطين وفي كل ربوعنا الإسلامي، ففلسطين التي تحوي أرضها عشرات الشهداء من صحابة رسول الله، وشربت أرضها طوفان من دمائهم التي جادو بها من أجل أن يستعيدوها بكل أرضها.
وقال الهباش، إن هذا المؤتمر يمثل نقطة مضيئة في تاريخ مصر، فمصر كما قالها الرئيس محمود عباس "لو مصر وموقف مصر في بداية العدوان ربما لكانت دولة الاحتلال نجحت في إفراغ قطاع غزة من سكانه، لكن الموقف الصارم الحاسم الذي أبداه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومن خلفه مصر أفشل هذه المؤامرة، كما سيفشل كل المؤمرات التي تحاك للنيل من فلسطين وللنيل من الأمة التي تتوحد اليوم بدولها وبشعوبها وعلمائها خلف فلسطين التي تمثل جوهر هذه الأمة في عالم الأمم.